ما الذي يجعلنا نحزن على من لا نعرفه؟ سناء يوسف مثالا

فاتن الوكيل

سادت حالة من الحزن وسط العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عقب انتشار خبر وفاة الناشطة سناء يوسف أمس الخميس، حيث ذكر البعض أنها أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية خلال إقامتها في دبي بدولة الإمارات.

الصدمة من وفاة سناء جاءت بسبب نشاطها الكبير على موقع تويتر حتى ساعات قليلة قبل وفاتها، بالإضافة إلى اتساع نطاق صداقاتها على موقع التواصل الشهير، فبين آراء سياسية، تختلف أو تتفق معها، لكنها دائما ما  كانت تأخذ جانبا إنسانيا في الدفاع عن آرائها، حتى إنها اشتهرت على تويتر باسم حسابها المميز وهو “كن إنسانا وكفى”.

لكن لا يمكن أن يحزن الجميع على شخص لم يُقابلوه ولو لمرة واحدة، لمجرد أن تغريداته تنال الإعجاب أو التعاطف، فبعض النشطاء والصحفيين كتبوا عن دورها غير المعلن في مساعدة العديد من المعتقلين ومصابي الثورة والبعض الآخر عبروا بالفعل عن صدمتهم من خبر الوفاة واندهاشهم من مدى حزنهم عليها.

الكاتب الصحفي محمد الجارحي كتب عن سناء عبر حسابه على موقع تويتر قائلا: “بكيت كتير.. مش مستوعب خبر وفاة سناء يوسف حتى الان.. واحدة من أجدع الناس اللي ممكن تشوفهم في حياتك.. ربنا يرحمك ويصبرنا ويصبر كل اللي بيحبوكي.. مفيش حد يعرف سناء يوسف أو تعامل معاها إلا كانت له سند وضهر ونموذج فريد للجدعنة اللي انعدمت في زماننا.. عمري ما هانسى من ٤ سنين لما عملت حادثة على الدائري كانت أول واحدة توصل المستشفى تطمن عليا وكان الوقت بالليل متأخر في منطقة مقطوعة”.

 

وهناك من لم يُقابلها إلا مرات بسيطة “من بعيد لبعيد” كما يُقال.. لم يتحدث معها، ولكنه تأثر بخبر الوفاة المفاجئ. وهناك من لا يعرفها مطلقا ولكنه تأثر بسبب حالة الحزن التي سادت على تويتر.

وكالعادة مع فقدان أحد الأشخاص، يبدأ البعض في العودة إلى تغريداته الأخيرة، وفي حالة سناء يوسف الأمر كان مثيرا بالنسبة لأصدقائها. حيث قالت سناء في آخر تغريدة لها: “فانية يا الله فلا تجعلها تشقينا”. بالإضافة إلى تغريدة أخرى تحدثت خلالها عن حلم رأته في الفترة الأخيرة وهي تُصافح إحدى الشخصيات الدينية الراحلة.

لم تكن السياسة هي الأمر الوحيد الذي اهتمت به، لكن كان لها عملا في مجال بيع وتفصيل فساتين الأفراح وتعلم فنون المكياج حيث عملت “ميك أب آتيست” ودشنت لذلك صفحة على موقع التواصل “فيسبوك” وهو الأمر الذي زاد من معارفها داخل وخارج العالم الافتراضي.