7 مؤشرات تحدد تاريخ صلاحية محمد رمضان

 

كريم فرغلي

unnamed

لست مع فرض الوصاية ولا التسابق نحو البللورة السحرية التي يزعم معظمنا امتلاكها للتنبؤ بالعمر الفني لنجوم غالبا ما خالفوا تلك التنبؤات .

سنة 98 قدم محمد هنيدي (صعيدي في الجامعة الأمريكية)  كأول بطولة له في السينما  وكسر الفيلم  الدنيا بلغة السوق .. في العام التالي قدم الراحل علاء ولي الدين فيلم (عبود على الحدود) أيضا كأول بطولة سينمائية  نقلته إلى مقعد بجوار هنيدي في صف النجوم الأول ليواجها حملة هجوم شرسة تتوقع انتهائهم قريبا باعتبارهم مجرد ظاهرة مصيرها إلى الزوال السريع لا محالة  وكأن النجاح الكبير لابد أن يزول سريعا ، بل لقد راجت من ناحية أخرى فكرة انتهاء العمر الفني لنجوم كبارعلى  رأسهم عادل إمام كتأثير عكسي ومباشر لنجاح جيل هنيدي وعلاء ..

%d9%8a

صحيح أن هناك خلافات شخصية قد تتسبب في دعم هذا النوع من النظريات  كما حدث لعادل إمام  الذي كان على خلاف شخصي بالكاتب الصحفي إبراهيم سعدة رئيس تحرير أخبار اليوم  في ذلك الوقت والذي روج لزوال امبراطورية الفنان ، لكن المهم أن هذا هو ما نفاه الواقع حيث استمر إمام وهنيدي في شغل مقعدين بين نجوم الصف الأول حتى الآن على الأقل من حيث التواجد وقيمة الأجور مع التحفظ على معدلات الجودة الفنية والنجاح الجماهيري المتباين لأعمال كل منهما .

%d9%8a%d9%8a%d9%8a

والحقيقة أنه في أحيان كثيرة يتم الخلط بين رفض الأعمال الفنية لبعض النجوم  وبين هدمهم شخصيا تبعا لذلك ، لست أدري هل هو نتاج  لحالة الإحباط المسيطرة على الوضع العام أم حبا في احتكار التنبؤات و استشراف المستقبل ،  عادل إمام مثلا لم يفشل في أواخر التسعينات بسبب صعود جيل هنيدي كما كان رائجا ولكن لأنه قدم بالفعل أسوأ 3 أفلام قام ببطولتها في هذه الفترة (رسالة إلى الوالي 98 ) (الواد محروس بتاع الوزير 99 ) (هاللو أمريكا 2000 ) حيث عانت الأفلام الثلاثة فعليا من عيوب في النص والإخراج والتنفيذ فجاء تراجع شعبية إمام كنتيجة لسوء مستواهم الفني في الأساس بدليل نجاحه في استعادة عرش الإيردات تدريجيا مرة أخرى في أفلامه التالية  (أمير الظلام 2002 ) ثم (التجربة الدانماركية 2003)  .

%d9%8a%d8%ab

رغم ذلك تظل النجومية منطقة غير آمنه ولا مقدسة ، كما يظل النقد وتصحيح المسار حقا أصيلا للكتاب والجمهور ولكن ماهي المؤشرات الفعلية التي توضح تاريخ صلاحية نجومية الفنان .. وما هو الدور الحقيقي الذي تلعبه الصدفة في ذلك ..

%d8%ab%d8%ab

محمد رمضان هو آخر عنقود نجوم الصف الأول في مصر والذي استُقبل صعوده بموجات عاتية من الهجوم مابين رفض لنوعية أدواره الأخيرة أو التشكيك في قدراته كممثل وبالتالي استحقاقه لهذه النجومية .. السطور التالية تحمل مؤشرات مصدرها حقائق من مشوار رمضان نفسه سواء الفني أو الشخصي وبعض من آرائه ومواقفه المثيرة التي قد لايعرفها الكثيرون ربما نستعيض بها عن التنجيم المجاني والتنظير القائم على إطلاق الأحكام الجزافية بالإشادة أو الهجوم ، ما قد يقربنا فعليا من معرفة تاريخ الصلاحية الفنية للنجم الشاب  عبر 7 مؤشرات ..

7 – الاجتهاد

أمام مسرح في وسط البلد يقف شاب أسمر رفيع يجر أقدامه بعد أن أعياه اللهاث لأكثر من عامين مابين مكاتب المخرجين وشركات الإنتاج أملا في تحقيق حلم عمره بأن يصبح ممثلا ، ينظر إلى الأفيش الذي يحمل اسم المسرحية وصورة بطلها النجم الكبير ، يلح على حارس الأمن في الدخول للتحدث إلى مخرج المسرحية أو نجمها المعروف أملا في الحصول على دور صغير فيرفض رفضا قاطعا يدفعه لمزيد من التحدي .

%d8%ab%d8%ab%d8%ab%d8%ab

يتجه الشاب إلى الرصيف المقابل في حالة استعداد للدخول إلى المسرح في غفلة من الحارس وبعد أن ينجح في ذلك يجد نفسه وجها لوجه النجم الكبير خلف الكواليس ليباغته قائلا : بقالي سنتين بروح لمخرجين ومنتجين ومديرين إنتاج عشان نفسي أمثل فيقولو لي سيب صورتك وهنكلمك وانا لا شعري أصفر ولا عنيا خضرا فمحدش بيكلمني ..

%d8%ab%d8%ab%d8%ab

فيفاجئه النجم : وانت عاوز ايه (يا….) انت مين انت ؟ الشاب يبدأ في التمثيل مباشرة دون انتظار موافقته أو رده .. يضحك النجم ويستشعر في الشاب موهبة حقيقية فيقسم على تقديمه للجمور في نفس الليلة من خلال المسرحية التي اقتحم كواليسها .. كان النجم الكبير هو سعيد صالح .. والشاب هو محمد رمضان !

https://www.youtube.com/watch?v=d4E5DIBkGAU

لم يولد رمضان ليجد نفسه ابنا لمخرج أو منتج أو نجم يساعده في اختصار الطريق كما حدث مع العديد من النجوم الحاليين الذين لايمكن إنكار موهبة عدد منهم ولكن لا يمكن أيضا إنكار أن الطريق بالنسبة لهم كان ممهدا و متاعبه أقل  .

قصة أخرى من زمن البدايات .. كان رمضان أقل من وجه جديد حيث يلعب دور صغيرا في مسلسل (حنان وحنين ) 2007  بطولة النجم العالمي عمر الشريف كان الدور هو ابن البواب ومساحته لا تتجاوز 6 مشاهد .. بعد ارتداء رمضان لملابس الشخصية شعر أنها لاتناسب الدور حيث أنه ليس من المعقول أن تكون أنيقة إلى هذا الحد بل من الطبيعي أن تبدو متسخة وبالية فقام بخلع البلوزة الداخلية ليمسح بها الشارع وزجاج السيارات ثم قام بارتدائها مرة أخرى .

%d8%b5%d8%b5

يشاهده عمر الشريف بالصدفة فيقترب منه مندهشا مستفسرا عما يفعله ومن هو أصلا متجاوزا توبيخ إيناس بكر مخرجة العمل ومديرة أعمال الفنان الراحل الذي يفاجئهم بإعجابه بالممثل الشاب واهتمامه الشديد بتفاصيل دوره رغم مساحته الصغيرة بعد أن أدرك سر تصرفه الغريب الذي تسبب في إصرار الشريف على مشاهدة ذلك الممثل المبتدئ أثناء آدائه لمشاهده القليلة ليؤكد أمام أسرة المسلسل بالكامل أنه سيصبح من أبرز نجوم مصر في الفترة القادمة لموهبته واجتهاده .

الاجتهاد المستمر هو أفضل مضاد حيوي لانتهاء الصلاحية الفنية للنجم ، وهو ما يؤكده رمضان  قائلا ” مبيتقالش لكل محظوظ نصيب أو لكل ذكي نصيب .. بيتقال لكل مجتهد نصيب ”

6- البطل الشعبي

عدد كبير جدا من نجوم السينما المصرية على مدار تاريخها حاولوا شغل مساحة البطل الشعبي وهومصطلح سينمائي يقصد به البطل القوي المدافع عن حق الضعفاء والمظلومين دون أن يكون فاقدا للحس العاطفي  فهو الشهم المحب لأسرته وأصدقائه  .. وهو ما ينطبق على شخصية الفتوة أو بلغة الحاضر البلطجي والذي تم تقديمه في عدد كبير من الأفلام منها (الفتوة 1957)  (الشيطان يعظ 1981) (الحرافيش 1986) .

%d9%8a%d9%8a

ربما كان أكثر النجوم الذين ارتبطت بهم الجماهير في آدائه لهذه الشخصية هو فريد شوقي في فترة طويلة من عمر السينما المصرية امتدت من منتصف الخمسينات حتى منتصف السبعينات لقب خلالها بملك الترسو وهو الجزء الأمامي من قاعة السينما الذي كان يشغله أولاد وشباب الطبقة المتوسطة والشعبية كما يعرفها الناقد أمير العمري الذي يؤكد على الشعبية الجارفة والغير مسبوقة التي حققها النجم الكبير كبطل شعبي حيث كان دور الشرطة في الفيلم تحصيل حاصل بعد أن يكون قد قام بالواجب على أكمل وجه قبل وصولها ، فهو البطل الخارق قوي البنية الذي يجدد قوته في كلمته الشهيرة ( ياقوة الله) قبل أن يسدد ضربته القاضية إلى أعدائه الأشرار في آداء مشوبا بخفة الظل والجدعنة ما خلق شفرة خاصة بين ملك الترسو وجماهيره الغفيرة .

%d8%b1%d8%b1

بين عدد كبير من الفنانين لعبوا أدوار البطل الشعبي في الفترة الأخيرة مثل محمد رجب في (سالم أبو أخته) عمرو سعد في (حديد) محمد فراج في (القشاش) أحمد السقا في (إبراهيم الأبيض) امتلك محمد رمضان العدد الأكبر من أسرار هذه الشفرة الخاصة فهو يملك وجه ابن البلد الذي تراه بسهوله في كل شارع شعبي مصري وهو قوي البنية  خفيف الحركة لا ينجح أحد في هزيمته ولا ينجو أحد من ظلمه ( ثقة في الله) وهي لازمة أو كلمة سر شفرته الخاصة .

%d8%b1%d8%b1%d8%a4

الصراع في أعمال رمضان ينتمي لما يسمى في الدراما ب (وحدة الأضداد) وهو الصراع بين طرفين متكافئين لا بد أن ينتهي بموت أحدهما أو كلاهما وهو أحب أنواع الصراع للجماهير وأكثرها إثارة كما حدث في مسلسل الأسطورة من صراع بين البطل وبين خصمه عصام النمر (محمد عبد الحافظ ) صحيح أن العمل انتهى بموت البطل أيضا وهو ماحدث في فيلم عبده موته وابن حلال إلا أن ذلك لم يمنع الجمهور من الإشفاق عليه والتعاطف معه ما يعكس وعيا واضحا لكيفية شحن مشاعر الجماهير وتحيزها للبطل رغم كل خطاياه ،  وهو سر جديد للشفرة السرية التي فك طلاسما لدى فريد شوقي  وامتلكها محمد رمضان دون تقليد أو تجاهل لعنصر اختلاف الزمن ونوعية الجمهور ، تلك الشفرة التي صنعت من شوقي بطلا شعبيا على مدار 20 عاما .

%d8%b1%d8%a4%d8%b1

5 –  تنوع الأدوار

لم تشهد السينما المصرية نجما نجح في تغيير جلده الفني بشكل كامل محافظا على توهج نجوميته في كل مرة يفعل فيها ذلك مثل فريد شوقي ..

فمنذ أن قدمه يوسف يوهبي في أول أفلامه (ملاك الرحمة ) عام 46 ظل فريد شوقي يقدم أدوار الشر على مدار عشر سنوات في أكثر من 50 فيلم ليقرر التوقف عن العمل عام 55 بعد أن كان يقدم من 10 إلى 17 فيلم سنويا .. فالنجم الذكي أدرك فراغ الساحة السينمائية من أبطالها الرجال خاصة بعد وفاة أنور وجدي ما يجعله يقرر أن يقدم نفسه مؤلفا وبطلا لفيلمين من أنجح أفلامه هما (رصيف نمره 5) و (النمرود) لتبدأ مرحلة البطل الشعبي أو (وحش الشاشة ) التي استمرت قرابة 20 عاما تخللها أعمال كوميدية واجتماعية ناجحة أيضا مثل (صاحب الجلالة 1963) (30 يوم في السجن 1966) ليفاجئ الجمهور مرة أخرى في منتصف السبعينات بتغيير جلده الفني بعد أن أدرك بلوغه 55 عاما وافتقاده للياقة البدنية اللازمة لآداء أدوار الحركة .

%d8%b1%d8%a4%d8%b1%d8%a4%d8%b1%d8%a4

يبدأ فريد شوقي مرحلة جديدة تماما كان أولها فيلم ( ومضى قطر العمر) عام 75 الذي حقق نجاح جماهيريا كبيرا تبعه أفلام منوعة أحبها الجمهور أيضا مثل (السقا مات1977)( شاويش نص الليل 1990 ) (دموع صاحبة الجلالة 1992 )محققا على مدار 20 سنة أخرى نجاحا جماهيريا ونقديا لا يقل عما حققه كنجم أكشن وبطل شعبي ليتحول من (ملك الترسو) إلى (الملك ) الذي ظل متوجا على قلوب الجماهير على مدار 45 سنة  بأكثر من 300 فيلم .

%d8%a8%d9%84%d8%b1

تنوع الأدوار وتغيير الجلد الفني واستشعار رغبات الجمهور واحترامها درس لا يستوعبه عدد كبير من النجوم ظنا منهم أن الجمهور أعطاهم صكوك ضمان أبدية للنجومية والنجاح وهو ما يفسر فشل نجوم حققوا نجاحات كاسحة ربما كان آخرهم محمد سعد الذي بدأ نجما شعبيا في منطقة الكوميديا بأفلام حققت نجاحا جماهيريا كبيرا والذي فشل تدريجيا في الحفاظ عليه بعد أن ظل يقدم تنويعات مكررة على شخصية (اللمبي) من كركر لبوشكاش للمبي مرة أخرى لتتح دون أن يجتهد في تطوير نفسه كما عبر الناقد طارق الشناوي الذي يتفق معه الناقد أندرو محسن مؤكدا أن فشل سعد بسبب إصراره على عدم التجديد أو تقديم (Character ) مختلف أو شخصية جديدة  .

%d8%b1%d8%a8%d8%a8%d8%a8

نجوم آخرين استطاعوا التنويع بشكل حقق لهم استمرار النجاح مثل كريم عبد العزيز، أحمد حلمي وعز والسقا ، فقد قدموا أفلاما جيدة تنوعت بين الكوميدي والأكشن والجاسوسية والجريمة .

محمد رمضان أيضا يدرك أهمية التنوع  بدليل تنوع اختياراته الفنية حتى الآن ، فقد قدم في 2012 أول بطولة مطلقة سينمائية بفيلمين هما (الألماني) و(عبده موته)  ثم (قلب الأسد)  في العام التالي الذي حقق نجاحا أكبر من سابقيه حيث لعب في الأفلام الثلاثة دور الشاب المنتمي للمناطق العشوائية ليقدم فيلما كوميديا هو (واحد صعيدي ) عام 2014 ثم ظابط في ( شد أجزء ) عام 2015 .

%d8%a4%d8%a4%d8%a4%d8%a4

صحيح أن تيمة الانتقام كانت حاضرة باستمرار ولكنها أساس في أفلام البطل الشعبي كما سبق واستعرضنا أفلام العملاق فريد شوقي ، كما يقدم رمضان دور الإرهابي في فيلمه القادم (جواب اعتقال) بينما يلعب دورا كوميديا في مسرحيتة الحالية ( أهلا رمضان ) .

%d8%a1%d8%a1

4- عدم المكابرة

(مكنتش أقدرأرفض حاجات كتير قبل مرحلة النجومية .. ) بهذه الجملة يلخص محمد رمضان واقعا تم فرضه على كل نجوم السينما قبل وصولهم لمرحلة النجومية .. أحمد حلمي على سبيل المثال قدم أفلاما متواضعة فنيا تماشيا مع الأجواء المتاحة قبل أن يملك القدرة على الاختيار فقد قدم مستوى فني متواضع في فيلميه (ميدو مشاكل )عام 2003 ثم (صايع بحر) عام 2004  ليتبعهما بمجموعة من الأفلام الخفيفة التي قدمها بهدف الاضحاك وتثبيت النجومية مثل (زكي شان )عام 2005 (مطب صناعي) عام 2007 وغيرهم .. ليبدأ في اختيار نوعية أفلام تمتاز بالمستوى الفني الرفيع بدأها ب (كدا رضا) 2007 ثم (آسف على الإزعاج) 2008 وأفلام أخرى .

17

نفس الأمر تكرر مع جيل هنيدي والسقا ، بل إن عادل إمام لم يبدأ في تقديم أفلاما تناقش قضايا سياسية واجتماعية أونصوص عظيمة إلا بعد مرور 10 أعوم على استقرار نجوميته وإيرادات أفلامه بدأها عام 91  بفيلمي (اللعب مع الكبار) و(شمس الزناتي) ليقدم بعد ذلك سلسلة من الأفلام الهامة التي جمعت بين إشادة النقاد والجمهور مثل (الإرهاب والكباب) و(المنسي)  1993 (الإرهابي) 1994 (طيور الظلام)   1995وغيرهم .

18

ولا شك أن قيمة الأعمال الفنية هي التي تخلد الفنان كما يرى الناقد نبيل عمر ، وهو ما أشار إليه رمضان في اختيار أعمال مبشرة مثل تعاونه الوشيك مع المخرج الكبير شريف عرفة إلا أن معظم النجوم لم يقدموا أهم أعمالهم إلا بعد مرور 5 أعوام على الأقل من تحقيقهم للنجومية لعدم قدرتهم على فرض رغبتهم في اختيار أعمالهم

19

وهو ما أقسم عليه رمضان صراحة في حوار له مع الإعلامية أميرة عبد العظيم معلقا على أدواره الأولى  ” أقسم بالله لو هشحت مش هعمل نوعية الأدوار دي تاني .. أنا قدمتها عشان مكانش عندي إمكانية  الاختيار”  .. عدم المكابرة في الإصرار على نوعية أعمال أو الدفاع المستميت عنها مؤشر هام على امتداد صلاحية النجاح والاستفادة من الأخطاء .

20

3-  الصورة الذهنية الجذابة

من شروط البطل الشعبي الذي يتوحد معه الجمهور أن يأخذ حقه بنفسه فلا يمكن أن يفوض غيره لأخذ حقه حتى ولو كان من يفوضه هو البوليس ، ليست دعوة للبلطجة أو تخطي لسلطات الدولة ولكنها حقيقة نجدها في أفلام الأكشن المصرية والعالمية بدءا ب( حب في الزنزانة)  1983  (الهروب)  1991(الغول) 1993  وصولا لأفلام سوبر مان وجيمس بوند .. وهو مايؤكده رمضان مشيرا إلى أنه لم يخترع الرقص بالمطوى أو مشهد قميص النوم الذي تم تنفيذه قبل 5 أعوام في فيلم (الحرامي والعبيط) 2013 أو الصوت الخارج الذي أصدره في (عبده موته) .. حيث سبقه إلى ذلك عزت العلايلي في (الاختيار) 1971 وأحمد زكي  في (حسن اللول) 1997 وكريم قاسم في (أوقات فراغ ) 2006 وخالد النبوي في (الديلر ) 2010.

21

الرصد ليس تبريرا بالتأكيد ، ولا ترويجا  للانفلات اللفظي على الشاشة أو تأيدا لتقديم القبح البصري أو الحواري ليس فقط حفاظا على سمو الفنون التي يعبر عنها الفيلسوف هربرت ريد Herbert Read في قوله (الفن هو علم اقتصاد الوجدان ، إنه الوجدان متخذا شكلا جميلا ) بل أيضا لأن هناك خطا دقيقا بين الواقعية والمصداقية فليس كل الواقعي مصدق ولا كل المصدق واقعي وهو ما فندته نظريات أرسطو وأفلاطون ، مع بقاء مساحات جدل واسعة حول الواقعية في السينما قال عنها الناقد الإنجليزي رايموند وليامز Raymond Williams في آخر كتبه (طرائق الحداثة)  : ( إن متعة الناس الحقيقية في مشاهدة مكان أو شخص يعرفونه حق المعرفة في سحر الضوء على الشاشة )  .

22

من ناحية أخرى يسعى محمد رمضان لصناعة صورة ذهنية اجتماعية جذابة مايعكس رؤية لمفردات صلاحية البريق الاجتماعي لدى الجماهير وليس الفني فقط ، فيقدم حملة دعائية ضد المخدرات ما يعد استغلالا جيدا لتأثير نجم يتمتع بشعبية جارفة لدى فئة عمرية من أكثر الفئات عرضة لخطر الإدمان .

23

في الوقت الذي واجه فيه موجات شرسه من الهجوم بسبب الصور الشهيره لسياراته الفارهه إلا أني لا أستبعد وعي رمضان الكامل بنتائج نشر هذه الصور التي ربما استفزت الكثيرين ولكنها رسخت صورة ذهنية للنجم الشاب تقارب صورته في مسلسله الناجح ( الأسطورة ) .. فهو الشاب العصامي المكافح ليس في المسلسل فقط بل في الواقع أيضا ما يجعله قدوة ونموذجا للشهرة والنجاح والثروة ليصبح (الأسطورة) مسلسلا ولقبا .

24

2 – فريق العمل

يقول الناقد محمد عبد الرحمن عن أهم أسباب فشل محمد سعد أنه يتحكم في كل تفاصيل أعماله رافضا الاستماع لرأي المخرج أو المؤلف  ، فهو كالممثل الذي يصور نفسه selfie    ويعجب هو بصورته دون اعتبار لرأي أحد وهو ما قضى على صلاحيته الفنية تدريجيا وأدى إلى فشله عاما بعد عام ، إلا أنه يظل بإمكانه الخروج من (تحت ترابيزة) الفشل إذا أفلح في اختيار فريق عمل جيد على حد تعبير عبد الرحمن .

25

والحقيقة أن تصريحات رمضان واختياراته لفريق عمله يؤكدان وعيه بذلك إذ يقول ” مش أنا اللي هنجّح العمل .. ميسي مش هو برشلونه .. لكنه فريق جيد متكامل )  كما يبدو ذلك من اختياره للعمل مع واحد من أنجح المخرجين الحاليين هو محمد سامي في (الأسطورة) وفيلمه القادم (جواب اعتقال) ، إضافة لتعاونه الوشيك مع المخرج الكبير شريف عرفة في نص للمؤلف القدير عبد الرحيم كمال فهي ليست أسماء فنية كبيرة فقط وإنما أشخاص قادرة على القيادة الحقيقية للعمل الفني والذي يدركه رمضان ويقره ..

26

دليل آخر على وعيه بأهمية تكوين فريق فني جيد ومتكامل في سر لا يعرفه الكثيرون وهو أن شخصية رفاعي الدسوقي في مسلسل الأسطورة لم يكن من المفترض أن يلعبها رمضان حيث قام هو نفسه بترشيح عدد من زملائه للدور إلى أن طلب المخرج منه أن يلعب  الدورين لأهداف تسويقية  .

27

1- الموهبة التمثيلية

بدأ محمد رمضان التمثيل على خشبة مسرح مدرسة السعيدية حيث فاز بجائزة أحسن ممثل على مستوى الجمهورية أكثر من مرة .. وفي أول ظهور احترافي في مسرحية ( قاعدين ليه) مع النجم سعيد صالح لم يتعدى دوره في البداية دقائق قليلة لتنتهي شهور العرض وقد أصبح صاحب ثاني أكبر دور من حيث المساحة نظرا لتجاوب الجمهور معه .

28

قدم رمضان أيضا دورا مهما في مسلسل (السندريللا ) عام 2006 حيث جسد شخصية الفنان أحمد زكي ، ورغم عدم كتابة اسمه على التترات إلا أن الصحافة بحثت و أثنت بشدة على الممثل الصاعد وعوضته قدرا كبيرا من الاحتفاء والتقدير .

بعد 10 سنوات يجسد رمضان دور البطولة في مسلسل (الأسطورة) مهتما بما يسمى فلسفة الصنعة على حد تعبيره حيث يوضح أن شخصية رفاعة الدسوقي بتركيبتها النفسية والاجتماعية تمتاز بتون صوت أجش وعالي بحكم عمله في ورش الحدادة كما أنه يلتفت بجسده كاملا ويجلس باستمرار مفرود الظهر كونه صاحب تأثير وشخصية قوية في حي شعبي ، مايعكس اهتماما بالتفاصيل النفسية أو المكياج الداخلي كما يعبر عنه ، إضافة لجهده المبذول كي يصل إلى بنية رياضية متناسقة تناسب دوره كمعلم في (الأسطورة) أو ظابط في (شد أجزاء )  .

29

ربما يكون هذا هو ما استشفه الممثل العالمي روبرت دي نيرو robert de niro حينما شاهد رمضان في فيلم (احكي يا شهرزاد ) بعد عرضه في مهرجان نيويورك السينمائي ودفعه إلى أن يقول عنه لمنتج الفيلم : اهتموا بهذا الممثل   .

30

–       ولد محمد رمضان في 13 مايو 1988

–       مثل حتى الآن 12 فيلما سينمائيا و 16 مسلسل و 3 مسرحيات .

مراجع

–       صناع السينما   ،  أحمد الجندي

–       شخصيات وأفلام من عصر السينما  ،  أمير العمري

–       طرائق الحداثة  ،  رايموند وليامز Raymond Williams

–       معنى الفن   ،  هربرت ريد Herbert Read

–       فن كتابة المسرحية ، لاجوس أجري

نرشح لك-كريم فرغلي يكتب: (Yalla underground).. حينما تحرر الموسيقى أحلام الشعوب