فاتن الوكيل تكتب: "القادرة" صبا مبارك

ملامح وجهها، نوعية أدوارها، نظرة عينيها الحادة المكتحلة، شعرها الأسود كالليل، ضحكتها القوية، مخارج ألفاظها الواضحة، هي صفات اجتمعت لتكوّن شخصية امرأة “عربية”، قبل أن نفتش بفضول لا جدوى منه، عن جنسيتها كما نفعل مع العديد من الفنانين الذين أثبتوا أن موهبتهم لا تحمل جواز سفر، هي “القادرة” صبا مبارك.

صبا نجمة في الدراما الأردنية والسورية، حتى قبل أن تقتحم بوابة الفن المصرية، من خلال فيلم “بنتين من مصر”، الذي قامت ببطولته مع الفنانة زينة، واستطاعت من خلاله ان تجسد هموم الفتاة المصرية، فهي “بلقيس”، في المسلسل الذي حكى قصة ملكة سبأ، و “وضحى”، في المسلسل الذي قدم حياة الشاعر العربي نمر بن عدوان، و”حنان” المسعفة الفلسطينية التي تقدم جزءًا من معاناة أهل فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، من خلال ما حدث من حصار مخيم “جنين”، والعديد من الأدوار الأخرى، التي قدمتها صبا قبل قدومها إلى مصر.

كانت صبا “قادرة” حتى في تمثيلها للحظات الضعف، فقد أبدعت في آخر أعمالها، وهي تقوم بدور “درية”، بطلة إحدى الفرق المسرحية، في مسلسل “أفراح القبة”، فهل كانت تقصد صبا أن تقدم هذا الأداء الجبار، عن قصد، لأنها تعلم بأن العمل يجمع مجموعة كبيرة من النجوم، لم نرها منذ فترة طويلة على الشاشة، أم أنها تركت لموهبتها العنان، لتقدم هذا الدور الصعب بسلاسة، معتدمة على براعة المخرج الذي يعرف كيف ينتزع الإبداع من الفنان؟.

ما يؤكد أن تمثيل صبا مبارك في “أفراح القبة”، يمنحها لقب “القادرة”، بامتياز، عدة مشاهد، قدمتها من خلال أدائها القوي، الذي تابعناه حتى مع الحلقات الأولى من المسلسل.

هنا تقتحم بطلة الفرقة “درية”، غرفة الكومبارس “تحية” التي تجرأ مدير المسرح “سرحان الهلالي”، على أعطاءها دور البطولة لأيام معدودة بدلًا منها، لتقوم بغطرسة البطلة، بتهديد تحية، وتمزيق فستان الشخصية، وتمزق من خلاله فرحتها، وأملها في الخروج من دائرة الكومبارس، إلى النجومية.

 

يمكن تسمية هذا المشهد بـ”رقصة المرأة القوية”، القادرة على أن تفوز بالمعركة حتى في اللحظة الأخيرة، فدرية هنا، حطمت آمال تحية، في الحصول على دور البطولة، الذي اعتذرت هي عنه في البداية، لأن شخصية البطلة “راقصة”، لكنها تراجعت بعد أن علمت أن تحية، هي من ستحصل عليها.

 

أما هذا المشهد الذي عُرض في الحلقة 16 من “أفراح القبة”، فيمكن اعتباره “إبداع ثلاثي”، بدأته صبا “درية”، بالتهديد بقتل سنية الراقصة التي أخذت مكانها في الفرقة، وتتمكنت من إبعاد درية عن خشبة المسرح لأكثر من سنتين، ثم يكتمل الإبداع بأداء صادق بين الشقيقتين “سنية” (رانيا يوسف)، و”تحية” (منى زكي) التي شعرت بأن شقيقتها خانتها، واخذت مكانة لا تستحقها “كعاهرة”، بدلًا منها، وهي التي تعتبر أن الفن والتمثيل هما حياتها ومستقبلها.

صورة صبا 1

الوجه الضعيف لـ”درية”، استطاعت صبا أن تقدمه بأداء قوي وبسيط في ذات الوقت، الحزن العميق الذي ينضح من عينيها، لا يمكن إخفاءه، فهنا تعترف لحبيبها “سرحان”، بأنها أخيرًا “لم تعد تحبه”، ليس من باب الجفاء، لكنه “الوجع” الذي شعرت به بسببه على مدى سنوات، ولم تعد تتحمله، برغم جبروتها الذي اعتدنا عليه طوال المسلسل.

صورة صبا 2

نرشح لك

أوسكار أفضل إحساس لسلوى عثمان

بالصور: فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج

تعرف على أظرف أم في إعلانات رمضان

شارك واختر.. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ اضغط هنـــا