كيرلس عبد الملاك يكتب: عن جريدة المقال

في بداية عام 2015 انتشر خبر مفاده إصدار جريدة جديدة تختص بنشر مقالات فقط يرأس تحريرها الصحفي والإعلامي الشهير إبراهيم عيسى، فدارت الأسئلة في ذهني عن كتّاب هذه الجريدة ومحتواها وشكلها الذي ستصدر فيه، وتمكنت الأمنية مني لأن أكتب بها على الرغم من صعوبة تحقيقها من حيث الواقع، لكن وبعد أول مقال أرسلته للجريدة وجدت استجابة سريعة في اليوم التالي من الصحفي أحمد النبوي مدير تحرير الجريدة للكتابة الدورية بها، ما أدهشني وأسعدني وزاد ثقتي بموهبتي التي حباني إياها الله، وها أنا بعد مرور أكثر من عام على إصدار الجريدة لا أستطيع أن أنكر فضلها على مساري الصحفي الذي لم يخلُ في أي مرحلة منه من العراقيل والأزمات.

بدأت الكتابة في جريدة “المقال” بموضوعات جريئة صريحة في الشأن المسيحي عموماً والقبطي خصوصاً، ما لم يجرؤ أي صحفي مسيحي أو جريدة مصرية من قبل على طرحه أو التحدث فيه، فكان أول مقال لي في جريدة “المقال” بعنوان “المسيحيون الكفار يتعبدون لله الواحد” في شهر فبراير من عام 2015، وهكذا تتابعت المقالات المسيحية مما شجع بعض الصحفيين المسيحيين مؤخراً على فتح نفس الموضوعات وربما بنفس الأسلوب والكيفية، ولعل أشهر مقالاتي المسيحية التي نشرت بجريدة “المقال”: “دعني أصدمك.. السيدة العذراء لم تكن محجبة”، وقد بدأت مؤخراً الكتابة في موضوعات عامة لإثبات موهبتي في شتى المجالات.

من خلال كتابتي في جريدة “المقال” ومتابعتي لمراحل تطورها أستطيع أن أقر بأنها حققت نجاحاً باهراً في أجواء الصحافة الورقية رغم انتهاجها نهجاً جديداً غريباً عن السائد، بل أكاد أجزم أن موقع جريدة المقال كان سيصبح من المواقع المصرية الأكثر مشاهدة في مصر إذا كان قد صُنع مفتوحاً للجميع منذ يومه الأول على شبكة الإنترنت.

ولمن لا يعلم من العامة، تعتبر جريدة المقال من الصحف “المرجع” لدى الجرائد الأخرى والمواقع الإلكترونية الإخبارية أي أن الكثيرين من الصحفيين يرجعون إليها ويستعينون بها في اختيار الموضوعات الصحفية لجرائدهم، وهذا ما قد لمسته بنفسي في زياراتي لبعض الجرائد بالصدفة، رغم أن 90% أو أكثر من كتابها من الشباب، ما يؤكد أن الشباب المصري به من المواهب المدفونة من تستطيع القيادة بلا هوادة، وفي ذلك يرجع الفضل إلى رئيس تحريرها الذي أتاح لتلاميذه ولبعض المواهب الصحفية الفرصة كاملة لإظهار مواهبهم.

من جهة أخرى أرى أن النجاح المستقبلي لبلادنا لن يتحقق إلا بإتاحة الفرص للمواهب الشابة حسب كفاءتها وليس حسب قربها أو خضوعها ولعل جريدة “المقال” نموذج يحتذى به في هذا الإطار، فما أن يأخذ صاحب الكفاءة مكانته ووظيفته المستحقة لن تبقى مشكلة إلا وفي ذيلها حلولاً عملية لا حصر لها.

أخيراً أحيي جميع الكتاب والقائمين على جريدة “المقال” من صغيرهم إلى كبيرهم لأنهم تحدوا الفقر الثقافي الذي تعاني منه مصر، كما تحدوا تسيد الجانب الخبري على جميع الجرائد المصرية والعالمية ليبدأوا منهجاً جديداً في الصحافة يعتمد فقط على المقالات التحليلية لفحص ما يدور في أركان الوطن وإجلاء الحقائق المختفية بين التفاصيل.

اقـرأ أيـضـًا:

كيرلس عبد الملاك يكتب: الزند والنبي المجهول

كيرلس عبد الملاك يكتب: نصائح للتخلص من إدمان “Facebook” 

كيرلس عبد الملاك يكتب: كي تتوقف انتهاكات الشرطة‎

كيرلس عبد الملاك يكتب : إفلاس تعويذة محمد سعد‎

كيرلس عبد الملاك يكتب: الشهرة على طريقة إسلام جاويش

كيرلس عبد الملاك يكتب: يناير.. الثورة الساذجة

كيرلس عبد الملاك يكتب: المسيحيون الدواعش

كيرلس عبد الملاك يكتب: الأقباط وإسلام بحيري!

كيرلس عبد الملاك يكتب: ماذا يقدم التليفزيون المصري للأقباط في أعيادهم؟ 

كيرلس عبد الملاك يكتب : الإعلام القبطي يسقط في مستنقع السياسة

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا