وليد رشاد يكتب: كل شئ قبل 25 يناير !!!!!‎

انتج التلفزيون المصرى فى فترة تألقه فى الثمانينات مجموعة من الافلام اطلق عليها الافلام التلفزيونية كانت اقرب الى الدراما منها الى السينما، سواء من حيث الاسلوب الاخراجى او الديكورات اوحتى الموضوعات، ومعظمها اعمال اجتماعية كان يصعب ان تزاحم على شباك التذاكر فى تلك الفترة فى ظل تألق نجوم كبار مثل “عادل امام”، “احمد زكى”، “نادية الجندى”، “نبيلة عبيد” من ناحية ومن ناحية اخرى فى ظل سيادة وسطوة افلام المقاولات، وكان من الصعب ان تصمد افلام التلفزيون فى المنافسة الجماهيرية وهى تعتمد على نجوم الدراما التلفزيونية غير المطلوبين كثيراً فى السينما وتفتقد للتوليفة التى تعجب الجمهور ولذلك اقتصر عرضها على الشاشة الصغيرة، وقد كنت احب مشاهدة تلك النوعية من الافلام والتى كان يخصص لها سهرات ايام محددة فى الاسبوع وعلى ما اتذكر كان منها يوم الاحد، وتلك الافلام كانت افلامى الاثيرة فى لعبة الافلام نظراً لتعقيد اسمائها وعدم معرفة الكثيرين بها وصعوبة تمثيل تلك الاسماء !!!!

وكان من ضمن افلام التلفزيون فيلم لا يمكن ان انساه واعتقد انه لا يمكن ان ينساه كل من شاهده وهو “كل شئ قبل ان ينتهى العمر” بطولة “فريد شوقى”، “كريمة مختار”، ورغم طول عنوان الفيلم الا ان كان معبراً بدقة عن المضمون، الذى كان يدور حول رجل ادرك ان عمره اوشك على النهاية بعد سفر اولاده، ولانه منظم فى كل تفاصيل حياته فقد اراد ان يرتب كل الامور كذلك بعد وفاته، لدرجة انه ذهب الى جريدة الاهرام واراد ان يدفع مقدماً ثمن نعيه واعطاهم التفاصيل الخاصة بنعيه الشخصى !! ولا زلت اذكر مشهد تعجب الموظف من ذلك التصرف الشاذ لدرجة انه ظن انه مجنون وتمادى معاه وحدد له سعر النعى بالكيفية المطلوبة !! وفوجئ “فريد شوقى” ان نشر النعى بالكيفية التى يريدها سوف يتكلف اكبر من المبلغ الذى فى جيبه فاقترح تأجيل الموضوع !! وهنا ادرك الموظف الناصح انه سيخسر عميل لقطة واكد له انه يمكن ان يغير قليلاً فى البنط ليتلائم مع المبلغ الذى معه حتى لا يخسر عميل ساذج مثله ووعده بنشره عند وفاته بالصيغة التى كتبها بنفسه واعطاه ايصال !!!!! ودارت احداث الفيلم ولان كل شئ مكتوب ولا يمكن ان يضمن احد اقداره توفت زوجته قبله !!!! واضطر لاعطاء ايصال النعى للبواب فى نوع من الفانتازيا الصارخة !!!!!!!!!

قبل أن ينتهي العمر

ولا ادرى لماذا تذكرت هذا الفيلم وعنوانه قبل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير لاننى ادمنت عادة غريبة منذ ثورة يناير 2011 (بسبب طبيعة عملى كمراسل تلفزيونى) اننى قبل اى يوم يتوقع ان يكون به احداث مثيرة او شغب او اى شئ من هذا القبيل تعودت ان انتهى من كل الاشياء الهامة والضرورية، اسدد الفواتير والاستحقاقات واذهب الى الاطباء الذين يجب مرورى عليهم وازور الاقارب الذين اود زيارتهم وانفذ المكالمات التى اؤجلها منذ فترة وانتهى من شراء كل احتياجاتى المنزلية ومن ترتيب البيت وغسيل وكى الملابس وغيرها … واستيقظ صباح اليوم المنتظر قمة فى النشاط والسعادة لانى اديت كل التزاماتى واستقبل اليوم بصدر رحب واستعد لممارسة عملى كمراسل تلفزيونى بدون منغصات متقبلاً ان يحدث اى شئ مهما كان …

وللحق فان معظم تلك الايام الموعودة مرت بسلام والحمد لله بل كانت اسهل من تلك الايام التى لم اكن مستعداً لها من الاساس مثل يوم احداث ماسبيرو والذى لم اكن اتوقع قبلها ان يكون يوم صعباً على الاطلاق، الا ان مرور تلك الايام التى استعددت لها بسلام لم يمنعنى مطلقاً من الاستمرار فى تلك العادة الغريبة وهى اننى احاول بكل طاقتى ان انتهى من كل شئ قبل حلول اى يوم من الايام المنتظرة، وبما اننا ننتظر 25 يناير فاننى الحمد لله انتهيت من معظم الاشياء وانتظر حلوله فهل سيمر مثل غيره من الايام التى سبق ان استعددت لها ام ستختلف الامور ؟؟؟!!!

اقـرأ أيضـًا:

وليد رشاد يكتب: حتى لا تتحول شرم الشيخ الى كفر الشيخ !!!!

وليد رشاد يكتب: ليالي الحلمية.. ليه؟!!

وليد رشاد يكتب: توقعت سقوط “مبارك” و”مرسي” !!!!

وليد رشاد يكتب: أفلامنا الحلوة (1).. فى بيتنا رجل

وليد رشاد يكتب: قلم سخن على وجه لاعب الأهلى !!!!

وليد رشاد يكتب: صليبية الأطفال سبقت فيديو “أحمد موسى” بمئات السنوات!!

وليد رشاد يكتب: “أهواك” وأفلام اللب والسودانى!!!!

وليد رشاد يكتب: الثأر لقتل جنود مصر في المكسيك !!!!

وليد رشاد يكتب: أحلى حاجة في مصر.. هي الفساد !!!!‎

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا