سوزان القليني : إعلام عين شمس .. كلية مستقلة 2017

قبل نحو عشرين عاما اختارت أن تهجر كليتها الأم، كلية الإعلام في جامعة القاهرة لتؤسس أول قسم لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة عين شمس، لكن نجاحات سوزان القليني لم تتوقف عن هذا الحد، القسم الذي بات منافسا قويا لكليات الإعلام الحكومية والخاصة، سيتحول قريبا إلى كلية مستقلة أما هي فأصبحت أول سيدة تتولى منصب عميد كلية الآداب بالجامعة .

إعلام.أورج التقى القليني في حوار عن دراسة الإعلام داخل المدرجات وممارسة الإعلام داخل الستديوهات ، وكيف ترى المشهد الإعلامي بشكل عام وماذا عن المطالبة بعودة وزارة الإعلام ؟

حوار: نهى رشوان

 

• ما المطلوب توافره حتى يعكس الإعلام صورة إيجابية وداعمة للدولة؟
ان يكون اعلام مهني بالمقام الاول وان يلتزم بمسئوليته تجاه المجتمع، وان يتم اختيار الاعلاميين بحيث ان يكونوا مؤهلين اكاديميا، وان تخضع ايضا العملية الإعلامية كلها لضوابط ومعايير يلتزم بها كل من يعمل في اطارها،وسياسة اعلامية مرتبطة بسياسة الدولة مع وضع خطط تنفيذية لتنفيذ هذه السياسة، كل هذه الإجراءات كفيلة بأنها تصلح من حال الاعلام خاصة وان المشهد الاعلامي في الآونة الأخيرة يظهر بشكل مسيء جدا لصورة الدولة.

• هل وضع الإعلام المصري الآن استثنائي بمعنى أنه في حاجة إلى وزارة للإعلام أو ما يماثل ذلك للتعافي من حالته ؟
في الحقيقة انا مقتنعة تماما ان في دولة كمصر لابد ان يكون بها وزارة للإعلام، وأنا مع عودتها مرة أخرى، وذلك لضرورة قيامها بدورين، الأول هو regulator أو المشرع ليضع القوانين والضوابط ومتابعة تنفيذها، الدور الثاني هو coordinator أو المنظم ولكي يتم هذا الدور لابد ان تتبع جميع قطاعات الإعلام للوزارة بمعني ألا تكون وزارة الإعلام منوطة فقط باتحاد الإذاعة والتليفزيون إنما لابد اي كلمة تحت مسمي إعلام أن تخضع لعباءة وزارة الإعلام، فهي ليست لدور الرقيب ولكن المنظم.

• ولكن غالبية الدول بالعالم التي تُعتبر المنظومة الإعلامية بها متطورة بشكل كبير والتي بالتأكيد تسير بضوابط ومعايير لا تعترف بمفهوم وزارة الاعلام؟
البيئة الثقافية والإجتماعية في هذه الدول تختلف تماما عن بنية مصر والدول العربية، وبالتالي كل دولة عليها ان تختار النظام الأنسب لها وفقا لبنيتها الثقافية والإجتماعية، فليس بالضرورة ان نتبع نفس النظام لوجود فروق واختلافات كثيرة. فعلى سبيل المثال لم يكن هناك وزارة للعشوائيات بالدول في الخارج لأنه ببساطة بنية هذه الدول ليس بها عشوائيات، فما يصلح بالخارج ليس بالضرورة ان يصلح في مصر أو في الدول العربية.

سوزان القليني (1)

• في بداية الحديث عن منصبك الجديد، حدثينا عن رؤيتك لعمادة كلية الآداب جامعة عين شمس،وكونك أول امرأة تتقلد هذا المنصب في تاريخ الكلية؟
هذا المنصب اعتبره تكليف وفي نفس الوقت تشريف لي كبير جدا، فكلية الآداب مؤسسة تابعة للدولة وبالتالي هي نموذج مصغر للدولة المصرية، الكلية تحتاج لإعادة بناء إداري بشكل كبير وتحتاج جهد من جميع الأطراف سواء اعضاء هيئة التدريس أو اداريين او طلاب او معاونين بحيث يرفعوا من شأنها، ورؤيتي فيما يتعلق بالشق الأكاديمي خلال فترة عمادتي ان أرفع تصنيف الكلية ليس العربي وإنما التصنيف الدولي أكاديميا ونحن بدأنا بالفعل خطوات اجرائية وتنفيذية بحيث أن يكون مستقبلا للكلية كمؤسسة اكاديمية تدرس العلوم الإنسانية تنصيف على المستوى الدولي.

• ما هو اول شيء حضر بذهنك عند دخولك مكتبك وتسلمك المنصب؟ وما هو أول قرار اتخذتيه ؟
ان ارتقي بالكلية بحيث تكون وردة في بستان مصر، وتمنيت ان يوفقني الله لأجعل هذه الكلية بصمة وعلامة مميزة ، واتخذت قرارين الأول اعادة تنظيم هيكلي داخل الإدارات وقد بدأنا في خطواته بالفعل، والقرار الثاني هو اطلاق مبادرة بإسم التميز المؤسسي الأكاديمي فنحن أول كلية على مستوى العالم العربي تطلق هذه المبادرة وهي تهدف الى تبني كل ما هو متميز ومتفرد ومختلف عن باقي الكليات التي تدرس نفس المقرر أو المحتوى او ذات الطابع المشابه، ونحن بدأنا بسلسلة تكريمات على مستوى العمال والطلاب كخطوة أولية للمبادرة، لأن دورنا كمؤسسات أكاديمية هو اكتشاف التميز وتبنيه.

• كان هناك رأي أو اتجاه منذ سنوات لفصل قسم الإعلام عن كلية الآداب ليصبح كلية مستقلة “إعلام عين شمس”،هل هناك خطة لذلك قريبا؟
بالفعل بدأنا خطوات تنفيذية لذلك، واتخذ المجلس الأعلي للجامعات قرار الموافقة على انشاء الكلية، ولجنة القطاع تطالب الآن ضرورة ان يكون هناك مبنى مستقل، وبنفس الوقت الجامعة تمتلك أرض بمدينة العبور وهي ستكون مقر لكلية حاسبات ومعلومات وسيؤخذ مقرها الأول كمبنى لكلية الأعلام داخل الحرم الجامعي، واعتقد انها ستلحق بالسنة الدراسية بعد المقبلة لعام 2017.وتمهيدا لذلك قرر المجلس الأعلى للجامعات ان يكون لقسم الإعلام الآن طابع تنسيق مستقل بمكتب التنسيق.

• كل قناة الآن اصبحت تعتمد على برنامج أو أكثر من نوعية التوك شو كمادة رئيسية بالقناة، هل كثرة عدد هذه البرامج يعد تكرار للمادة الإعلامية ؟ وهل هذا يمكن ان يؤثر بالسلب على المشاهد؟
انا اري ان برامج التوك شو اليوم أدت الى ان تصبح القنوات بلا هوية أو شخصية فأصبح هناك تشابه كبير بين القنوات وبعضه، واختفت فكرة التميز والرؤية، فالآن لا يوجد تنسيق وتكامل بين القنوات بل تحولت الي منافسة وتداخلات في المحتوى وتكرار للكلام جعل المادة الإخبارية تفقد قيمتها ومن هنا يأتي التأثير السلبي وفقدان مصداقية هذه القنوات لدي المشاهد وثقته، لأنه احيانا يحدث تناقض في في تقديم المعلومات، وهذا يظهر مدي الفوضى وإضطراب الساحة الإعلامية.

• في الفترة الأخيرة شاهدنا بعض التصرفات غير المسئولة من بعض الاعلاميين بالقنوات الخاصة أو ما يسمى بتصفية الحسابات على الهواء، في رأيك على من تقع المسئولية في ان يصل الاعلام المصري الى هذا المستوي؟
تكمن المسئولية في أن الإعلام المصري ليس له كبير، ففوضوية المشهد الإعلامي الآن سببها في رأيي هو غياب المنظم، وليس الرقيب كي لا يفهم كلامي بالخطا إنما ضرورة تفعيل التشريعات المنظمة للعمل الإعلامي، نحن لدينا تشريعات ومواثيق شرف ومدونات وما نحتاجه فقط تطبيق وتنفيذ كل ذلك وجهة تتابعه.

• هل هناك علاقة مباشرة بين الإعلام والوضع السياسي بالدولة بمعنى أنه اذا كان هناك اضطراب في الشأن السياسي كلما ترخى أداء الإعلام؟
بالتأكيد لأن الإعلام هو مرآة للمجتمع، وعندما يكون هناك فترات انتكاس سياسي ينتكس الإعلام ودوره وأداءه، وعندما يكون هناك طفرة وتطور سياسي مشهود بالتالي يتطور الإعلام، فالإعلام آداة من أدوات التنشئة غير النظامية داخل المجتمع،فشيء طبيعي ان يتأثر ويؤثر.

سوزان القليني (3)

• (الإمكانيات – الكفاءة – المهنية ) هل ممكن نقول ان هذه الأشياء هي ما تميز الإعلام في الخارج؟ ومتى نستطيع نحن الوقوف بدائرة المنافسة؟
أعتبر ان الكفاءة تدخل في إطار المهنية، فلكي يكون الإعلامي كفء لابد أن يكون مهني، ولكي يكون كفء ايضا يحتاج الى امكانيات تساعد هذه الكفاءة أن تظهر على السطح، وبالتالي هو مثلث مترابط لا ينفصل، وانا أري ان هذا المثلث موجود لدينا في مصر، فنحن لدينا اماكانيات كبيرة والدليل على ذلك كم القنوات والإذاعات التي تطلق في الإعلام وكم الاستوديوهات وأفضل تطور تكنولوجي موجود في استخدامات اجهزة الإنتاج الإعلامي، ولدينا أيضا كفاءات على مستوى عالي جدا،ولدينا المهنية والخبرة الكبيرة في العمل الإعلامي. أما لكي نستطيع منافسة الخارج لابد اولا أن نعيد تنظيم البيت من الداخل، ونصلح ما حدث من تفكك بالمنظومة ككل.

• اريد منك اعطاء رقم من (10) كتقييم لمستوى المهنية في الوقت الحالي لكل من (التليفزيون – الراديو – الصحافة الورقية – الصحافة الإلكترونية).

لو اعطيت درجة من (10) لتقييم أداء وسائل الإعلام الآن سيكون التليفزيون (3)، والراديو (7)، الصحف الإلكترونية (6) والصحافة الورقية (5).

اقـرأ أيـضـًا:

30 صورة من عزاء ممدوح عبد العليم

النهار اليوم تنفرد بأول صورة لمنفذ هجوم الغردقة

11 شخصية بارزة في مشوار حمدي أحمد

10 ملاحظات حول دفاع محافظ السويس عن تصريحات “الصواريخ والرياح”

القائمة المبدئية للدراما الرمضانية 2016

بعد واقعة “حريق فندق دبي”.. هؤلاء أيضا دخلوا السجن بسبب “سيلفي”

مباريات الدوري بصوت جابر القرموطي ويوسف الحسيني !

إعلام.أورج يرصد أبرز 93 حدثاً إعلامياً في 2015

عمرو قورة : نسعى للوصول بالنجوم العرب للعالمية

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا