مباريات الدوري بصوت جابر القرموطي ويوسف الحسيني !

محمد عبد الرحمن

-1-
من حكم في ماله ما ظلم، حكمة شعبية لا تقبل الجدال، لكن هل يحق لنا فتح باب النقاش في طريقة إدارة هذا المال طالما أن الأمر يتعلق بالوسط الإعلامي وبوجوه إعلامية لها جمهور ومن حق هذا الجمهور أن يحترمه صاحب المال؟

-2-
حاصرت اتهامات العشوائية وعدم التخطيط المسبق اللجنة العليا للانتخابات خصوصا فيما يتعلق بمواعيد فتح أبواب الترشيح ومواعيد التصويت وغير ذلك من أمور، حزب المصريين الأحرار واحد من أكبر الأحزاب المصرية حاليا كانت له تحفظات كثيرة على طريقة إدارة العملية الانتخابية وما تبع ذلك من إئتلافات وتكتلات تحت البرلمان، يريد حزب المصريين الأحرار حياة سياسية منظمة وخالية من الفوضى والمفاجأت .

-3-
لحزب المصريين الأحرار أذرع إعلامية عديدة، لكن الساعد الأيمن هو بالتأكيد قناة أون تي في، أو بالأحرى شبكة قنوات أون تي في باعتبارها تضمن شاشتين، الثانية هي أون لايف المخصصة لبث النشرات والمتابعات الإخبارية ، أو التي كانت كذلك حتى آتى عليها ساطور التقليص قبل نحو ستة أشهر مع تغيير الإدارة ذات الوجهين، الأول “صوري” يجلس في مكتب المدير ولا يحكم، والثاني هو المتحكم الحقيقي وهي الوكالة الإعلانية التي تملك حق تسويق إعلانات القناة .

-4-
نفس الفوضى والعشوائية التي اشتكى منها حزب المصريين الأحرار وغيره من الناشطين في شارع السياسة المصرية، تكررت قبل أيام في أون تي في عندما انتقل لها ولأول مرة ربما في التاريخ – تاريخ الكرة والإعلام- مباريات الدوري المصري في منتصف الموسم بعد الخلاف بين الوكالة الإعلانية وقناة TeN .

-5-
عندما ترجع بالذاكرة لنهاية شهر فبراير الماضي حيث المؤتمر الصحفي لاعادة انطلاق قناة التحرير تحت اسم TeN وتسترجع حجم الوعود والأمنيات والخطط ، تشاهد فيفي عبده وهي تمنح الجميع ألف موووواه، تفرح بعودة برنامج “البيت بيتك” ترى السعادة في عيون إعلاميين شباب وجدوا فرصة في قناة يعاد تأهيلها من جديد، تقابل وجوه إعلامية محترفة طولبت بالإنتظار حتى افتتاح TeN 2 ، ثم تذهب مباشرة وبمزج سريع – على طريقة السينما- لبداية ديسمبر من العام نفسه حيث لا شئ تحقق إلا القليل، فأنت امام نموذج واضح لغياب الخطط وحضور العشوائية التي تكاد تكون متعمدة.

-6-
عندما تتابع أزمة شراء حقوق بث الدوري المصري وإصرار الوكالة الإعلانية على الحصرية واستغلال الحقوق على شاشتين فقط هما TeN والحياة 2، لن تصدق أنه بعد 12 أسبوعا يمكن أن تشاهد مباراة لفريقك المفضل على شاشة وبعدها بيومين مباراة أخرى على شاشة جديدة وكأن المذيع ومن معه يتحركون حسب رغبة من يمسك بذراع البلاي ستيشن .

-7-
حسنا، من حكم في ماله فما ظلم، ومن ارتضى أن يعلق وينقل تفاصيل كل عدة مباريات على شاشة مختلفة هو المسئول، لكن ماذا عن أصحاب “الأرض” بلغة كرة القدم هذه المرة، الذين كانوا يوم الخميس الماضي على الهوا يقدمون برامجهم، ويوم السبت جاء لهم من كانوا يجيئون لنا ونحن أطفال نلعب الكرة، جاء لهم الأقوياء الذين استولوا على الكرة وعلى الأرض، أما الجمهور المنتظر على الخط فعليه أن يتابع ما يجري دون أن يكون له حق الإختيار.

-8-
الأزمة بحق ليست في أن تتحول أون تي في بدون سابق انذار لقناة رياضية، ولا أن ينتقل برنامج كبير مثل “البيت بيتك” من قناة لأخرى في أقل من عام وكأنه لاعب محترف يظهر على شاشة من يدفع أكثر، الأزمة في طريقة حدوث هذا الانتقال، في إهمال الجمهور من جهة، والاستهانة بوجوه بنت سمعة هذه القناة وتاريخها من جهة أخرى .

-9-
ستة برامج على الأقل طردوها فجأة خارج شاشة أون تي في، “تلت التلاتة” لعمرو خفاجي، “ست الحسن” لشيريهان أبو الحسن، “الصورة الكاملة ” لليليان داوود، ” البرلمان “لنصر القفاص، ” السادة المحترمون” ليوسف الحسيني، “مانشيت “لجابر القرموطي والأخير كتب مقالا تم حذفه بعد غضب الوكالة الإعلانية من مجرد محاولة للشكوى وتعريف الجمهور بما حدث .

-10-
الحزب الذي من المفترض أن يضع سيناريوهات للحكم وإدارة الدولة، فشلت إدارة القناة التابعة له في حل أزمة عرض مباريات الدوري وبرنامج “البيت بيتك” على شاشة أون تي في، طالبوا الإعلاميين الستة بالنزوح إلى أون لايف، التي تتواجد على تردد أخر وحجم مشاهدتها أقل بكثير، مع الوضع في الاعتبار أن هذا السيناريو يعني تسريح كل العاملين في أون لايف تقريبا، يحدث هذا مع أنه كان هناك مشروع لم يكتمل لإطلاق قناة خاصة بالترفيه كانت ستحل المشكلة، يحدث هذا مع أنه كان من الممكن إطلاق قناة تحت اسم أون 2 ليشعر الجميع بالتوازن وتقدم الشبكة برامجها السياسية ومباريات الكرة والبيت بيتك دون أن يشعر الأقدم بظلم الأحدث، بلاش لماذا لم تتاح قناة أون لايف لمباريات الدوري مع تكثيف الدعاية لها أم أن القائمين على الاستديو التحليلي لا يثقون في قدرتهم على جذب الجمهور إلا عبر القناة الأم؟

-11-
ما لا يعرفه الجمهور أيضا أن أسماء كجابر القرموطي ويوسف الحسيني تحديدا – قبل شهر واحد من الآن- كانت على وشك الرحيل أو على الأقل قبول التفاوض مع قنوات أخرى، لكن القناة الأم استحلفت أولادها بالبقاء وتنفيذ طلباتهم الفنية قبل المادية، قرروا العودة بناء على وعد من الإدارة الجالسة في المكتب، لكن عندما قررت الإدارة الحاكمة الحصول على مباريات الدوري، ذهبت كل الوعود أدراج الرياح، وكادوا يطلبون من القرموطي والحسيني أن يعلقا على مباريات الدوري إذا صمما على البقاء على شاشة أون، احتمال ساخر لكنه لا شئ بات مستبعدا في مدينة الإنتاج الإعلامي التي أفلتت من حصار المتشددين إبان حكم الإخوان ولم تفلت بعد من حصار الهواة غير المحترفين الذين لم يتعلموا شيئا من دروس ما بعد يناير وما قبلها .

مقال جابر القرموطي المحذوف من اليوم السابع

سألنا هؤلاء الإعلاميين : تحب تستضيف مين في 2016؟

حصاد إعلام.أورج لأهم الاحداث في 2015

اقـرأ أيـضـًا:

تفاصيل اغتصاب فتاة 3 سنوات

فلاح الفرافرة المزيف: ليس لي علاقة بالزراعة

قائمة الأحداث التي شغلت الرأي العام في 2015

بائع الفريسكا.. أخذ المنحة وترك هذه التناقضات

إعلام.أورج يرصد أبرز 93 حدثاً إعلامياً في 2015

عمرو قورة : نسعى للوصول بالنجوم العرب للعالمية

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا