البراء أشرف يكتب: الكنبة اللي ورا!

تكريماً وتقديراً للكاتب والمدون الراحل البراء أشرف، يعيد إعلام.أورج كل جمعة نشر أحد مقالاته حتى نهاية عام 2015

الولد الصغير..

اللي كان كل يوم وهو راجع من المدرسة مع أخوه الكبير اللي في الجامعة، واللي بيعدي عليه بين المحاضرات عشان يروحه!

الولد الصغير ده..

اللي كان كل يوم وأخوه الكبير سايق وعلى الكرسي اللي جنبه قاعدة زميلته اللي بيحبها واللي هيتجوزها كمان سنتين!

الولد ده..

كان كل كل يوم يقف على الكنبة اللي ورا ويدي ضهره لأخوه اللي سايق ويبص من الإزاز ويعمل نفسه بيسوق..

ساعتها.. كان بيبقى فرحان قوي..

كان مقتنع إن أسلوبه في السواقة هو الصح، وإن أخوه الكبير.. مبيعرفش يسوق ولا حاجة..

وإنه لازم يرجع يقف على الكنبة جنبه ويسيبه من البنت زميلته ويبدأ يتعلم منه السواقة..

يحرك إيده كإنه ماسك الدركسيون، ويتنطط برجله كإنه بيدوس ع البنزين.. ويرفع رجله لفوق كإنه بيضرب فرامل!

في يوم من الأيام، زميلة أخوه شافته.. فضحكت!

هو نفسه كان بيضحك على المدرسة بتاعته في الفصل..

لما كانت بتحكيله عن إشارة المرور اللي في الشارع وعن ألوانها التلاتة.. لكن الطريقة اللي كان بيسوق بيها كانت عمرها ما بتخليه يشوف الإشارة!

رغم إن أخوه كان دايما يشتكي لأبوه من الطريق بين المدرسة وبين البيت.. لإنه مليان بالإشارات!

…….

هييجي يوم..

والولد الصغير ده هيكبر..

ويسيب الكنبة اللي ورا..

ويقعد مكان أخوه..

ويدي ضهره للمكان اللي كان بيبقى مبسوط قوي وهو بيعمل نفسه بيسوق فيه!

الولد يكبر..

ويتعلم السواقة الحقيقية اللي هو كان في يوم من الأيام فاكر إنها غلط!

ويركب العربية.. ويسوقها..

وتقعد على الكرسي اللي جنبه بنت زميلته..
بيحبها..
وإحتمال كبير يتجوزها كمان سنتين..
يسوق العربية..

ويبدأ يشوف طريقه للمرة الأولى يمكن..

بالشكل الصح!

على فكرة..

الولد لما كبر نسي كل الحاجات اللي كان بيعملها على الكنبة اللي ورا وهو صغير..

شيء واحد بس هيبدأ ياخد باله منه..

إنه بدأ يشوف الإشارة..

ويقف فيها!

ويكتشف للمرة الأولى إن الطريق بين مدرسته القديمة وبين بيته القديم..

مليان بالإشارات!

نقلاً عن مدونة “وأنا مالي”

اقـرأ أيـضًا:

البراء أشرف يكتب: بقاء

البراء أشرف يكتب: بيان ختامي

البراء أشرف يكتب: مطاوع يتحدث عن نفسه

البراء أشرف يكتب: حرف الواو

البراء أشرف يكتب: نسيان

البراء أشرف يكتب: عن الحكايات والسجائر

البراء أشرف يكتب: موسيقى حزينة جداً

البراء أشرف يكتب: عن الكتابة والعطف على الكلاب

البراء أشرف يكتب: ليل – خارجي

البراء أشرف يكتب: عن السلاحف والأرانب

البراء أشرف يكتب: ستة أسباب للحنين إلى “روبي”

البراء أشرف يكتب: عن الاضحاك كمسألة سخيفة

محمد عبد الرحمن يكتب : أستاذي البراء أشرف

وفاة البراء أشرف

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا