محمد نبيـل يكتب: فاتن حمامة تمنح نيللي كريم راية الإبداع
أدوار عدة وشخصيات متنوعة استطاعت من خلالها حفر اسمها في تاريخ الدراما بأحرف من نور، من خلال قدرة فريدة على التلون في الأداء جعلتها تمضي قدماً على درب عمالة فناني مصر الذين نفتخر بهم، تلك الموهبة التي تعجز الكلمات في أغلب الأحيان على وصفها في مجرد كلمات باتت “غول” يلتهم الشاشة بتعبيرات وجه متقنة واختيارات محسوبة.
إنها النجمة نيللي كريم التي باتت واحدة من علامات الجودة للفن المصري مؤخراً بعد أن أثبتت في كل خطوة فنية تخطوها، أو عمل جديد تقدمه، أنها خلقت لتتألق أمام الكاميرا بحرص شديد على مختلف تفاصيل تكامل أي عمل تشارك فيه.
فبعد تألقها في مسلسل “ذات”، الذي أسر القلوب بقصّة عميقة تناولت هامش الحياة لأسرة بسيطة محفوفاً بتفاصيل تاريخية، أكدت نيللي بمسلسل “سجن النساء” ريادتها من خلال دور السجّانة التي رفعت النقاب عن معاناة المرأة في محيط مجتمعي يستغلها بشتى الطرق.
وجسدت أعراض انسحاب المخدرات، بجانب أسباب الانتكاسة والرجوع إلى التعاطي بصورة واقعية من خلال مسلسل “تحت السيطرة”، وتطرقت أيضاً من خلال الأحداث إلى مشكلة إدمان المرأة والتعامل مع المجتمعات العلاجية بصورة عبرت بقضية شائكة إلى بر الأمان وسط إشادة نقدية وجماهيرية عريضة.
ومن الظلم حقيقة اختصار مشوار الفنانة نيللي كريم في ثلاثة أعمال قدمتهم مؤخراً للشاشة الصغيرة، حيث تمتلك قائمة مكتظة وحافلة أيضاً بالأدوار الجيدة والتي أثنى عليها القاصي والداني، بدأت بمسلسل “وجه القمر” أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي اختارتها وتحمست لها، وأعطتها أيضا فستان زفاف حفيدتها لترديه في أحد مشاهد العمل، معتبرة إياها موهبة صاعدة يجب تبنيها حتى تنضج وتنضح بما في جعبتها من أداء متزن وراق.
وخلال محاوراتي مع النجمة الراحلة بين حين وآخر، لم أضبطها أبداً تمل من الحديث عن نيللي كريم، بل كانت تجتاح شفتاها ابتسامة جميلة، وكأنها سعيدة بالفنانة الموهوبة في حلتها الجديدة بعد أن تقاطرت أدوارها الرائعة وأصبحت بعيدة عن منال أقرب منافسيها.
وتمر بها سنوات تترعرع في كنفها وتحت نظرها لتصعد نيللي كريم بعد أيام معدودة لتتسلم جائزة فاتن حمامة للتميز في أول نسخة منها بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 37 عن جدارة واستحقاق، وكأنها هدية شخصية وراية مسيرة طويلة من العطاء تمنحها سيدة القصر لإحدى تلاميذها المخلصات.