تألق في "خطة كيوبيد" ومشغول بـ "مجمع 75".. تعرف على المشوار الفني لـ عبد المنعم رياض

إشادات واسعة نالها الفنان عبد المنعم رياض، عقب مشاركته في المسلسل السعودي "مجمع 75" الذي يعرض حاليا، ومن قبله أعمال أخرى كان أبرزها على سبيل المثال وليس الحصر مسرحية "خطة كيوبيد" التي حققت نجاحا كبيرا وأعيد عرضها للجمهور في بداية يناير الماضي تزامنا مع حلول العام الجديد.

تواصل "إعلام دوت كوم" مع عبد المنعم رياض، الذي تحدث عن كواليس أعماله، واستعاد ذكريات بداياته في عالم الفن، وجاء الحوار معه كالآتي:

- تشارك حاليا في المسلسل "مجمع 75" الذي يعرض حاليا عبر منصة "شاهد".. حدثنا عن تفاصيل الدور الذي تجسده؟

"مجمع 75" هو أول عمل سعودي أشارك فيه، وتم ترشيحي من خلال كاستنج دايركتور محمد مبروك، إذ كانوا قد طلبوا منه ممثل وممثلتين مصريين لعمل أسرة مصرية خلال أحداث المسلسل، وبعد ترشيح أكثر من اسم، تم اختياري والاتفاق معي.

العمل دراما طويلة ممتدة، إذا تبلغ عدد حلقات الجزء الأول 250 حلقة يتم تصويرها تباعا تزامنا مع عرضها، وأحداثه تدور داخل مجمع سكني في السعودية، يقطن فيه العديد من العائلات الثرية، ومع مرور الحلقات نكتشف أن كل عائلة تعاني من مشكلة ما وتنكشف العديد من الأسرار.. اسم الشخصية التي أجسدها "مصطفى شوقي" وهو رجل يعمل في شركة تأمين على المقتنيات الثمينة، وأب لابنتين إحداهما تخرجت من كلية الصيدلة والأخرى ما زالت تدرس في الجامعة، اضطر للسفر والإقامة في السعودية بعد أن حصل على فرصة عمل جيدة، لكن بسبب وفاة الأم يعيش في ضغوط كبيرة نتيجة قيامه بدوري الأم والأب، هذا بجانب خوفه الدائم على بناته ظنا منه بأنه يحميهم من المجتمع، لكنه يكتشف مع مرور الوقت عكس ذلك.

المسلسل بشكل عام هدفة تناول مشاكل الشباب السعودي، وتوعية الآباء بأبرز التحديات التي يمكن أن يواجهونها في تربيتهم لهم.


- هل واجهتك صعوبات في التعامل مع فريق عمل سعودي بسبب اختلاف اللهجة؟

بالعكس.. كنت محظوظا للغاية لوجود مخرج مصري من بين ثلاث مخرجين آخرين بالمسلسل هو أستاذ تامر البسيوني، هذا بجانب أن القائمين على المسلسل فضلوا استخدام لهجة تدعى "اللهجة البيضاء" وهي الحجازية، لتكون مفهومة بنسبة كبيرة للجمهور، وهي سهلة الفهم وأشبه باللهجة العامية لديهم، إلا أن بها بعض المصطلحات البسيطة التي لم أفهمها في البداية، لكنهم سرعان ما كانوا يوضحون معناها حتى من قبل أن أبدي تعجبي لهم.. حاليا أفهمهم بكل بسهولة.

من الذكاء منهم حاليا أنهم يبحثون عن لهجة سعودية قريبة، حتى يمكن للجمهور من الدول الأخرى أن يفهموا الحوار ويرتبطوا شيئا فشيئا بأعمالهم مثلما حدث مع الأعمال المصرية، إذ من الصعب أن تجدي شخصا في الوطن العربي لا يفهمها.

- رغم أن مسلسل "مجمع 75" هو أولى تجاربك السعودية إلا أن تلك التجربة لم تكن الأولى مع mbc وسبق وأن تعاونت في أعمال أخرى أبرزها برنامج "الدحيح" لأحمد الغندور.. فحدثنا كيف بدأ التعاون؟

من أبرز الشخصيات التي جسدتها في برنامج "الدحيح" كانت شخصية أينشتاين، وحصلت على الدور بعد أن تم ترشيحي من قِبل كاستنج دايركتور مهم اسمه محمد نبيل منيب، أبلغني أنه رشحني وقالوا له أنهم يعرفوني جيدا لكنهم يودون أن يروا شكلي في عدة أشكال مختلفة للتأكد من ملائمتي للدور.. وأنا حقا لا أجد أي عيب في قيام الممثل بذلك، فتجارب الأداء هي أساس المهنة، ومن الممكن أن نجد في هوليوود على سبيل المثال نجم كبير وله إيرادات كبرى يخضع لهذه التجارب، فذلك أمر مهني للغاية ولا بد على صناع أي عمل ألا يغفلوا عنه للحصول على أفضل جودة.


تم اختياري بالفعل لدور آينشتاين، وسألوني إذا كنت أمانع في أن أظهر في حلقات أخرى كضيف شرف بدلا من دور البطولة أم لا، فلم أمانع على الإطلاق لأن برنامج "الدحيح" هو أحد الأعمال الهامة والتي سعدت بالمشاركة فيها.

من بين الأدوار التي ظهرت فيها كضيف شرف، شخصية الحكيم اليوناني في حلقة الإسكندر الأكبر.


استمتعت للغاية بتجربة الدحيح، خاصة وأنني أحترم المحتوى الذي يقدمه، ومن المواقف التي لا يمكن أن أنساها، أنني بعد عرض الحلقات، كنت ذاهبا إلى منزلي وحينما دخلت المصعد وجدت معي فتاة صغيرة، ألقت علي التحية وأثنت على دوري في البرنامج، فسألتها متعجبا "شوفتي الحلقات وهي على شاهد؟"، فأجاباتني قائلة "بتابع الدحيح في أي مكان"، فسألتها عن السبب، لتجيبني بجملة مؤثرة جدا قالت فيها: "الراجل ده نضف لنا دماغنا".. لذا فأنا أجده رجلا مؤثرا في جيل يصعب التعامل معه.

- شخصية ألبرت آينشتاين التي جسدتها كانت قريبة جدا من ملامحك في الحقيقة.. فهل سبق وأن ترشحت لأعمال أخرى نتيجة وجود تشابه الملامح مع الدور المطلوب؟

في بعض الحالات الممثل لا يعرف عن نفسه شيء إلا في مراحل سنية أكبر، لكنني حينما كنت في سن أصغر بدون الشارب كانوا يشبهونني بالفنان الكبير الراحل عبد المنعم إبراهيم، ودائما ما كنت أقول لهم "حرام عليكم متظلمونيش" والسبب هو أن الفنان الراحل كان يمتاز بكاريزما كبيرة لا يمكن مقارنتها مع أي شخص آخر، وإذ تمت المقارنة فإنها لن تكون في صالح الشخص الذي يتم تشبيهه به.


ظللت هكذا إلى أن كنت أعمل في "تياترو مصر" مع الفنان أشرف عبد الباقي، حيث قدمنا رواية السفيرة عزيزة، وطُلب مني حينها أن أجرب نفسي في دور الشيخ الذي جسده الفنان عبد المنعم إبراهيم، فقولت حينها أنا لا أعلم بأن ما نفعله صواب أو خطأ لكنني سأجسد الدور ولن أفعل ذلك مرة أخرى.

جسدت الرواية بالفعل، وفي اليوم التالي استيقظت على مكالمة هاتفية من أستاذ أشرف عبد الباقي، وقال لي "اصحى شوف السوشيال ميديا فيها ايه!"، وحينما تصفحت المواقع وجدت أن البعض تداولوا صورة جمعوا فيها صورتي من الرواية مع صورة الفنان الراحل من الفيلم وكتبوا عليها "زمن الفن الجميل يا عمدة".


تلك المقارنة أثرت كثيرا بالسلب في نفسيتي، فالمقارنات الظالمة تشعرني بالضيق، فتاريخي لا يمكن أن يأتي ربع تاريخ ذلك الفنان الكبير الذي أبهرنا بأعماله، شعرت بالخوف من فكرة المقارنة برجل أسطورة.


- من بين الأعمال التي حازت إشادات مواسعة مؤخرا دورك في مسرحية "خطة كيوبيد" للمخرج أحمد فؤاد.. حدثنا عن كواليس التعاون بينكما كيف كان؟

أعتبر"خطة كيوبيد" هي المحطة الاحترافية الثانية لي بعد مسرحية "أفراح القبة" الذي أظهر للناس جانب كبير من موهبتي، فمن كان يعرفني بنسبة 60 أو 70% أصبح يعرفني بعدها بدرجة أكبر، فتلك المسرحية كانت مقتبسة عن رواية للكاتب الراحل "نجيب محفوظ"، التي تدور حول قصة حياة فرقة مسرحية في 30 عاما، وجسدت فيها دور "سرحان الهلالي"، وحصلت بفضله على جائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي للمسرح عام 2021.


دور "سرحان الهلالي" استهلكني في تلك الفترة نفسيا رغم النجاح الذي حققه، لذا فبالنسبة لي كنت وصلت لمرحلة جيدة في سقف طموحاتي، وظل الكثيرين يسألوني حينها ماذا بعد "أفراح القبة"؟!

بعد فترة، كان لمسرحية "خطة كيوبيد" الفضل في عمل حالة استفزازية لي لأقوم بدور جديد على خشبة المسرح.. مخرج العمل أحمد فؤاد، لم يكن ضمن دائرة أصدقائي المقربين حينها، لكنني سبق وأنا شاهدت له عرض "ديجافو" و أعجبني للغاية، وشكرته حينها على تقديم فلسفة صعبة في صيغة مبسطة للجمهور، وبعد فترة وجدته يتواصل معي لعمل جديد، فأعربت له عن سعادتي بذلك التعاون واستفسرت عن الدور، فقال لي أنه كتب مشهدين من مسرحية جديدة عن "كيوبيد" ملاك الحب عن اليونانيين، فتعجبت حينها قائلا: "كيوبيد رمز الحب الصغنن ده! ده عايز شاب صغير، أنا عندي 42 سنة وصوتي كبير وفيه ألدو!"، فقالي: "احنا هنعمل فرضية جديدة فأنا بقولك عشان نبنيها".


وخلال المناقشة حول تفاصيل العمل وصلنا إلى أننا نريد أن نقرب القصة للثقافة العربية، مع عمل فرضية لذيذة خيالية تناقش مشكلة واقعية، والفكرة كانت عظيمة في الحقيقة، إذ ناقش العمل المشاكل التي يمكن أن يواجهها الشباب قبل وبعد زواجهم، إذ يوجد الكثير من قصص الحب الممتدة لسنوات، لكنها سرعان ما تتكلل بالفشل عقب الزواج نتيجة اختلاف المفاهيم لدى الزوجين وقلة خبرتهما في تناول الأمور والتعامل معاها.


تلك المشكلة التي ناقشناها ليست في المجتمعات العربية فقط، وإنما هي في كل دول العالم، والمسرحية يمكن فهمها إذا ما تم عرضها في أي بلد.

فكرة ظهوري بشكل يوناني لم يكن أمر يعنيني بقدر الظهور بشكل يخدم الفرضية الخيالية، فكل ما يهنا هو أنا الجمهور يصدق أن "كيوبيد" كبر في السن وأصبح أبا عجوزا لفتاة شابة قليلة الخبرة في الحياة، وأصبح يعمل فري لانس لحل المشاكل العاطفية مثل أسامة منير.


تقديم المسرحية في قاعة صغيرة بين الجمهور، أمر أسعدني كثيرا، لأنها قربت القصة من الجمهور وجعلتهم ينغمسون في المدخل الخيالي.

ومن المواقف التي أتذكرها رأي الفنان الكبير محمود حميدة، في المسرحية، حيث شاهدها في المسرح وقولت له حينها أنني كنت أتمنى أن يشاهدها في القاعة لأنها كانت ستتيح له تجربة مشاهدة أفضل، فأخبرني حينها بأنه يتخيل الأمر ويدركه تماما، فتلك المسرحية أشبه بتجارب الإيطاليين الذي يتميزون بذلك النوع من الأعمال، مؤكدا حينها بأن العمل طريف للغاية ومناسب للمشاهدة مع أحفاده.

- أرشيفك الفني الموثق عبر الإنترنت يتضمن العديد من الأعمال الدرامية لكنه لم يذكر رصيدك في المسرح.. فحدثنا عنه هل سبق وأن شاركت في أعمال مسرحية أخرى؟

نعم بالفعل شاركت في أكثر من 80 عرض مسرحي، والبداية كانت من مسرح جامعة بي سويف،ن والذي حصلت بفضله على جائزتي أفضل ممثل خلال عامي 2007، 2009، هذا بجانب العروض الإقليمية الأخرى التي شاركت فيها، ومن بين الأعمال التي أعتز بها والتي قدمتها في مسقط رأي بالفيوم "رابعة العدوية"، كان ذلك في 2010 تزامنا مع مشاركتي في مسلسل "راجل وست ستات".


- هل سبق وأن جربت التمثيل قبل المرحلة الجامعية؟

نعم.. مرة وأنا في الثانوية العامة، وأذكر حينها أن والدي رفض الأمر وطالبني بعدم تكرار التجربة والتركيز في المذاكرة، والتحقت بكلية الحقوق عام 1999، وهو نفس العام الذي بدأت فيه مشواري مع مسرح الجامعة، بعد أن رفضوا أن ألتحق بمعهد فنون مسرحية، لكنني في العام الجامعي الثاني قررت بعلم أسرتي أن أدرس في المعهد الحر للفنون المسرحية بجانب دراستي للحقوق، وقد رحبوا بالأمر ووجد والده أنه عدل لتحقيقي لرغبته ورغبتي.


- في تلك الرحلة الطويلة المليئة بالأعمال الهامة.. من أكثر شخص ترك علامة بداخلك أو ممتن له؟

سأكون ظالما إذا قولت أسماء بعينها، لأن هناك أناس كثيرة تركوا بداخلي علامات جعلتني ما أنا عليه الآن، لكنني من الممكن أن أعترف بأن أبي وأمي رغم خوفهم علي، إلا أنهم لم يقفوا ضدي حينما وجدوني متمسكا بالفن، وممتن أيضًا للأستاذ صلاح حامد المخرج المسرحي، الذي لم يدخر ثانية من حياته إلا وكان يعطيها لم يريد التعلم، وممتن أيضًا لأحمد البنهاوي مخرج الجامعة في بني سويف، فبفضله حصلت على أول جائزتين، لم أكن أدرك أهميتهما وقتها، هذا بجانب امتناني للدكتور هاني مطاوع الذي قابلته في المعهد، وللدكتور سناء شافع، وللفنان محمد صبحي.

هذا بجانب الأستاذ سامي محمد علي، وهورجل أضع خطا تحت اسمه، لأنه وضعني على طريق الاحتراف، فهو له الفضل في أن أشارك في مسلسل " عفريت القرش" بحوالي أربع أو خمس مشاهد، وبعدها بعام ونص، رشحني للعمل في مسلسل "كلمة حق"، مع نجوم كبار هم ميرفت أمين، حسن حسني، أحمد السعدني، حيث منحني دور مهم امتد لـ 15 حلقة.

أدين بالامتنان أيضًا لكل شخص دعوني، ولكل شخص لم يدعمني ولم يصدق بموهبتي، لأن وجودهم وقناعتهم تعطيك دافعا للاستمرار والاجتهاد.

- هل هناك ما دفعك للندم خلال مشوارك الفني؟

ليس ندما في الحقيقة، وإنما يمكن أن نصف الأمر بأنه حالات إحباط تأتي خلال فترات أتساءل فيها عما إذا كان هذا المجال مكاني أم لا؟ وهل ما أقدمه جيدا أم لا؟ وهكذا، لكنني سرعان ما أتخطى هذه الحالة فهي لا تستمر معي أكثر من أسبوعين وأسعى بعدها لشيء لجديد أثبت نفسي من خلاله.

عدم استغراقي في حالات الإحباط، هي قناعة وصلت لها بفضل الأستاذ عبد الرحمن عرنوس، الذي قابلته في المعهد، والذي كان دائما ما يقول لأي شخص ناجح ماذا بعد؟! .. فمواقف الإحباط كثيرة، لكنني لم أكره اختياري للفن، وإذا عاد بي الزمن بكل ما فيه من مواقف سلبية ومؤلمة، سأختار نفس الطريق الذي لولاه ما كنت لأصبح ما أنا عليه الآن، فشخصيتي وخبرتي حاليا مديونة للأيام والمواقف والسنين، "احنا في الدنيا مش جايين ناخد الحلو بس.. حتى الحاجات اللي بنشوفها متعبة ومؤذية هي في الحقيقة معلمة وملهمة". 

نرشح لك: هايدي بركات "عشماوي" النقطة العميا: أنفذ نصيحة نور الشريف