محتاجين "خمسة" زي منى زكي.. رامي الجندي يجيب: ماذا يفعل مدرب التمثيل؟

رامي الجندي يجيب: ماذا يفعل مدرب التمثيل؟
إيمان مندور

بعد ربع قرن من العمل الفني، وإثبات موهبتها في التمثيل من خلال عشرات المسلسلات والأفلام السينمائية التي لاقت نجاحًا كبيرًا، فاجأت الفنانة منى زكي جمهورها بالحديث عن خضوعها للتدريب خلال مسلسلها الرمضاني “تحت الوصاية”، موجهة الشكر لمدرب التمثيل رامي الجندي، الذي ساعدها على الظهور بهذا الأداء على الشاشة.

التصريح لم يكن مفاجئًا للجمهور فقط، بل لإعلامية كبيرة بقدر لميس الحديدي، التي تعجبت وسألتها “وهل تحتاج منى زكي لمدرب تمثيل؟”، فأجابت النجمة بالإيجاب، وأن كل فنان بحاجة للمساعدة والتطوير من نفسه، وأنها تسعى للاستفادة من الجميع.

الأمر الذي لفت الانتباه لهذه المهنة التي بدأت في الانتشار مؤخرًا بعد لجوء النجوم إليها، وازدادت التساؤلات عن طبيعتها وأهميتها، وأبرز القائمين عليها، لذلك تحدث إعلام دوت كوم مع رامي الجندي مدرب التمثيل المعتمد من شبكة تعليم التمثيل الدولية RIEA.

من هو رامي الجندي؟

رحلة رامي الجندي مع الفن بدأت من مسرح كلية التجارة بجامعة القاهرة، والذي جرّب خلاله كل شيء في الفن، من التمثيل للإخراج للديكور والإضاءة والموسيقى… إلخ. لكنه خرج من تلك التجربة وقد اختار الإخراج ليكمل فيه مسيرته الفنية، فاتجه للطريق المعهود ألا وهو العمل كمساعد مخرج، لكن لم يجد شغفه في الأمر، فعمل كـ “كاستينج دايركتور” لمدة عامين، شارك خلالهما في اثنين من أهم الأعمال الفنية خلال تلك الفترة، ألا وهما “سجن النسا” و”تفاحة آدم”.

ومن هنا جاء أول تدريب له من خلال مسلسل “تفاحة آدم”، والذي يعتبره جاء بالصدفة البحتة، حيث قام بتدريب ممثلة كانت في الأصل مطربة، لكنها تمثل الدور لأول مرة، وحقق نتائج جيدة معها في الأداء، لدرجة أنها نالت العديد من الجوائز على الدور.

حينها قرر التركيز في التدريب على التمثيل بشكل احترافي، أو بمعنى أدق باعتباره “مهنة” لها أسس وضوابط، فبحث في الأمر، وطور من نفسه، حتى أصبح لديه طريقته وفلسفته الخاصة في التدريب على التمثيل وبناء الشخصيات الدرامية، ثم ناقشها مع شبكة RIEA الدولية لتعليم التمثيل، واستمر التواصل والتعاون بينهما، حتى أصبح مدربًا معتمدًا لديهم بدرجة “بروفيسور”.

ازدادت شهرته في الوسط الفني، خاصة أن بدايته لم تكن مع نجوم كبار، بل شكّل جزءًا من صناعة نجوم كانوا لا يزالون حينها في بداياتهم، مثل أسماء جلال، ومايان السيد، وهدي المفتي، ومهند حسني، وإنجي المقدم، وهنادي مهنى .

لماذا يحتاج الفنان إلى تدريب؟

يوضح رامي الجندي أن فلسفته في هذا الأمر تقوم على أن أي مهنة تعتمد على الممارسة يجب أن يظل التدريب عليها مستمرًا، مهما بلغ حجم الموهبة والتمكن فيها.. “هل هناك لاعب مهما كانت قدراته ومهاراته يمكنه الاستغناء عن التدريبات؟ سيتراجع أداؤه بالتأكيد”.

وبناءً عليه، فكل مهنة لها اللياقة المناسبة لها، سواء ذهنية أو بدنية، والتمثيل يحتاج لكليهما، فالممثل القوي هو الذي يخضع للتمرين والتدريب بشكل مستمر، أما الضعيف فهو الذي يكتفي بموهبته دون تمرين أو البحث عن سبل تطويرها.

الثقافة السلبية عن مدرب التمثيل

يرى الجندي أن بعض الفنانين يرفضون اللجوء لمدرب تمثيل، باعتبار الأمر تقليل من حجم موهبتهم، رغم أن واقع المهنة ليس كذلك على الإطلاق، بل هي داعم لموهبة للفنان، صحيح إنها مهنة جديدة على السوق الفنية ككل، لكنها بدأت في الانتشار مؤخرًا، باعتبارها فكرة صحية ومهنة هامة يبحث عنها كل فنان طموح وذكي ويريد تطوير نفسه باستمرار، وهؤلاء ليسوا كثيرين في سوق العمل.

أما طريقة التدريب فتختلف من مدرب لآخر، حيث يحدد الوقت والطريقة والنظام العام، وكذلك وقت الممثل، لأنه لا بد من وجود الوقت الكافي للتدريب، حتى يستطيع المدرب الوصول لأفضل النتائج، لذلك يرى أن الفترة الأكثر أهمية في هذه المهمة هي ما قبل التصوير، أي فترة التحضير للشخصية، لكن في بعض الأحيان يستمر أثناء التصوير أيضًا.

احترافية منى زكي

“لو عندنا في السوق بتاعنا خمسة زي منى زكي اجتهادًا واحترافية كان زماننا بنقدم منتجات فنية عالمية”.. بهذه العبارة علّق مدرب التمثيل رامي الجندي عن تعاونه الأول مع منى زكي في مسلسل “تحت الوصاية”، خلال موسم رمضان 2023.

منى زكي التي لا يسيطر عليها “إيجو النجومية” كما الحال مع كثيرين، لا تستهين بأي عمل تقدمه، حيث يؤكد رامي الجندي أنها منذ اللحظة الأولى تهتم بكل التفاصيل، بداية من قراءة السيناريو وحتى خروج العمل للنور، وتحترم مهمة كل شخص في العملية الفنية، ولا تتجاوزه رغم نجوميتها، وتشعر بالخوف والقلق وكأنه عملها الأول، دون الاغترار بموهبتها.

وفي “تحت الوصاية” بدأ رامي الجندي تدريب منى زكي قبل التصوير، واستمر أيضًا في بعض أيام التصوير، حيث تواجد معها في اللوكيشن أكثر من مرة، بعد موافقة المخرج محمد شاكر خضير. وهو ما أشاد به “الجندي”، موضحاً أن المخرجين لا يمتلكون نفس الثقافة تجاه مهنة مدرب التمثيل، فبعضهم يرفض تواجده خوفًا من تشتيت للممثل، وهذا أمر غير حقيقي.

ضوابط المهنة

يختتم رامي الجندي تصريحاته، بأن هذه المهنة في طورها الأول في مصر، ولا تزال بحاجة للمزيد من الاهتمام.. “الموضوع جديد جدًا، مش بس على الجمهور والناس العادية، بل على السوق نفسه، وهيحتاج وقت للانتشار ووضع ضوابط، وزيادة فرص تقبله من الجميع، الفنانين قبل الجمهور”.

يضيف أن مهنة مدرب التمثيل غير الموجودة في نقابة السينمائيين أو في نقابة المهن التمثيلية، ومن يمارسونها حاليًا بعضهم لديهم شهادات معتمدة بالفعل والبعض الآخر لا، والبعض يمتهنها وفقاً لما لديه من خبرات في المهنة، لكنها في كل الأحوال ستحتاج لضوابط واهتمام أوسع كلما ازداد انتشارها داخل الصناعة الفنية في مصر.

 

نرشح لك:

12 تصريحًا لـ وليد عبد الغني.. أبرزها عن تكرار التعاون الفني مع أحمد أمين

سمير حكيم: أحمد أمين فنان متعدد المواهب.. وسر “الصفارة” في الرضا

شريف عبد الفتاح: أحمد أمين أخرجني من الهواية للاحتراف.. وقصيدة الفتة مستوحاة من أحداث حقيقية