معلمون يطلقون مبادرة لإيواء أيتام زلزال سوريا وتركيا.. تعرف على التفاصيل

رباب طلعت                                      زلزال سوريا وتركيا               

24 ألف قتيلًا، وما يزيد عن 80 ألف مصاب، ومليون ونصف مشرد، حصيلة ليست نهائية لضحايا زلزال تركيا وسوريا المدمر، الذي استيقظ العالم على فجيعته فجر الاثنين الماضي.

سرق الزلزال أرواح آلاف الأطفال، ويتم آلاف أخرى، بعضهم لم يكملوا الأشهر الأولى من أعمارهم، ومنهم “آية” التي وهبتها أمها الحياة تحت الأنقاض وودعتها قبل أن تحتضنها أو تراها، ليصيح اسمهم أيتامًا بلا مأوى، في فاجعة أدمت أفئدة العالم، وتسائل الكثيرون عن مصير أولئك المساكين.

نرشح لك: لصوص يستغلون زلزال سوريا وتركيا لسرقة البيوت والمعونات

وانطلقت دعوات من مشاهير بكفالة أيتام انتشرت قصصهم، وظل آخرين لا أحد يعلم مصائرهم، من سيكفلهم؟ أين سيعيشون؟ من يعتني بأولئك الصغار؟ وكم عددهم يا ترى؟

ومن هذا المنطلق، وكما تسارعت السواعد على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وإنقاذ أرواح من تظل أنفاسهم تتصاعد تحت غبار المباني التي اندثرت وتساوت بالأرض التي زلزلت من تحتها، بادر بعضهم بانتشال بعض أولئك الأيتام من الضياع والجوع، بإيوائهم تحت شعار “إحياء”.

فانتشرت أرقام لدار اسمها “إحياء للأيتام” على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف متداولوها بأنها تستقبل أطفال الزلزال من الجانبين السوري والتركي، لرعايتهم، واستقبال التبرعات لكفالة الأطفال، وتواصل “إعلام دوت كوم” مع السيد عمران حاج محمد، المتواجد حاليًا في تركيا، وأحد القائمين عليها لمعرفة التفاصيل.

مبادرة شخصية لأجل أيتام سوريا

قال عمران حاج محمد، لـ “إعلام دوت كوم” إن موضوع اليتامى مشكلة وطامة كبرى، وتعاني سوريا منها من قبل الزلزال، حيث تخطى عددهم مئات الآلاف وزاد بالطبع بعد وقوعه.

أوضح: نحن مجموعة من المعلمين نعمل في المعاهد والتعليم وبعد الزلزال أقمنها دار إحياء في الجانبين السوري والتركي ونقدم الرعاية التامة للطلاب، ومع كل مجموعة من الأطفال امرأة تقوم على خدمتهم ورعايتهم، ونتكفل نحن بتعليمهم، ونستقبل أطفال من عمر 12 وما دون ذلك، ومن هم أكبر نرسلهم لمعاهد خاصة مغلقة لإتمام تعليمهم الثانوي، وكذلك كل متطلبات المأكل والمشرب وما إلى ذلك.

أردف: كانت الفكرة في البداية أن يتكفل كل أخ في المجموعة طفلًا يضعه في بيته، ولكن بعد تضخم الأمر كان لابد من تغيير الاستراتيجية والخطة لإعانة كافة الأطفال، والمجموعة كان مقرها في اسطنبول بتركيا، وحاليًا أيضًا لنا أفرع في في الريحانية بتركيا وإدلب بمدينة سرمدة السورية.

وعن كيفية الإنفاق عليهم قال: لا نتلقى تبرعات لإتمام تعليم وكفالة الأطفال، ولكننا ننفق عليهم بما استطعنا من مأكل وملبس ومسكن كما نصرف على عوائلنا بما أعاننا الله، ولو هناك مساعدات من أقاربنا ومعارفنا، ولكن لهذه اللحظة لا يوجد تبرعات مباشرة إنما إعانات منا نحن المتطوعين فقط، متابعًا: نحن لسنا جمعية ولا مؤسسة، بل أخوة متبرعين بأموالهم وأوقاتهم ليقوموا على تلك البرامج والمشاريع، فنحن مجموعة نعمل في مجال التدريس والتدريب وليس الكفالات والأيتام ولا نتبع مؤسسات وغيرها ولكن ما آل إليه الوضع أجبرنا على إنشاء الدار، ونقبل التبرعات إذا ما رغب أحد في إعانتنا ولكننا لم نتلق إلى الآن أية تبرعات.

ما بعد الزلزال

بعدما وقع الزلزال قرر المتطوعون أن يتكفلوا بعدد أكبر من الأطفال حسب المتاح لهم من الإمكانيات، فتكفلوا إلى الآن بعدد كبير من الأطفال قابلين للزيادة خلال الفترة المقبلة وقد يصلوا لمئات، والأولية كانت للأيتام ممن لا أقارب لهم، أو ممن لهم أقارب غير قادرين على كفالتهم ماديًا، والأولوية لكفالة من لا أحد له، بحسب تصريحات “حاج”، لافتًا إلى أن هناك جميعة أخرى تواصلت معهم لكفالة عدد آخر من الأطفال، نظرًا لأن لديها عدد ضخم من أيتام الزلزال.

وعن مكان تواجد أولئك الأطفال الآن، قال إنهم بالمشافي والمستوصفات إلى الآن يتلقون علاجهم، فجميعهم مصابون، لافتًا إلى أن أعمارهم تتراوح من أشهر إلى 16 عامًا، وبعد خروجهم من المستشفيات سيتم اصطحابهم إلى منزلين تم إعدادهما لإيوائهم أحدهما في سوريا والآخر في تركيا.

وأكد أنه في حالة تعافي الطفل، يتم تركه مع أحد من أهله مؤقتًا كفترة حضانة نفسيًا، ليتم إعداده للانتقال إلى دور الأيتام، خاصة الصغار، لحمايتهم من التعرض لصدمة نغسية وما إلى ذلك حينما يجدون أنفسهم وسط غرباء، فيفضل إقامتهم عند أقاربهم بعد التعافي لفترة وجيزة قبل حضانتهم.

وعن ما إذا عثروا على أهالي أحد الأطفال المتكفلين بهم، قال إنه لم يحدث إلى الآن أن عثر طفل منهم على أهله، متمنيًا أن يحدث ذلك قريبًا.

نرشح لك: قتلى ومصابين.. أبرز آثار الزلزال في سوريا وتركيا