أحدثها فيلم "ماتيلدا" على نتفليكس.. كيف تقدم السينما الإساءة للأطفال على أنها ترفيه؟

أسماء مندور

نشر موقع صحيفة الجارديان تقريرًا حول مراجعته النقدية لفيلم “ماتيلدا – Matilda” على نتفليكس، مشيرًا إلى أنه عمل رائع سواء من ناحية أداء الممثلين أو طاقم المكياج والتصوير، لكن المشاهد الواضحة للسلوك العنيف للآنسة ترانشبول، التي أدت شخصيتها إيما طومسون، من المرجح أن يثبت أنها تجربة مؤلمة للأطفال والبالغين الذين تعرضوا لسوء المعاملة في الصغر.

أشار التقرير إلى أن رولد دال، مؤلف رواية ماتيلدا الأصلية التي صدرت عام 1988، والتي تم تقديمها في الفيلم الذي أخرجه داني ديفيتو عام 1996، اشتهر بتركيزه على القسوة على الأطفال، بدايةً من ساحرات خطف الأطفال إلى تشويه أجساد الأطفال المشاغبين في قصص “تشارلي ومصنع الشوكولاتة”.

نرشح لك: إيلون ماسك يخطط لبيع حسابات المستخدمين على تويتر

في ذات الصدد، يمتد هذا الاهتمام الأدبي بإساءة معاملة الأطفال إلى عقود من التاريخ، ففي قصة “The Juniper Tree” من حكايات جريمز Grimms الخيالية عام 1812، يتم قطع رأس صبي من قِبل زوجة أبيه قبل تقطيعه وطهيه في الطعام الذي يتم تقديمه بعد ذلك إلى والده.

ذكر التقرير أنه ليس من الضروري منع تلك الكتب التي تدور حكايتها حول إلحاق الأذى بالأطفال، لأنه عند قراءة القصص، يوجد فارق بين الصور المرئية ومجال للتفسير، لكن رؤية محنة مروعة على شاشة السينما لا تترك مجالًا للفرار، ولا وسيلة لتجنب بصمة الصور العنيفة في ذهن الطفل.

في هذا السياق، فإن قدرة السينما على إيجاد ترفيه في إساءة معاملة الأطفال ليست بالأمر الجديد، حيث تم تقديم أعمال فنية من هذا النوع عام 1981 في فيلم “Mommie Dearest” الذي يقدم مشاهد مصورة للعنف الذي ارتكبته جوان كروفورد، التي أدت شخصيتها الممثلة الأمريكية فاي دوناوي، ضد ابنتها بالتبني كريستينا، التي قدمتها ديانا سكارويد، من الاختناق الوشيك إلى الموت حتى المشهد الشهير حيث تعرضت كريستينا للضرب المبرح.

ظهرت القسوة ضد الأطفال حديثًا أيضًا في فيلم الرعب والخيال العلمي الأمريكي “M3gan” عام 2022، حيث قدّم في أحد المشاهد أذن صبي صغير مقطوعة من دمية ذكاء اصطناعي نابضة بالحياة، لتصبح بذلك القسوة ضد الأطفال في السينما متزايدة بوتيرة أسرع، وفي عصر من المفترض أن يتزايد فيه الوعي حول تأثير الصدمات على المدى الطويل.

اختتم التقرير تحليله لافتًا إلى أن الأمر يبدو في الواقع مختزلًا ومتناقضًا لدرجة أن هذه المشاهد المصورة للإساءة يتم تجسيدها في السينما، ومع أفكار يجعلها الترفيه خارج هذه القضية الخطيرة.