أحمد فرغلي رضوان يكتب: لوكا مودريتش من مخيمات اللاجئين لقلوب الجماهير

لوكا مودريتش

لم تسلط عليه الأضواء قبل البطولة ولم تتحدث عنه وسائل الإعلام كثيرا مثل ميسي ورونالدو ونيمار ومبابي، ولكنه مع اقتراب بطولة كأس العالم من نهايتها أصبح محل اهتمام الجميع بعد أن فرض اسمه مجددا وتصدر المشهد في البطولة، حيث قاد بهدوء فريقه إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الثانية على التوالي إنه اللاعب لوكا مودريتش قائد منتخب كرواتيا الذي استحق كل التقدير والإشادة لقيادته منتخب بلاده وخاصة المباراة الصعبة أمام منتخب البرازيل المرشح الأقرب للفوز!

ولكن لوكا مودريتش قاد زملاءه في مباراة ماراثونية بشكل استثنائي وهو في عمر 37 والجميع لم يتوقعوا منه تلك المفاجأة في هذه البطولة العالمية، ولكنه فعلها بهدوء وخبرة ومهارة ودون ضجيج مثل كثير من اللاعبين الذين كانت أخبار مشاكلهم أكثر من أخبار إنجازاتهم!.

نرشح لك: تعليق عمرو أديب على خروج البرازيل من المونديال

لم نسمع خبر من داخل معسكر منتخب كرواتيا عن مشكلة تسبب فيها قائده لوكا مودريتش أو توتر بينه وبين المدرب أو زميل له، هو نموذج للقائد خارج الملعب وداخل الملعب حدث ولا حرج حيث لعب مباراة ربع النهائي بوقتها الإضافي كاملة أمام البرازيل فكان هو محور لعب الفريق طوال وقت المباراة بشكلٍ لم يصدقه الكثيرين وهو على أعتاب قرار الاعتزال، أداءه في الدفاع مثل الهجوم لا يكل ولا يمل حتى نجح في قيادة منتخب بلاده لتحقيق المفاجأة والفوز على البرازيل ويكون خير مثال للاعب يقود منتخب بلاده بشكلٍ مشرف وأستحق الإشادة من الجميع.

لا يبالغ في الاحتفال بالفوز على الخصم، يتحكم في أعصابه وهو تحت ضغط جماهيري رهيب كل ذلك جعله يأثر قلوب الجماهير حول العالم ويصبح الآن حسب آراء الملايين واحد من أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم.

يبدو أن الإصرار والعزيمة هي سلاح مودريتش صاحب الجسد النحيل منذ كان طفلا عاني مع عائلته من الحرب الأهلية في “يوغسلافيا” ونزح وعاش في مخيمات اللاجئين بعد مقتل جده وحرق منزله على يد القوات الصربية، كل ذلك لم يمنعه من تحقيق حلمه في لعب الكرة وأن يصبح أحد أساطيرها في السنوات الأخيرة ويحصل على أكبر الألقاب والجوائز.
الطفولة القاسية التي عاشها لوكا كانت كفيلة بجعله إنسانا عاديا بلا طموح يريد العيش فقط في مكان آمن وكان يعلم أنه في طريق صعب بل مستحيل ورغم ذلك نجح ولم يلتفت إلى من أرادوا منعه من تحقيق هدفه، ورد على كل من شكك في قدرة جسده النحيل على جعله يتفوق ويمارس كرة القدم وسط الكبار بأنه أصبح أفضل لاعب في العالم عام 2018.

الموهبة مثل المعادن النفيسة لا تصدأ مع مرور الزمن شكك الكثيرين في قدرات مودريتش ورفاقه قبل البطولة في تكرار إنجازهم مع بطولة 2018 ولكنهم الآن يكررونه ويصلون إلى المربع الذهبي لكبار كأس العالم، العزيمة والإصرار وعدم الاستهانة بالخصم أسلحة لوكا مودريتش ورفاقه خلال مبارياتهم وحتى الانتقادات لتكتيك طريقة اللعب الدفاعية لا تقلل من حجم إنجازهم الكبير.

يعترف لوكا بمعاناته “لقد رأيت الكثير من المشقة في حياتي، لم أشك أبدًا في نفسي حتى لو كان الآخرون يشكون، أعتقدت دائما أنني أستطيع الوصول إلى ما أنا عليه اليوم” هل هناك مفاجأة أخرى يخبئها مودريتش ورفاقه في مباراة نصف النهائي أمام الأرجنتين والساحر ميسي؟!

لوكا مودريتش