توفيق الزايدي: لا أحب وجود رسائل بالأفلام.. والعلا قدمت الدعم اللوجيستي لـ"نورة"

محمد عبد الرحمن

على هامش حضوره لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثانية، التقى إعلام دوت كوم بالمخرج توفيق الزايدي للحديث عن أول أفلامه الروائية الطويلة “نورة”، وهو أيضًا أول فيلم سعودي من فئة الأفلام الروائية الطويلة، والذي تم تصويره بالكامل في مدينة العلا الأثرية.

الفيلم الذي يتناول قصة فتاة طموحة وحالمة تحب الحياة والفن على الرغم من عدم توافر الفرص المتاحة لها في ذلك الوقت، تدور أحداثه في حقبة التسعينيات، لذلك حدثنا المخرج توفيق الزايدي عن مرحلة الاستعدادات والتحضير للفيلم، وأبرز الصعوبات التي واجهته حتى الآن، فضلا عن موقفه من الطفرة التي تشهدها السينما السعودية مؤخرًا، ودورها في دعم الصنّاع.

نرشح لك: رقم قياسي لـ إبراهيم الخير الله في مهرجان البحر الأحمر

وفيما يلي أبرز تصريحاته لـ “إعلام دوت كوم”:

“نورة” هو الاسم الذي وقع اختياري عليه منذ البداية لأنه اسم أمي، كما أنه من الأسماء المشهورة في الجزيرة العربية.

لا أحب فكرة وجود رسالة بالأفلام، ولا أعتقد أن دور السينما تقديم رسائل معينة، هذا دور الصحافة والإعلام، بينما السينما دورها الموضوع، وفي هذا الفيلم لم أحب وضع الموضوع بالعنوان، فاستخدمت اسم الشخصية كـ اسم للفيلم.

أحداث الفيلم في القصة الأصلية تدور في العلا منذ البداية، فقد كتبت القصة في عام 2015، والسيناريو في 2017، وقررت منذ ذلك الحين أن تكون المكان الذي تدور فيه الأحداث، لأنني أرى أن جزءًا من المكان هو خلفية للقصة، وبالتالي لا بد من تقديمها هناك.

أنا أعتبر العلا جزءًا من الفيلم كمنطقة وكدعم، فقد قدموا لنا الكثير من الدعم اللوجيستي والتسهيلات أثناء العمل، كما أن مواقع التصوير كانت أكثر من رائعة، وصورنا الفيلم بالكامل هناك.

وجدت صعوبة في اختيار فريق عمل الفيلم من الفنانين، فواحدة من أهم الصعوبات لدينا هي الكاستينج، لأن صناعة الأفلام مختلفة عن محتوى اليوتيوب وخلافه، لذلك مثلا في الفيلم شخصية نورة تقدمها وجه جديد اسمها ماريا بحراوي، فتاة سعودية اخترناها قبل التصوير بأسبوع، لدرجة إن اختيار الملابس وشكل الشخصية تم قبل أن نستقر عليها.

دعم مبادرة “ضوء” للصناعة السينمائية في المملكة أمر إيجابي بالتأكيد، فسيناريو فيلم “نورة” فاز بجائزة ضوء لدعم الأفلام من هيئة الأفلام ووزارة الثقافة السعودية في سبتمبر 2019، وهي منحة هدفها دعم المواهب السعودية من محترفين وطلاب متخصصين في مجال إنتاج محتوى سعودي مبتكر. وبالتأكيد سنشارك في المسابقة بمشاريع جديدة مرة أخرى، فمن الجيد أن يكون لدينا جهات ومبادرات مختلفة لدعم السينما.

العديد من الأفلام السعودية التي قدمت مؤخرًا تدور أحداثها في فترة التسعينيات مثل “حد الطار” وأغنية الغراب” وكذلك فيلمي الجديد “نورة”، وأعتقد أن السبب في ذلك هو كون التسعينيات بها جماليات محسوسة، بينما التقنيات والتكنولوجيا الحديثة قتلت هذه الجماليات في واقعنا الحاضر.

في فيلم “نورة” حقبة التسعينيات تشكّل موضوع الفيلم، لأن الفن كان موجود في داخل الإنسان لكنه غير في الخارج.

قدمت نحو 4 أفلام قصيرة قبل الانفتاح السعودي في مجال السينما والفنون. ووقتها كان المقربون مني يتعجبون مما أفعله، وربما سألني البعض عن سبب “تضييع وقتي” في صناعة ليست موجودة ببلدي، لكن كانت لدي إجابة واحدة “دم السينما جواي.. أنا ما يهمني إذا كانت موجودة بالخارج أو لا”، لذلك عندما بدأت الحركة الفنية في المملكة لم أكن مندفعًا مثل البعض، لأني أدري جيدًا أن الفيلم الطويل لا بد أن يأخذ وقته كاملًا ولا يجوز الاستعجال فيه.

لا تزال هناك صعوبات في إيجاد الكثير من المواهب السعودية لأن الصناعة لم تكن موجودة أصلا، فالمشاهدة قديمة لكنها صناعة جديدة، وبالتالي لا بد أن تأخذ وقتها في التطور واكتشاف المواهب.

المخرج السعودي يستفيد الكثير من الأشياء من مهرجان البحر الأحمر السينمائي؛ أولها أن المهرجان يفتح له نوافذ ولقاءات وشبكة تعارف من دول مختلفة، حيث يتواجد الكثير من صناع السينما العالميين، بالإضافة للدعم المستمر والتشجيع بفكرة وجود مجال تظهر من خلاله نتائج عملك، كما أن وجود المهرجان في حد ذاته يشكّل حافزًا لكل العاملين بالمجال.

السينما السعودية بدأت من نقطة سينما المؤلف لأنه لم تكن هناك صناعة، وأي مخرج في بداياته يميل لراوية القصة التي بداخله، وبالتالي أقرب إنسان يمكنه كتابة ما في نفسه هو نفسه، هذا بالإضافة إلى أن الأفلام الأولى عادة ما تستغرق وقتا طويلا حتى تخرج للنور.