أحمد فرغلي رضوان يكتب: الحب حسب دلفا.. السينما البلجيكية وزنا المحارم

من بين أفلام المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام الفيلم البلجيكي love according to dalva، من أفضل الأفلام التي تناولت المشكلة المجتمعية “زنا المحارم” الفيلم ليس عربيًا ولكنه بلجيكي الجنسية حيث عالجت المخرجة إيمانويل نيكوت هذه القضية بحساسية كبيرة من خلال قصة اعتداء أب على ابنته المراهقة الصغيرة، والمفاجأة أن الفتاة بعد إلقاء القبض على الأب تتأثر نفسيا وترفض عقابه وتتمرد على إيداعها في دار رعاية!

الفتاة الضحية هنا لا تعترف ولا تدرك أن ما حدث اعتداء وإيذاء لها من جانب الأب ونكتشف ذلك من خلال حوارها مع مشرفي دار الرعاية “واحد من أفضل مشاهد الفيلم”، حيث تعتقد أن مشاعر الحب بينهما طبيعية!
نجد تأثير تلك العلاقة واضح على شخصية الفتاة البالغة 12 عاما تحاول أن تظهر كأنثى من خلال ارتداء ملابس نساء وتضع المكياج مما يعرضها لسخرية صديقاتها، أصبحت الفتاة الصغيرة تعاني من ارتباك في شخصيتها وصدمة من تطورات الأحداث بشكل مفاجيء!

 الحب حسب دلفا
الحب حسب دلفا


وتصر على زيارة والدها في السجن لنرى المشهد الوحيد الذي يجمع الأب “المجرم” مع الابنة الضحية مشهد سينمائي رائع به صدمة للمشاهدين من تصرف الفتاة دلفا عندنا ذهبت بكامل زينتها كأنها تلتقي حبيبها! ولم تفلح دموع ندم الأب!

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: تحت تهديد السلاح.. الواقع يفوق الخيال!

المخرجة أوضحت هذه المشكلة الصعبة جدا للمشاهدين دون أي مشهد اعتداء جنسي مباشر وهو ما يحسب لها، وبدأت تكشف عن تفاصيل حياة الفتاة شيئا فشيئا وكيف وصل بها الحال إلى تلك المأساة الانسانية بعد أن اختطفها والدها وذهب بها ليعيشا في أكثر من مكان ومن أكثر المشاهد المؤثرة عندما تعلم أمها بما حدث وتذهب لزيارتها فتعتدي عليها “دلفا”!
ركز أيضا السيناريو على تأثير ما بعد اعتداء الأب، على شخصيتها وتصرفاتها في دار الرعاية مع صديقاتها والمشرفين، والسخرية منها وانطوائها ومحاولة الهروب من الجميع ، مشكلة إنسانية كبيرة قدمها الفيلم بوعي كبير ودون ابتذال ويبدو أنها مشكلة باتت تقلق الغرب أيضا!

تسألت هل لو كان هذا الفيلم عربي كيف كانت ستكون المعالجة الدرامية؟!

الفيلم من أفضل أفلام المسابقة وأتوقع منافسته على جوائز المهرجان، الإخراج جيد وأداء الممثلة الصغيرة ممتاز.