مصطفى شحاتة يكتب: تحرش على هواء 9090

نقلاً عن جريدة المقال

مصطفي شحاته    mostafa1
مصطفى شحاتة

أكثر مرة نستمع إلى الراديو ونتعجب كثيرًا مما يقال، جائز أن نتحمل متصلا يقول كلامًا غير معقول، لكن لا يجوز مطلقًا أن تصدر أحاديث غير معقولة أيضًا من مذيع أو مقدم البرنامج. وخلال أعوام قليلة ماضية من الاستماع إلى الراديو وإلى حلقات كثيرة من برامج مختلفة، يتضح أنه لا توجد متابعة من إدارة محطات الإذاعة لما يقوله مذيعوها وكذلك مُتصلو البرامج بها.

إحدى الفتيات تزوجت وطُلقت دون أن يعرف والدها ذلك، اتصلت بالمذيعة سالى عبد السلام، مقدمة برنامج «طلقة على الطريق» بإذاعة 9090، وسألتها ماذا تفعل؟ هل تقول لوالدها أم تنتظر حتى تتزوج مرة أخرى وتخبر زوجها عن زواجها السابق؟ لتبدأ بعدها المذيعة فى استقبال مكالمات الجمهور وآرائهم حول مشكلة الفتاة، وهنا بدأت حفلة من تحرش المتصلين بالمذيعة، والسخرية من مشكلة الفتاة، وجرت الأمور على هذا النحو طوال مدة الحلقة.

أكثر من مُتصل تعرفهم المذيعة جيدًا، وحتى قبل أن يبدأ أحدهم فى الكلام تخبر المستمعين بأسمائهم، جميعهم يتحرشون رسميًّا بالمذيعة، ويقولون لها: «يا عسل، يا سكر». والغريب أيضًا أن المذيعة نفسها اعترفت بهذا التحرش وقالت فى حلقة الإثنين 31 أغسطس الماضى، إن «الأمم المتحدة لو تعرف أن المذيعة فى مصر يُقال لها هذا الكلام لاحتجَّت رسميًّا على ذلك»، ثم إن المذيعة نفسها اعتبرت رقم هاتف ينتهى بـ«33» رقمًا «حلو جدا»، والآن على كل شخص رقم هاتفه ينتهى بـ«33» أن يعتبر رقمه «حلو جدا»، ويعيش بقية حياته «مبسوط»، المهم أنه رغم الاعتراف ورغم كثرة الاتصالات من جمهور المتحرشين بالمذيعة، فإن الأمور استمرت بشكل عادى جدا، ما يوضح أن هذا هو المعتاد فى البرنامج ومن المذيعة ومن متصلى البرنامج الذين لم يجدوا أى اعتراض من المذيعة على ألفاظهم، بل إن المذيعة كانت «فرحانة جدا بما يقوله المتصلون فى وصف شكلها»، وهو ما يعنى أن إدارة الإذاعة لم تعترض، وربما لا تسمع ما يحدث فى البرنامج، كما أن التحرش لم يكن من المستمعين فقط، فصفحة الإذاعة على الفيسبوك وأسفل إعلان حلقة البرنامج بها الكثير من «العسل والسكر» الخاص بالمذيعة.

الأسوأ من التحرش -لا أعرف تحديدًا إن كان أسوأ أم لا- هو أن المتصلين والمذيعة كانوا يسخرون بشكل مستفز ومستمر مما فعلت الفتاة، فمتصل اقترح أن «ترمى الفتاة نفسها فى النيل لتنتهى حياتها» ولم تعلق المذيعة على ذلك، لأنها اعتبرت من بداية الحلقة أن «كلنا عبد الوهاب مطاوع» ويجب علينا أن نقدم للفتاة اقتراحات حلول لمشكلتها، لكن للأسف «كل عبد الوهاب مطاوع» اتصل بالمذيعة سالى عبد السلام، اقترح فقط أن «تموت الفتاة نفسها» للتخلص من مشكلتها، وبالطبع لم تقدم المذيعة أى حلول أو اقتراحات، ودون سبب واضح لم يخرج عبد الوهاب مطاوع من داخلها.

اقرأ أيضًا:

مصطفى شحاتة يكتب: مصر بلد العجائب وماسبيرو مبنى المصائب

مصطفى شحاتة: حلقة أولى وأخيرة من الفرنجة

مصطفى شحاتة: أبلة فاهيتا.. تسقط من الدوبليكس

مصطفى شحاتة : سيادة الرئيس لسنا دولة مدنية ولا عصرية 

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا