ظاهرة ويجز.. تحليل لتوابع أزمة إطلالة الرياض

رباب طلعت

جدل “ويجز” و”الرابر” بشكل عام صار حديثًا لا ينقطع على مواقع السوشيال ميديا، فخلال السنوات الماضية، لا تلبث قائمة الترندات التخلص من واحد إلا وبدأ الآخر، سواء سلبًا أو إيجابًا، إما بعمل جديد، أو خلاف لأحدهم، أو مؤخرًا إطلالة “ويجز الغريبة”، كما أطلق عليها البعض. 

أحمد علي الشهير بـ”ويجز” نجم “الراب”، و”التراب” الذي يحافظ على تصدره الدائم على قائمة منصات الاستماع الشهيرة بجانب “اليوتيوب”، صار حديث الساعة منذ ظهوره بإطلالتين من “فلانتينو” مساء أمس الأول، الثانية التي ارتداها بعد الحفل مرت بسلام -بدلة مزركشة طويلة- والأولى التي اعتمدها للمسرح أثارت العاصفة التي لم تهدأ بعد، وانقسم الجمهور حول تفسير سبب اختياره تلك الإطلالة بالقدر نفسه الذي اختلفوا فيه على تقييمها ما بين معجب ومستنكر، خاصة بعد الكشف عن ثمنها الباهظ، وخلف كل ذلك الكثير من النقاط التي يجب الالتفات لها.

نرشح لك: تعليق تامر أمين على إطلالة ويجز بموسم الرياض

رسم الهوية.. ما بين الجيل z وجيلي x وy

 “كيفي كدا” الأغنية رقم 2 في قائمة الأكثر استماعا لويجز على اليوتيوب، بثلاثين مليون مشاهدة، بعد “دورك جاي” التي تخطت 86 مليون مشاهدة، والمتوقع تخطيها -كيفي كدا- أضعاف ذلك الرقم على المنصات المختلفة أبرزها على تيك توك، حيث بالبحث عنها نكتشف أنها كلمة بحث شائعة، ونجد أيضا أن هاشتاج #ويجز قد تم تداوله أكثر من 600 مليون مرة! وتشير كلماتها مع عدد الاستماع إليها إلى شخصية الجيل z المختلفة والمتمردة، وأولئك هم الجمهور الأساسي لويجز أو ما يتم إطلاق اسم “الأندرجراوند” عليهم في عالم الموسيقى، الجيل الذي خرج من إطار الموسيقى الكلاسيكية إلى موسيقى الهيب هوب الصاخبة وألوان الراب والتراب والمهرجانات، التي لا زالت غير مرغوبة عند أكثر الجيلين x وy، ويستمعون لها باستنكار شديد، رفضا للأصوات التي تقدمها وهيئتهم، أكثر من الموسيقى والكلام.

للتأكيد جمهور ويجز أكثرهم من الجيل z، الآلاف الذين يحضرون حفلاته، وأصحاب الصورة الشهيرة له في حفل المنارة،  وأولئك بتتبع آرائهم على السوشيال ميديا نجد أنهم علقوا على أدائه في الحفل، أكثر من التفاتهم إلى الإطلالة، التي لم تنل إعجاب بعضهم فبسؤال عشوائي لأعمار ما بين 12 إلى 25 عامًا من المحيطين به كانت الأغلبية ترى أنها غير موفقة ولكن “هو حر”، فهي في النهاية تليق به، وباستطلاع فيديوهات الحفل، سنجد التفاعل الكبير من الجمهور مع أغانيه، والذين شاركوا فيديوهاته على صفحاتهم دون الإشارة إلى ملابسه، على عكس الجيلين الأكبر اللذين تجاهلوا نجاح الحفل وبدأوا الجدل والهجوم على الإطلالة، وهنا نصل لسؤال مهم “هو ويجز بيغني لمين؟” لنجد أن الإجابة في صفه فهو وصل بالغناء للفئة المستهدفة، وبغرابة إطلالته للفئات الأخرى.

ويجز.. هو كده 

في حديثه من أسبوع الذي أجراه أثناء تواجده في السعودية، قال ويجز خلال حواره مع الإذاعي السعودي حسن ضناوي الملقب بـ Big Hass، على يوتيوب، “أحب الناس تقلدني في الصح لكن في الغلط لأ”، تلك الجملة تحديدا قالها بالنص في حواره مع اليوتيوبر الإماراتي أنس بوخش في حواره معه ببرنامجه “abtalk”، أكثر الحلقات المصرية إشادة، حيث ظهر فيها ويجز بسيطا تلقائيا صريحا، كما كشفت الحلقة الكثير عن شخصيته المتمردة أيضا التي تفعل ما تريد لا ما يثير الجدل.

 

فويجز أكد أنه بدأ مؤخرا في استيعاب ما وصل إليه من شهرة، مما يشعره بالخوف من تقليده، فيقيده في الكثير من الأوقات في اختياراته لأنه لا يريد أن يتبعه أحد في الخطأ ويفضل أن يقلدوه في الصح، وفي نفس الحوار قال إنه كان طفلا مختلفا عن أشقائه فهو كان يفعل كل ما يقال له عنه لا، ليس لشيء سوى لرغبته في التجربة، مع التزامه بإرشادات والدته بالحلال والحرام والصح والخطأ، حيث قال إنه تربى على قواعد وليس حدود، أي أنه لا حدود له.

شخصية ويجز في الحوار، بجلسته كانت الأشد بساطة وتلقائية مع “بوخش” الذي قال له إن الضيف الأكثر صراحة وصدقا يصل للجمهور بلا مجهود، وقد صدق فالتعليقات على الحلقة كانت أغلبها لصالحه، ولم يعلق أحد أنه في لقاء أونلاين ببدلة رياضية و”كوتشي”، تلك الإطلالة ليست أغرب من إطلالته مع “بيج هاس” الذي كان معجب به بشدة مثل “بوخش” حيث ظهر معه بقميص مفتوح وعلى رأسه قبعة ملونة تشبه التي يرتديها البعض في المصايف.

في أغانيه أيضا، لم يظهر قط بملابس عادية، أغلبها إطلالات “غريبة” حتى البدل التقليدية التي اختارها للسجادة الحمراء للمهرجانات من قبل كانت غير تقليدية تماما، وذلك يشير إلى أنه يميل في اختياراته تلقائيا إلى تلك الاختيارات، سواء كانت تلك طريقته في التعبير عن نفسه، أو كانت طريقته في لفت الانتباه إليه، وفي كلا الحالتين إطلالاته تليق به، وبشخصيته، وإن كانت وجهة نظري الشخصية أنه لم يوفق في الأخيرة، ولكنها لم تخرج عن إطار شخصيته كثيرا، وهو ليس الأول في ذلك.

وفي حوار “ويجز” مع أنس بوخش أكد أنه حريص على تكوين فريق عمل معه مختص في الأشياء التي يجيد التعامل معها ومنها الملابس والمسؤول عن إطلالته بالفعل ليس هو بل برود أنتزوليس، ستايلست بدأ بالشهور معه مؤخرا، وهو 30 عامًا، ولد في قبرص ونشأ في دبي، ويميل هو الآخر للاختبارات غير التقليدية في ملابسه، وقال في تصريحات صحفية إنه عرض على ويجز أكثر من إطلالة واختار اثنتين، شعر أنهما ملائمتان له، أي أنه بالتأكيد على ما سبق قد اختار ما يناسبه.

ويجز ليس الأول..

 بشكل عام، فأغلب مقدمي الراب لا يرتدون ملابس تقليدية، فالشكل المتعارف عليه لمطربي الراب هي الملابس الواسعة “التيشيرت والبنطال” مع عدد من السلاسل والإكسسوارات، وقد تطور الأمر كثيرا مع البعض إلى حد المبالغة في الإكسسوارات مثل محمد رمضان، الذي خلق شكلا جديدا لملابس المغني الذي يقدم رقصات على المسرح، بالصدر المفتوح والإكسسوارات الكثيرة بشكل لافت، وقبله كان أحمد الفيشاوي عندما كان يغني راب، والذي اعتمد تكنيك آخر وهو الالتزام بالشكل التقليدي لملابس الرابر، ولكنه اهتم بالوشوم “التاتو” إلى الآن، وعالميا ذلك أمر معتاد عليه حتى بين فناني كوريا، وقد ارتدى أحدهم نفس إطلالة ويجز، الفارق الوحيد بينهما أنها كانت تناسبه أكثر من ويجز، وقبل الجميع كان مايكل جاكسون ملك البوب، فإطلالاته التي كان يعتمدها في حفلاته وظهوره بشكل عام لن تكن عادية أو تقليدية أبدا. 

ويجز الرابح الأكبر

على الرغم من كل الجدل القائم حول ويجز، لم ينبس ببنت شفة، فقد التزم الصمت، وقد ربح أيضا المعركة، فإذا ما كان اختياره رغبة شخصية بعيدة عن كل حسابات الترند ولفت الأنظار، أو العكس، فقد نجح في سحق منافسيه في الحفل، مروان بابلو وعفروتو، فكل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لم تلتفت لهما، حتى بعد ظهور صورهما في العمرة بعد الحفل، الأمر الذي يلاقي استنكارا دائما من الجمهور، ويجز نجح في التغطية عليه بأخباره.