بعد سيلفي الخشوع.. نصيحة أخيرة لـ مايان السيد

إيمان مندور

6 سنوات هي العمر الفني للفنانة الشابة مايان السيد، البالغة من العمر حاليا 24 عاما، والتي حققت منذ أن بدأت التمثيل في عام 2016 شهرة ونجاحا كبيرا بين النجوم والجمهور على حد سواء، فهي ممثلة جيدة وموهوبة، وتنضم لجيل مبشر مليء بالوجوه الشابة التي تليق بها النجومية، مثل رنا رئيس ونور النبوي ومحمود ياسين جونيور وغيرهم ممن اتخذوا خطوات فنية أولى مبشرة، وأثبتوا موهبة تزداد نضوجا بمرور الوقت.

نرشح لك:يوم الحداد الوطني في المكسيك.. موسيقى الحب في فيلم خيري بشارة

لكن لا شيء يكتمل على أفضل وجه إلا على نار هادئة، أو بمعنى أدق حين تكون الشهرة مبكرة للغاية فإن حدوث خلل مؤقت لدى الفنان يكون أمرًا واردًا ومنطقيا، ويصبح حينها بحاجة إلى توجيه ونصح وإرشاد كي لا يفقد بوصلة النجومية التي يستحقها.. وهو أكثر ما تحتاجه مايان السيد حاليا من بين كل زملاء جيلها.

الفتاة موهوبة وعفوية وتحمل ملامح مميزة لا يشبهها أحد، لكن تصرفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي تضعها دوما في مأزق مع الجمهور، أو حتى في حالة جدل عموما. فقبل 4 أشهر تصدرت التريند بسبب طريقة تصويرها، حيث تحرص في أغلب الصور على رفع ذراعيها عاريتين للأعلى. للإنصاف الأمر لم يكن تنمرًا من الجمهور بقدر ما هو معاكسة أو إعجاب بطريقة “بلدي” مبالغ فيها. كلا الطريقتين خطأ، لكن مايان تعامت مع الأمر باعتباره تنمر وتحرش، وردت بانفعال على ذلك، مما عرضها لانتقادات كثيرة.

المشكلة الحقيقية أن مايان تكشف كل ما لديها على السوشيال ميديا؛ تخرج في فيديو باكية لتتحدث عن تعرضها للتحرش في الوسط الفني لكن لا تكشف من المتحرش ولا تفاصيل القصة. تنشر صورها وهي تبكي في بعض المواقف لتتحدث عن فخرها بنفسها كونها امرأة تتحدى الصعاب. تتوجه للعمرة فلا تترك الهاتف من يدها أثناء أداء المناسك لتصوّر كل لقطة وكل تصرف، حتى دموع الخشوع والإيمان تصورها فيديو وتشاركها مع الجمهور.

والسؤال هنا: كيف يأتي الخشوع أونلاين أصلا؟ كيف تكون في لحظة قرب مع الله والفانز في نفس الوقت؟ الخشوع يأتي في حالات السمو عن الدنيا بما فيها ومن فيها لأجل الله وحده، وبالتالي لا يخطر على القلب “الخاشع بصدق” سوى الله في تلك اللحظة.. الله وليس الفانز أو فيديوهات السوشيال ميديا.

الأمر يشبه المذيعات اللاتي يخرجن من منزلهن قبل ساعات من التصوير، حتى يصلن مبكرا ويضعن المكياج في ساعات ويضعن كل شيء يجعلهن بأفضل إطلالات ممكنة، لكن حين تدور الكاميرا تبدأ في رثاء فلان أو علان وتبكي. لم تبك منذ أن كنت في منزلك، ولم تبك أثناء وضع المكياج ولم تبك على مدار ساعات حتى لا تفسد إطلالتك، فلماذا حضرت الدموع أمام الكاميرا؟.. الأمر هنا ليس عن المواقف المؤثرة التي تحدث على الهواء بشكل مفاجئ، لكن عن الترتيبات المسبقة للحظات تأثر لا بد أن نثبتها للجمهور.. لكن الجمهور لا يصدق ذلك بأي حال من الأحوال.

الخلاصة، لا بد أن يقوم شخص ما بنصح مايان السيد بالتركيز على موهبتها فقط، وإقناعها بذلك، بعيدا عن الدخول في صراعات الفيمنستات مع الجمهور، أو توثيق كل اللحظات على السوشيال ميديا، أو الدخول في دائرة التصرفات المثيرة للجدل للفت الانتباه، لأنها ليست بحاجة لأمور تثير بها انتباه الجماهير كي تحصد انتشارا وشهرة ونجومية.. فموهبتها تكفي وزيادة.