في نهاية 2021.. أفلام أجنبية عليك مشاهدتها

علياء طلعت
بعد أيام ينتهي عام سينمائي آخر، تاركًا خلفه عددًا مهولًا من الأفلام التي عرضت سواء في دور السينما التجارية أو المهرجانات السينمائية أو المنصات الألكترونية، استمتعنا بالكثير منها بالتأكيد، لكن قليل منها ما سيبقى في الذاكرة بعد عقد من الآن.

ما يطرح سؤلًا حول ماهية المكون السحري في بعض الأفلام التي تجعلها تدوم وتتحول إلى كلاسيكيات حديثة، بينما تذوي الأخرى في العدم بمجرد مرور 12 شهرًا على عرضها؟ هل الاهتمام بالتقنية والصورة، أم الأصالة أم لغة المخرج السينمائية أم حشد النجوم المشاهير؟ أترك لكم هذه القائمة من أفلامي المفضلة الأجنبية في 2021 ربما نستنتج سويًا لماذا حازت هذه الأفلام ليس فقط على اهتمامي لكن كذلك النقاد والمشاهدين من حول العالم.

Drive my car
في 2021 عٌرض للمخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي فيلمين، حصلا على جوائز من كبرى المهرجانات العالمية، هما “Wheel Of Fortune and Fantasy” الحائز على الدب الفضي من برلين السينمائي، و”Drive My Car” الحائزة على جائزة أفضل سيناريو والفيبرسي من مهرجان كان السينمائي.

تميز الفيلم بطابع ملحمي هادئ، قدم لنا رحلة الخلاص من الحزن والبحث عن العزاء التي يخوضها مخرج في منتصف العمر بعد فقدانه زوجته وانتقاله إلى هيروشيما لإخراج مسرحية الخال فانيا لتشيكوف، حيث يحمل هذا النص المفاتيح الضرورية لفتح بابًا جديدًا على مستقبله.

The Power of the Dog

استطاعت المخرجة “جين كامبيون” في هذا الفيلم وضع يدها على أساس مهم في نوع الويسترن/ الغرب الأمريكي السينمائي، هذا العالم الذي تسوده قيم الذكورة، لكنها كشفتها كذكورة مسممة وهشة فأعادت تقديم النوع بصورة أكثر شبابًا وحيوية وحزنًا.

الفيلم مقتبس من رواية بذات الاسم، وبطولة بيندكت كمبرباتش وكريستين دينست، وعٌرض لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي ليفوز بجائزة الدب الفضي لأفضل إخراج، وفيه أخوين يعيشان بمزرعتهما العائلية، تدربا على يد راعي بقر قاسي وفج، ليقرر أحدهما أن يتخذه مثلًا أعلى أيا كانت التضحيات التي تهشم روحه، بينما أدار الآخر لطريقته في الحياة ظهره على الرغم من اتهامه الضمني والمتكرر من أخيه بالضعف والخنوثة غير المقبولة في هذا العالم العنيف.

One Second
عودة مرة أخرى للسينما الآسيوية، وهذه المرة مع المخرج الصيني زانغ ييمو وفيلمًا عن سحر السينما كمهرب آمن وسعيد من عصف الأيام الصعبة، عُرض الفيلم في مسابقة مهرجان برلين السينمائي.

تدور أحداثه خلال حقبة الثورة الثقافية الصينية، عندما يهرب سجين فقط لمشاهدة ابنته لمدة ثانية واحدة بالنشرة التي تسبق عرض فيلم سينمائي في قرية صينية صغيرة، ولكن تزداد رحلته صعوبة عندما تُسرق إحدى “بوبينات”/ علبة الشريط السينمائي الخاص بالفيلم، ويخوض مغامرة لإنقاذها مع باقي سكان القرية الذين يعيشون في ظل حكم شيوعي مرعب، وهذا العرض السينمائي هو المتعة الوحيدة في حياتهم.

يمثل الفيلم الطريقة الآسيوية المميزة في نقد السلطة والحكم السياسي الشيوعي لكن بأذكى صورة ممكنة، فيجد المشاهد نفسه يفكك المشهد السياسي بشكل طبيعي لأنه السبب الحقيقي وراء كل هذه التداعيات التي يعيشها البطل والسكان.

Memoria
ميموريا أو الذاكرة واحد من أهم الإسهامات البصرية بين أفلام 2021، عمل فانتازي حول ماهية الكون والحياة على هذا الكوكب، من إخراج وإنتاج وتأليف المخرج التايلاندي أبيشاتبونج ويراسيتاكول وبطولة تيلدا سوينتون وعُرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي وقدمته كولومبيا ليمثلها في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم دولي.

يبدأ الفيلم بالبطلة تسمع دوي لصوت مجهول وحدها، ولكن بعيدًا عن التفسيرات الطبية والمنطقية تبدأ في رحلة للبحث عن مصدر ما ورائي لهذا الصوت في رحلة تستكشف فيها ذاتها وعالمها، ليقودها البحث حتى قصة الخلق ذاتها، لتجد لنفسها آخيرًا مكانًا في هذا الكون الفسيح.

The Worst Person in the World
ماذا يحدث لو استسلم كل إنسان لنوازعه الشخصية، تخلى عن القواعد والضوابط الأخلاقية والخلقية التي تهذب وحشيته الأنانية، وتجعله يفكر في عواقب أفعاله، وتأثيرها على الآخرين؟ من هذه الفرضية يبدأ فيلم “أسوأ شخص في العالم” الذي نتعرف فيه على البطلة جولي التي لا ترغب سوى في إيجاد السعادة أيا كانت الدروب التي عليها أن تسلكها، لكن يظل هناك سيف مسلط على رقبتها، وهي أن تتحول إلى أسوأ شخص في العالم!

الفيلم من إخراج خواكيم ترايير وعٌرض في مهرجان كان السينمائي، والذي فيه فازت الممثلة ريناتي رينسف بجائزة أفضل ممثلة، وقدمته النرويج ليمثلها في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم دولي.

Spencer
معالجة جديدة لحياة أميرة القلوب اللايدي ديانا سبنسر، هذه المرة من إخراج بابلو لارين وبطولة كريستين سيتوارات، وينتهج لارين في هذا العمل نفس الطريقة التي قدم بها حياة السيدة جاكلين كيندي زوجة الرئيس الراحل جون كينيدي، فبدلًا من تقديم قصة حياة الشخصية بشكل تقليدي ركز الفيلم على فترة زمنية قصيرة تشهد تحولات درامية ونفسية للأميرة.

كثف فيلم سبنسر حياة الأميرة ديانا في ثلاثة أيام فاصلة خلال عطلة عيد الميلاد الأخيرة التي قضتها مع الأسرة المالكة، قبل أن تتخذ قرار الانفصال، حيث تتصارع مع شكوكها في الاستمرار بالعلاقة في ظل المناخ العائلي المسموم، ومخاوفها من التحول إلى ضحية جديدة لهم خاصة مع شبح آن بولين الملكة الإنجليزية القديمة التي ضحى بها زوجها هنري الثامن ليتزوج من امرأة أخرى، نفس الخطر الذي تتعرض له ديانا مع الأمير تشارلز وعشيقته كاميلا باركر.

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، وترشحت كريستين سيتوارت لجائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثلة ومن المتوقع ترشيحات أخرى في جوائز البافتا البريطانية والأوسكار.

 

بالإضافة إلى القائمة الصغيرة السابقة يمكن أن نضم فيلم “Happening” الفائز بالأسد الذهبي، وفيلم “TITANE” الفائز بالسعفة الذهبية، كإثنين من أهم الأفلام السينمائية التي ربما لم يستوعبهما العالم أهميتهما بعد، لكن سيكتب اسمهما في التاريخ كعلامة على مدى التغيرات التي أحدثتها الحركة النسوية العالمية في السينما.