أبي أحمد.. من نوبل للسلام إلى مجرم حرب

قليل من القادة هم من عاشوا وقائع سقوطهم من ذروة المجد والتكريم وإلى قاع الإجرام والنبذ، ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي حصل قبل عامين فقط على جائزة نوبل للسلام، وتحول في غضون 3 سنوات من زعيم حصد أرفع الجوائز إلى مجرم حرب، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج اليوم.

الخطأ الذي وقع فيه رئيس الوزراء الإثيوبي هو إخفاقه في التعامل مع الانقسامات العرقية العميقة داخل إثيوبيا، فبعد عزله دولياً من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أصبح مستقبله السياسي على المحك، خاصة في ظل معارضة مسلحة ترفض بقاءه في السلطة وتهدد بالوصول إلى العاصمة.

نرشح لك: أحمد موسى يطالب بسحب جائزة نوبل من رئيس وزراء إثيوبيا


حصل أبي أحمد على جائزة نوبل للسلام بعد توقيعه معاهدة لإنهاء الجمود الذي أعقب الحرب مع أريتريا، في خطوة لاقت ترحيبا أمريكيا وأوروبيا، باعتبار أنها خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار والديمقراطية في المنطقة التي تشهد اضطرابات مستمرة، لكن مسيرة أبي أحمد الإصلاحية تعثرت بشكل واضح، وهو أمر لا يقتصر على استيلاء الجبهة الشعبية لتحرير تيغري على مساحات شاسعة من الأراضي، بل تكمن الخطورة في التحول لحرب أهلية مع انضمام جيش تحرير أورومو.

يقول ويليام دافيسون كبير محللي إثيوبيا بمجموعة الأزمات الدولية، إن رئيس الوزراء الإثيوبي ورث دولة هشة، وكان التعامل مع قضايا مثل مطالب الأورمو القومية والاحتجاجات التي أوصلته للسلطة تحدي كبير، والتعامل مع هذا التحدي يتطلب الكثير من المهارة السياسية أثبت عدم امتلاكه لها.

دافيسون الذي طرد من إثيوبيا بقرار حكومي دون تفسير، أكد أن أبي أحمد سعى لإنشاء حزب حول نفسه، واستبعاد أي شخص لديه آراء مختلفة مع إعادة إثيوبيا إلى نظام يتم فيه تجريم المعارضة، فيما حذر رجل أعمال إثيوبي من “حمام دم” بسبب الانقسامات العرقية، في وقت نشرت الأمم المتحدة فيه تحقيقا اتهم القوات الحكومية وكذلك جبهة تحرير تيجراي بارتكاب انتهاكات ترقي إلى جرائم حرب، خلال الصراع الذي دام ولا يزال مستمراً.