مؤمن المحمدي يكتب: عشري صاحب صاحبه ..ألف مشهد ومشهد (48)

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

هو عشري بـ يحب حورية؟

زرزور وعرفناه، إبراهيم الأبيض وعرفناه، إنما عشري، بـ يحبها؟

أعتقد لو سألنا عشري نفسه (مش عمرو واكد) السؤال ده، هـ يقول لك: ما أعرفش. عشري ما عندوش إجابة على السؤال، ولا عنده إجابة عن أي سؤال، ويمكن كمان ما عندوش أسئلة، محتاجة إجابات.

المؤكد بـ النسبة إن عشري بـ يحتقر حورية، وشايفها بنت جزمة ما تستاهلش، هو معندوش مانع إنه صاحبه يحبها، وهو الصاحب ليه عند صاحبه إيه؟ مع إنه مستغرب إنها “حورية حورية يا إبراهيم”. وعشري صاحب صاحبه “كنبتك حلوة يا عشري”.

أصلا حكاية إبراهيم الأبيض مروية على لسان العشري، يمكن لـ إن أجمل صورة ممكن تاخدها عن إبراهيم، هـ تاخدها منه، هو اللي معجب بيه، وحافظ تعاليمه، وعارف عاداته، وبـ ينقلهالنا “إبراهيم ما يخافش إلا من الغشيم”.

يمكن كمان لـ إن عشري نفسه شايف الدنيا من خلال إبراهيم، هو النموذج البيور لـ صديق البطل، بـ الذات في بلادنا. العلاقة بين إبراهيم وعشري هي العلاقة بين الرئيس ونائبه، المهندس ومساعده، رئيس التحرير ومدير التحرير، ….. إلخ إلخ.

قائد ذكي موهوب طموح جريء من بين الناس يصطفي الشخص النيجاتيف بتاعه في كل ده، وبـ تبقى معياره الوحيد في الاختيار ده، إن الشخص ده بت يحبه، بت يتماهى معاه، بـ يسمع كلامه، مستعد يعمل عشانه أي حاجة، بس فـ النهاية كلمة “عشري” الحازمة من إبراهيم، كفيلة بـ إن الكلام يموت، وما نسمعش غير آمين.

فـ عشري بـ يحب إبراهيم، وبـ يحتقر حورية/ الحياة، وهي ما تهموش إلا بـ مقدار ما تهمه إبراهيم، هو لو عليه أهو مقضيها بـ أي حاجة. علشان كده عشري ما نجحش فـ أي حاجة.

بس احتقار عشري لـ حورية، ما يمنعش رغبته فيها، يعني هي جت عليه، ومن المشاهد المحورية فـ الفيلم، صراع عشري مع حورية، في مشهد طويل اتصور بـ زوايا مدهشة الحقيقة، الصراع ده، والطريقة اللي اتحسم بيها، كان نقطة تحول القصة الرئيسي مش أي حاجة تانية.

من بعد هزيمة عشري قدام حورية، سقط، بـ الأحرى عرف إنه ساقط، وفاشل، والحكاية بقت مسألة وقت، وكل شيء هـ ينهار، هو ما فشلش بس مع حورية، هو فشل إنه يحافظ على صاحبه، وفشل إنه يخونه، فشل إنه يعلم على نفسه، وفشل إنه يقول لـ إبراهيم، وفشل إنه يخبي عليه، وفـ الآخر فشل حتى فـ الانتحار.

واتضح إن إبراهيم الأبيض مسنود على عشري، جايز مش بـ يعمل حاجة، جايز مش مؤثر، لكنه فـ النهاية عمود الخيمة، لما انهار، كل حاجة انهارت معاه، كل اللي زعل إبراهيم بس إنه مكنش يحب تمنه يكون خمس بواكي: “خمسة شوية على إبراهيم الأبيض يا عشري”.

المشهد اللي إبراهيم اكتشف فيه الحكاية أكتر من موجع، نسخة جديدة من مشهد بدران مع أدهم الشرقاوي، نسخة أعمق كتير، لما إبراهيم لقى الزرازير ماليين القهوة اللي استدرجوا ليها عشري، فـ قال له: “بعتني بـ كام يا صاحبي؟” ساعتها كوباية الشاي وقعت لا إراديا من إيد عشري، ومعاها وقعت حاجات كتير، وأنا قلبي اتخلع فـ الوقعة دي.

من أول لحظة كان دور عشري لـ عمرو واكد، وبـ النسبة لي ده دور عمره، ذاكر الشخصية بـ كل أبعادها وتفاصيلها ومستوياتها، كان عارف إمتى المفروض يبقى دمه خفيف فـ يخليك تبتسم (مش تضحك)، وإمتى تخليك تتأثر، وعمل كام مشهد مع نفسه من غير كلام، من غيرهم الفيلم يقل كتير، خصوصا مشهدين: الأول وهو بـ يعور وشه، لـ إنه بـ يأدي من خلال مراية مصدية معفنة، وقادر ينقل لك كل الانفعالات، والتاني طبعا وهو ماسك السلكتين، ورايح ينتحر فـ البانيو.

هل عشري كان بـ يحب حورية؟

يا أخي تولع حورية بـ جاز وسخ، ويعيش عشري، وتعيش كنبته

كنبتك حلوة يا عشري.

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يواصل رحلة توثيق إبراهيم الأبيض ..ألف مشهد ومشهد (47)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (46)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (45)

 مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (44)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (43) ..صفي الدين محمود الصانع

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (42) معسكر التدريب

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (41) ماكينزي .. أهلا بـ المعارك

.