"الطاحونة الحمراء".. عرض مصري برؤية سينمائية بنكهة برودواي

قدمت فرقة القاهرة المسرحية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة العرض المسرحي "الطاحونة الحمراء"، العرض مستوحى من قصة الفيلم الفرنسي الشهير Moulin Rouge للسيناريست بازلورمان، والذي يتناول رحلة كرستيان الشاعر الإنجليزي الذي جاء لباريس لينصهر مع الثورة والحرية، وهناك يجد حياة مختلفة في ملهى الطاحونة الحمراء، ويتعرف على الراقصة ساتين التي ينافسه على قلبها الدوق.

على الرغم أن فيلم Moulin Rouge من أشهر الأفلام الموسيقية الاستعراضية وترشح لـ8 ترشيحات من جائزة الأوسكار وفاز بجائزتين منهم أفضل تصميم أزياء وأفضل تصميم إنتاج، إلا أنني دائمًا كنت أرى أن هناك مشكلة في البناء الدرامي للشخصيات، وأن الفيلم اعتمد على الإبهار البصري وفقد فكرة أن تصدق روح الأحداث والأشخاص، هذا ما استطاع أن يصنعه العرض المسرحي "الطاحونة الحمراء" بداية من النص المسرحي، تأليف أحمد حسن البنا ودراماتورج وأشعار أحمد زيدان.

الكلمة المُغناة منصهرة مع حجر أساس العمل "النص المسرحي"


اهتم صُنّاع كتابة العمل من تأليف ودراماتورج بالبناء الدرامي لكل شخصية والاهتمام بتفاصيلها، ودمج الحوار بتجانس شديد الحرفية مع الأشعار المُغناه ممزوجة بالموسيقى.

تسلسل الأحداث وفكرة أنه يُدخلك الطاحونة الحمراء في البداية للتعرف عليها ثم يبدأ يكشف لك كمتفرج عن أبطالها ونقط ضعف وقوة كل شخصية، كل شخصيات العرض لها دور واضح واساسي حتى الشخصيات التي تظهر مشاهد معدودة.

الدراما مكتوبة بدقة وكل خط درامي منسجم مع ما قبله وما بعده، هناك انصهار للاحداث وتناغم ملحوظ، ما عدا مشاهد الإعتراف أو الصلاة في الكنيسة، وخاصة المشهد الأخير، "كارولين" المرأة الخمسينية التي تعمل في الطاحونة الحمراء ودائمًا ما تشعر بالذنب ولديها رغبة في العودة إلى الله، مشهد الصلاة في الكنيسة، والذي يعبر عن أنها رحلت من الطاحونة وذهبت للكنيسة، أراه مبتور ويحتاج أن يكون أكثر صدقًا وبساطة وتصديقًا، وان يتم وصله مع الأحداث بشكل حسي غير مباشر، مع ما قبله وما بعده، فعلى صعيدٍ آخر هناك مشهد عبقري، "تولوز" من الغجر الذين ساعدوا "كريس" أن يذهب للطاحونة ويتعرف على "ساتين" التي أعجبته عندما ذهب للطاحونة للمرة الأولى، هذا الغجري يقف في عمق المسرح في المنتصف وعلى يساره في العمق يحاول الدوق أن يحصل على "ساتين" جسديًّا ولكنها تقاوم بعد حبها لـ"كريس" وعلى يمين المسرح في المقدمة يقف "كريس" قليل الحيلة متألم وكأنه يشعر بما يحدث بين الدوق وحبيبته وعلى يسار المسرح في مقدمته تقف "كارولين" تتضرع إلى الله وتُصلي، وفي منتصف المسرح مشهد راقص يجمع ما بين "ماريا" و"روجيه"، هذا المشهد صامت لا يتحدث فيه إلا الغجري ويُغني "كريس" في نهاية المشهد، جميع الممثلون اعتمدوا على التعبير الحسي، وهذا ما كنت اقصده في مشاهد الكنيسة فكرة التواصل بين الاحداث وتقديمها بصدق يصل للمتفرج بشكل غير مباشر، وهذا ما شعرت أنه حدث بالفعل في نسخة المسرحية التي تم تقديمها في المهرجان الأقليمي، والذي أضطر صناعه أن يحذفوا بعض المشاهد أو يكثفوها، ليلتزموا بالوقت المسموح به وهو 90 دقيقة، ومدة العرض ما يقرب من 125 دقيقة، عندما تم هذا التكثيف ظهر مشهد رحيل "كارولين" من الطاحونة إلى الكنيسة صامت، هذا كان أكثر تعبيرًا وأعطاني نفس المعنى، ولكن في المجمل بعيدًا عن هذا المشهد كنت اتمنى أن لا يكون هناك مدة محددة للتقييم، لأن على الرغم أن العرض مدته تزيد عن الساعتين إلا أنك لن تشعر للحظة بالملل.

الموسيقى تتصدر البطولة وتصنع حالة راقصة مع الكلمة المُغناه


استطاع زياد هجرس صاحب الرؤية الموسيقية والتأليف الموسيقي للعرض، ان يؤكد بالطاحونة الحمراء أنه لم يحصل بالصدفة على جائزة أفضل تأليف موسيقي في الدورة الماضية من المهرجان القومي للمسرح المصري عن عرض "أوليفر"، شاهدت لزياد ثلاث مسرحيات موسيقية أولها "أوليفر" ثم "النور" ثم "الطاحونة الحمراء"، كل عرض فيهم له لونه وموسيقته التي لا تشبه تمامًا الآخر، زياد يصنع موسيقى "تفصيل" وأكثر ما يميز زياد ان كل ذلك "لايف" وصل اتقان الموسيقيين، كمان: كريم قاسم وعمرو فاروق وسيف عبدالمطلب ومحمود سلامة وادريان، وعلي التشيلو: أحمد ايهاب وأحمد سامح، بيانو آدم أيمن، إيقاعات محمد عمران، وساكسفون: إسلام قدري، وحرفيتهم مع قيادة زياد إلى درجة أن الموسيقى بدت كما لو كانت مسجلة سلفًا في استوديو صوت، فلم يعلو صوت آلة على الأخرى ولم تؤثر على صوت الممثلين وكان هناك تناغم واضح بين الموسيقى الحية وآداء الممثلين، سواء وهم يقولون الحوار أو يغنوه، في الحالتين الموسيقى تنصهر معهم أين ما كانوا، تواجد العازفين وزياد على المسرح داخل أحداث المسرحية بطبيعة أن العرض يدور داخل الطاحونة أضاف كثيرًا للعرض.

اجاد زياد هجرس في اختياره لأصوات الممثلين وتدريبهم بشكل احترافي لا يجعلك تشعر للحظة بنشاذ في أي مشهد مُغنّى.

التعبير الحركي والاستعراضي ينافس على البطولة

الاستعراضات التي صممها محمد بحيري نافست بقوة مع الموسيقى على بطولة العرض، الحركة متجانسة ومنضبطة لا تشعر للحظة أنها دخيلة على الأحداث أو مفتعلة، والراقصون مدربون بحرفية تظهر بشكل واضح على المسرح.

مكياج سينمائي برؤية مسرحية

سواء جلست في الصف الأول او الأخير في المنتصف أو على الأطراف، فسترى تفاصيل ودقة المكياج الذي قدمه رامي جمال الشهير بـ "مشمش"، استطاع أن يقدم على خشبة المسرح مكياج سينمائي برؤية واضحة يراها مُشاهد المسرح، ففي مشهد جلد شارل لماريا تفاصيل الجلد على جسدها واضحة تفصيليًّا حتى لو كنت تجلس في الصف الأخير، كذلك مشهد ضرب حارس الدوق لكريس وفي لحظة نجد كريس شفتاه تنزف دمًّا، لونه وقوامه حقيقي وغير مفتعل.

إضاءة ساحرة عالجت عادية الديكور


مصمم الإضاءة أحمد أمين تعامل مع الإضاءة على انها عصا سحرية عندما يتم وضعها على الشيء يتغير شكله، هذا ما صنعه أمين مع الصورة البصرية التي من المفترض أن تُبنى على ثلاثة عناصر أساسية "السينوغرافيا" الديكور والملابس والإضاءة، في عرض ميوزيكال والطاحونة الحمراء التي قُدمت من قبل فيلمًا سينمائيًّا كان مبني على الإبهار البصري، كنت اتمنى أن ارى هذا الإبهار بشكل حي، ولكن أمين استطاع بإضاءته المختلفة والمنضبطة والمرنة مع الأحداث أن يضيف كثيرًا للديكور الذي أراه عاديًّا، خاصة في نسخة العرض قبل عرضه في المهرجان الاقليمي.

ديكور وملابس عاديين يتحولا للأفضل في الأقليمي

الإبهار البصري عنصر مهم وأساسي في المسرح وخاصة في العروض الميوزيكال والاستعراضية، نهاد السيد مصممة الأزياء والديكور أجادت في تصميمها لسترة "شارل" صاحب الطاحونة، اهتمت بتفاصيل السترة ولونها ووضع تطريز لتفاصيل الطاحونة على ياقة السترة، كذلك ملابس "الدوق" مناسبة جدًا للشخصية، وملابس الغجر بتصميمها وألوانها العشوائية مناسبة لطبيعة الشخصيات، وملابس "كريس" وفقت في اختيارها إلى حدٍ ما، من حيث اللون والتصميم.

وبالذهاب إلى ملابس الفتيات، لم توفق مصممة الملابس في اختياراتها لملابسهن، كذلك لم توفق في اختيارها لملابس الراقصين والراقصات، من حيث الألوان والتصميم.

في النسخة الأولى للعرض قبل عرضه في المهرجان الأقليمي كان هناك مشهد مغنية الطاحونة تُغني في منتصف عمق المسرح وهي شابة ثلاثينية بجسد أنثوي "كرفي" ترتدي فستان أحمر اللون، وفي منتصف مقدمة المسرح تقف كارولين السيدة الخمسينية والتي تحاول أن تظهر أنوثتها المتهالكة جسديًّا ونفسيًّا من الصراع بين عملها كعاهرة داخل الطاحونة وبين رغبتها في الغفران والعودة إلى الله وكانت ترتدي فستان أخضر، والفستانين نفس التصميم، بعد مناقشتي مع مصممة الملابس ومخرج العرض في الرؤية التي وصلتني تأكدت أن ما وصلني في هذا المشهد لم يقصدوه تمامًا، ولكن ما صنعوه بدون قصد أعطى للفستانين روحًا ورؤية، فكرة أن المرأة الشابة ترتدي أحمر بكل ما يحمله هذا اللون من أنوثة وقوة واستغناء يجعلنا نشعر أن الممثلتين كأنهما امرأة واحدة، الأحمر في مرحلة الشباب، والأخضر في مرحلة النضج والوعي، اللون الأخضر ينم عن العودة إلى الفطرة والإصلاح والغفران، وهذا ما كانت تحمله شخصية "كارولين".

أما الديكور، كنت انتظر ابهارًا بصريًّا أكثر من ذلك، هو ديكور عادي، ربما تكون الإمكانيات لها عامل في ذلك، ولكن من وجهة نظري الإمكانيات ليست عائقًا وهناك امثلة كثيرة في المسرح تؤكد على ذلك، حصلوا على جوائز من مهرجانات داخل وخارج مصر بإمكانيات ضعيفة ولكن الرهان كان على الفكرة.

في نسخة العرض في المهرجان الأقليمي، الديكور تحول حرفيًّا بمجرد لمسات من ستائر ونجف واكسسوارات اعطوا للديكور روح اكتملت مع الإضاءة المرنة التي تحدثت عنها سابقًا، كذلك ملابس الفتيات التي اختلفت بشكل كبير في هذه النسخة، مع انني كنت اتمنى أن يظل الفستانين الأحمر والأخضر أصحاب التصميم الواحد، كان لدي بعض الاعتراضات على "ذيول الفساتين" والتي لا اراها مناسبة مع المسرح، ولكن الفساتين في هذه النسخة أفضل بكثير من النسخة الأولى للعرض.

الأحذية النسائية في النسخة الأولى من العرض لم أراها موفقة تمامًا ماعدا حذاء ساتين، الذي ربما اتقبل أن يكون "فلات" لانها ترقص في أغلب المشاهد، ولكن في نسخة الأقليمي انبهرت حرفيًّا بالأحذية خاصة الحذاء الفضي الخاص بكارولين، ذو الكعب العالي المتناسب مع تناقضات شخصيتها.

هذا الاختلاف في الديكور والملابس والاحذية جعلني بالتأكيد اسأل عنه، وعلمت أن هناك ممثل في العرض اسمه روجيه ميخائيل الذي يعمل في الاساس ستايليست هو من أضاف هذه اللمسات الجمالية المبهرة، تحت إشراف مصممة الديكور والملابس.

تمثيل منحوت باحترافية


الممثلون أجادوا جميعًا بشكل احترافي، منهم من تستطيع أن تطلق عليه مصطلح "مشخصاتي" ومنهم التسكين الصحيح من المخرج يجعلك تراه منحوت على الشخصية التي يقدمها، حتى الذين يظهرون مشاهد معدودة لا نستطيع أن نراهم غير أساسيين، كل شخصية على المسرح تؤدي دورها على أكمل وجه، ولا يمكن حذفها أو الاستغناء عنها.

الممثلون: عمرو آمين، حازم الزغبي، نهى مندور، كان تسكينهم صحيح، وقطب محمد مساعد "شارل" ومدى صدق تأثره في مشهد الجلد، وانفعالاته كانت تجمع ما بين خوفه من "شارل" وإشفاقه على "ماريا".

أما ميرنا موسى وراماج ذواتا الصوت الساحر، غناؤهما منضبط والعُرب في مكانها الصحيح، كذلك أحمد أبوالغيط "حارس الدوق" مشهد ضربه لـ"كريس"، قدمه بحرفية شديدة وإيقاع حركي منضبط، وروجية ميخائيل الذي كانت طلته مختلفة بستايل ملابسه وآداؤه المختلف المناسب لدوره، ومحمد أبو علي الذي لفت الأنظار له بضحكة مميزة غير مصطنعة ولكنها حلية أضافت للشخصية.

نرشح لك: أشادت بالمهرجان.. ليلى علوي تحضر عرض "مقسوم" بمهرجان هوليوود للفيلم العربي

محمود متولي "كريس"

"كريس" محمود متولي مشخصاتي شامل، راقص وممثل ومُغني يمزج هذه العناصر في كيان تمثيلي واحد، قدم دوره بحرفية شديدة وتميز في أداؤه الحركي، يشعرك في بعض المشاهد أن جسده مخلي من العظم، أشبه بقطعة الصلصال التي تتشكل مع المشهد.

رحاب حسن "ساتين"

ملامحها العصرية الممزوجة بين الشرقية والغربية أضافت للدور وأعطته لمسة "مصري" ممثلة شاملة آداءً ورقصًا وغناءً، كنت اتمنى أن تكون امرأة ذات قوام أنثوي صريح مع الاحتفاظ برشاقتها، وأن تكون في منتصف الثلاثينات أو في بداية الأربعينات، ولكن أدائها التمثيلي المتميز جعلني اتغاضى عن أمنياتي.

محمد أمين "شارل"

ستايله وأداوة المتميز يلفت نظرك من الوهلة الأولى، مشهد جلده لماريا منضبط بشدة، كأنه مشهد سينمائي محكم بكل تفاصيله، وكذلك المشهد الذي تعرفنا من خلاله على كيف أصبح شارل بهذا القبح اللا أخلاقي، أجاده بحرفية شديدة.

ضياء الصادق "الدوق"

طلته الأولى على المسرح بستايله المميز، يخطف نظرك من الوهلة الأولى، وتجد نفسك تلقائيًّا تقول من هذا "المشخصاتي"، قدم مباراة تمثيلية احترافية في مشهد جمعه بـ"شارل" وهو يخبره من خلال أغنية أنه ليس دوقًا ساذجًا ليعطيه كل هذه الأموال بدون مقابل، وبرع ضياء في مشهد صامت، بداية بدخوله بزجاجة الخمر وهو سكران في إضاءة حمراء، وهو يتفرج على ضرب حارسه لـ"كريس"، على الرغم أنه لم ينطق بكلمة واحدة في هذا المشهد إلا أنه قدمه بحرفية جعلتني وكأنني اسمع حوارًا كاملًا من مجرد ملامحه وتعبيرات جسده.

مريم جبريل "ماريا"

مرة أخرى مشهد الجلد، ولكن هذه المرة هي من تم جلدها من "شارل"، حركتها منضبطة جدًا لدرجة أنها جعلتني أشعر بمشاعر ألمها كأنني أنا من يتم جلدي وأنا جالسة على مقعدي، سعدت أنها لم تتعاطف بشكل كامل مع "ساتين"، عندما علمت بمرضها، اظهرت في هذا المشهد جزءًا من ما تبقى لديها من إنسانية ولكنها ظلت محتفظة بمشاعر كرهها "لساتين"، استطاعت أن تُشخّص شخصية المرأة الغيورة الحقودة بإتقان شديد، وفي لحظة تجعلك تتعاطف معها في مشهد الجلد.

"الغجر" عبد الرحمن بودا وأمنية النجار ومحمد صفاء وتامر فؤاد

رباعي متكامل كل منهم له نكهة خاصة مستقلة قادرة على أن تتجانس مع النكهات الثلاثة الأخرى، مشاهدهم الغنائية الاستعراضية مبهجة واستطاعوا خلالها أن يظهروا قدراتهم التمثيلية والغنائية والاستعراضية، خط درامي مهم في الحكاية قدموه بروح كوميدية، واثبتوا أن الكوميديا قادرة على أن تظهر قدرات الممثل، دون أن تحصره في الأداء الضاحك فقط.

هالة محمد "كارولين"

تسكين موفق من مخرج العرض لـ هالة محمد التي قدمت شخصية "كارولين"، فهي مناسبة للدور من حيث أدائها الكلاسيكي إلى جانب أنها فيزيكال ملائمة جدًا للدور، مشاهد الكنيسة كانت تحتاج أداء صادق أكثر وبساطة في التعبير.

إخراج منضبط وتسكين صحيح


أجاد مخرج العرض حسام التوني في تسكينه للممثلين، كل شخصية يلبسها الممثل كأنها "متفصله عليه"، الحركة والكُتل المسرحية منضبطة، أرى أن التوني في هذا العرض اعتمد على إبراز قدرات الممثل أكثر من الإبهار البصري، الذي لم أراه بالشكل الذي كنت اتمناه كما ذكرت سابقًا، ولكن عنصر التمثيل الميوزيكال في العرض عوض ذلك، وقدم التوني "الطاحونة الحمراء" برؤية سينمائية بروح المسرح وتفاعله الحي.

يجب أن أشير إلى عنصر هام في العرض المسرحي وهو المخرج المنفذ، مع كل ليلة عرض يظهر مدى المجهود الذي بذله المخرج المنفذ أسامة جميل وفريق عمله من المخرجين المساعدين.