تقرير: "تلفزيون الواقع" يؤدي إلى نفور الجمهور من المسلسلات

محمد إسماعيل الحلواني

تسيطر الأنماط الشخصية التي يسميها علماء النفس “الثالوث المظلم” على شخصيات تلفزيون الواقع.

وترتبط هذه السمات عادةً بأنماط شخصية سلبية مثل ادعائهم بأحقيتهم في أشياء ليسوا جديرين بها، والخداع، ونقص التعاطف، والتلاعب وهي سمات أصبحت شائعة بين الفنانين في البرامج الواقعية، والسبب الرئيسي هو قدرة هذه الأنماط على اجتذاب معدلات مشاهدة كبيرة نظرًا لبراعة الصراع النفسي في العزف على وتر مشاعر المشاهدين وإثراء السياق الدرامي.

نرشح لك: نيويورك تايمز ترشح لقرائها 7 عروض بودكاست

 

تحذير للعلامات التجارية

ولكن الدكتورة باميلا روتليدج، مديرة مركز أبحاث علم النفس الإعلامي وعضو هيئة التدريس ببرنامج علم النفس الإعلامي في جامعة فيلدنج الأمريكية، حذّرتْ الشركات والعلامات التجارية حذرة من العواقب الوخيمة والآثار الضارة لاختيار أشخاص ينتمون لهذه الأنماط الشخصية السلبية لتمثيلها.

وأضافت روتليدج أن شخصيات الثالوث المظلم تؤدي على المدى الطويل إلى نفور جمهور المشاهدين من المسلسلات وبالتالي من المنتجات التي يقف وراءها رعاة تلك المسلسلات.

ولفتت إلى أن جين شاه من ربات البيوت الحقيقيات في مدينة سولت ليك سيتي، لم تكن أول من يلقى القبض عليه من نجوم تلفزيون الواقع بتهمة الاحتيال وقد لا تكون الأخيرة.

تعتقد روتليدج أنه قد آن الأوان للنظر إلى تلفزيون الواقع بطريقة مختلفة فهو نوع من الخدع في حد ذاته. قد يكون غير مكتوب، لكنه ليس حقيقة.

ومن بين العوامل التي تدفع نجوم تلفزيون الواقع للاحتيال أو خداع الآخرين والحرص على الظهور في برنامج واقعي في نفس الوقت، حصولهم على فرصة تضمن لهم الظهور في أسوأ حالاتهم وهو عامل مهم في دفعهم لارتكاب أنشطة إجرامية.

في حين أن هؤلاء النجوم يمكن أن يحظوا بالكثير من الاهتمام بسبب شخصياتهم المتميزة، فإن هذا التقلب الشديد بين ما يظهرون عليه على الشاشة وبين ممارساتهم في الحياة الواقعية يجعلهم أكثر خطورة بالنسبة للعلامات التجارية بصفتهم مؤثرين: فلا أحد يعرف أبدًا متى ينحرفون أو يخرجون عن المسار السوي.

الخيط الرفيع

يشترك الممثلون والمحتالون في إظهار الطاقة ولديهم قوى إقناع ممتازة ، وفي حين يظل هدف الممثلين التسويق لأنفسهم لكي يحصلوا على دور في عمل درامي ترفيهي، يستغل المحتالون مهاراتهم في تصدير صورة مرغوبة ومحبوبة عن أنفسهم لزيادة ثقة الآخرين فيهم قبل أن يضربوا ضربتهم وفي نفس الوقت يبذلون جهدًا كبيرًا في التستر على نواياهم الحقيقية.

الثالوث المظلم

تشير الدراسات النفسية إلى أن أكثر المحتالين نجاحًا لديهم ثلاث خصائص شخصية متشابهة ومتداخلة في كثير من الأحيان تُعرف باسم “الثالوث المظلم” والتي تزيد من قدرتهم على الإقناع، وهي السيكوباتية والنرجسية والميكافيلية وفقًا لموقع Psychology Today.

عادةً ما ترتبط النرجسية بالشعور بالتفوق والاستحقاق وإشباع الأنا. وتتجلى الميكافيلية في التلاعب والتركيز على المصلحة الذاتية والمكاسب الشخصية، في حين يُظهر السيكوباتيون الاندفاع والميول المعادية للمجتمع. يمكن أن تتجمع هذه السمات معًا لتشكيل شخص يتصرف باستمرار لمصلحته الذاتية ، ويفتقر إلى التعاطف ولا يندم على الإطلاق.

وعلى الرغم من اختلاف الدوافع والتكتيكات، إلا أنه من الشائع للشخص الذي يتفوق في انتهاك الأعراف الاجتماعية والكذب والغش والبلطجة أن تجتمع في شخصيته خصال متعددة تنتمي بدرجة أو بأخرى إلى الثالوث المظلم.