مفتي الجمهورية: النبي لم يختن بناته

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن من الأدلة على أن ختان الإناث ليس له أساس من المشروعية أن النبي (ص) لم يختن بناته رضي الله عنهن، ولم يثبت أنه أمر به، رغم ثبوت تفاصيل دقيقة عن المأكل والملبس والزينة في البيت النبوي الشريف.

أضاف “علام” خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج “نظرة” المذاع على قناة “صدى البلد”، مساء الجمعة، أنه ثبت أنه أمر بختان الذكور، وختن الحسن والحسين، مضيفا: “ولو كانت الأنثى كالذكر في ذلك لفعله مع بناته وأمر به، فترك النبي (ص) الختان للإناث يدل على المنع، ويؤيد هذا حديث أم عطية، على فرض ثبوته، فإنه (ص) بيَّن لها طريقة الختان؛ ما يعني أنها كانت تعالج حالة خاصة”.

نرشح لك: المفتي: إجبار المرأة على الزواج دون رضاها يخالف الشرع

 

أكد مفتي الجمهورية على وجوب قصر ختان الإناث على حالات الضرورة العلاجية، التي يحددها الأطباء المتخصصون، وهي حالات قليلة للغاية، فالنص الشرعي يؤصل ويهدف لعدم المساس بجسد الإنسان إلا بمبرر طبي، وهو أمر يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق. مردفا: “هناك الكثير من العلماء كالإمام الشوكاني وغيره شككوا في صحة أحاديث ختان الإناث، فضلًا عن أن كل الأبحاث الطبية أكدت الضرر البالغ لهذه العملية”.

أوضح المفتي أن غالبية الأطباء والبحوث والدراسات المعتمدة تقول بضرر ختان الإناث، وعند النظر لأماكن ممارسته في العالم نجدها مناطق معينة ومحدودة؛ ما يبرهن على أنها ثقافة وعادات، وكما هو معلوم فإن الشرع الشريف لا يوافق على العادات التي لا يؤيدها الشرع أو التي تتعارض أو تتصادم مع العلم والطب الحديث”.

أشار إلى إن ختان الإناث ليس قضية دينية تعبدية في أصلها، لكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، وأن للختان قراءتين: قراءة تراثية، وأخرى عصرية. مؤكدا على أن الدار أوصت وأكدت منذ وقت بعيد أن ختان الإناث من العادات والتقاليد لا الشعائر الدينية، وأن المطلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بمنع الختان بسبب أضراره الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء؛ فرجوع علماء الشرع لقول المتخصصين في مختلف المجالات هو فهم للواقع ومن سعة الأفق والاجتهاد.

لفت مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء المصرية تفاعلت إيجابيًّا ومبكرًا، مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن المؤسسات الطبية المعتمدة، والمنظمات الصحية العالمية المحايدة، التي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث”. مؤكدا على أن حديث أم عطية الخاص بختان الإناث ضعيف، ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية، وعلى فرض صحته فيُحمل على حالات الضرورة العلاجية، التي يحددها الأطباء المتخصصون، وهي حالات قليلة للغاية.