لوحة للتغريدات الساخرة عن كورونا تتحول لأحد مقتنيات متحف لندن

محمد إسماعيل الحلواني

قد تبدو وسائل التواصل الاجتماعي في جوهرها سريعة الزوال، على سبيل المثال: لا يستمر عرض القصص على فيسبوك وإنستجرام أكثر من 24 ساعة قبل إيداعها بالأرشيف، ولكن يبدو أن إدارة متحف لندن عازمة على كسر هذه القاعدة.

قررت إدارة المتحف استخدام رسائل فردية وتغريدات لبعض سكان لندن من أجل توفير سياق تاريخي يشرح الظروف السائدة في المجتمع البريطاني أثناء جائحة كورونا.

نرشح لك: بفضل المشاهير.. أغلفة المجلات الأمريكية تقاوم الطوفان الرقمي

أعد المتحف لوحة تجمع 13 تغريدة لسكان لندن تمت مشاركتها أثناء إجراءات الإغلاق الأولى، في إطار مشروع بعنوان “على التريند – Going Viral”. وحدد البحث الذي نشره “تويتر – المملكة المتحدة في أغسطس 2020 سبع أنماط سلوكية ظهرت أو تسارعت أثناء إجراءات الإغلاق.

ذكر متحف لندن في إعلانه عن هذه المجموعة الأخيرة أن التفاعل عبر السوشيال ميديا كان تجربة مشتركة بالغة الأهمية للملايين خلال أزمة فيروس كورونا، والتي قد يكون لها آثار طويلة المدى على طريقة تواصل المجتمعات الشخصية والمهنية لسنوات مقبلة.

وصف المتحف مشروع “على التريند” بأنه “استجابة سريعة في شكل مبادرة لجمع المقتنيات الرقمية، وتركز المبادرة على جمع النصوص والمنشورات الكوميدية والفكاهية والكوميكس الساخرة ومقاطع الفيديو والصور” التي انطلقت إلى “التريند” بسرعة كبيرة على تويتر.

كان معيار اختيار المقتنيات الرقمية وتصنيفها على أنها تنتمي إلى “التريند” هو أن يكون المحتوى “تمت مشاركته” أو “الإعجاب” به أكثر من 30000 مرة.


أكد فوتيني أرافاني، أمين المعرض الرقمي بمتحف لندن: “لطالما كانت الفكاهة والسخرية سمة متأصلة في سكان لندن، لكنها استخدمت بشكل خاص كآليات للتكيف عبر التاريخ في أوقات الأزمات والصعوبات”.

أضاف أرافاني: “لم تكن جائحة كوفيد-19 متناقضة مع الخيال أو الإبداع أو التعليقات اللاذعة التي توحدنا بينما نراعي إجراءات التباعد الاجتماعي”.

ويسعى مشروع “مقتنيات كوفيد، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة في أبريل 2020، إلى أن يعكس حياة سكان لندن خلال أزمة كوفيد-19 للاحتفاظ بسجل ثري يمكن الأجيال القادمة من سكان لندن من التعرف على هذه الفترة الاستثنائية من تاريخ المدينة وتاريخ العالم وفهم تفاصيلها.