بفضل المشاهير.. أغلفة المجلات الأمريكية تقاوم الطوفان الرقمي

محمد إسماعيل الحلواني

شقت أغلفة المجلات طريقها إلى عناوين الأخبار مرة أخرى. وكانت صورة نائبة الرئيس كامالا هاريس على غلاف مجلة “فوج” أحدث غلاف جذب انتباه القارئ الأمريكي على نطاق واسع وتتوقع دراسة أجراها معهد بوينتر لمستقبل الصحافة أنه لن يكون الأخير.

وذكر رؤساء التحرير الذين أجرى معهم موقع معهد بوينتر حوارات أن السياسيين والمشاهير مهتمون بشكل استثنائي بما إذا كانت صورهم ستوضع على غلاف المجلات، ويؤكد رؤساء التحرير أن نفس السياسيين والمشاهير لا يهتمون بظهورهم على الويب أو على الشبكات الاجتماعية أو في التطبيقات أو في أي نوع من الوسائل الرقمية بقدر اهتمامهم بالظهور على غلاف مجلة مطبوعة.

نرشح لك: واشنطن بوست: صحف محلية أمريكية تتهم فيسبوك وجوجل بتدميرهم


ومن الواضح أن الأشخاص البارزين يعرفون قوة غلاف المجلة. وذكرت “مونيكا مانسو”، ناشرة مجلة “بيبول أون إسبانيول” أن الوعد بظهور الصورة الشخصية على غلاف المجلة المطبوعة كان في بعض الشروط الأساسية لموافقة أشخاص مهمين على إجراء حوار حصري معهم.

وأكد رئيس تحرير المجلة، أرماندو كوريا، أن أحد المشاهير وافق على إجراء حوار حصري بشرط مسبق وهو أن تظهر صورة طفلة على غلاف المجلة.

وأحدث ظهور كامالا هاريس مرتدية الجينز وحذاء رياضية على غلاف عدد فبراير 2021 لمجلة “فوج” موجة تسونامي من التعليقات على السوشيال ميديا، بل واتهامات للمجلة بأنه تساهم في إظهار عدم الاحترام لنائبة الرئيس بسبب نشر صورتها غير الرسمية.

أفكار خارج الصندوق

يتساءل البعض عن سبب عدم قيام فوج بعمل غلاف متعدد أو غلاف مقسّم -أي نشر أغلفة مختلفة لنفس العدد- لنائبة الرئيس.

ولا تعد الأغلفة المتعددة والأغلفة المقسمة لنفس العدد من المجلة فكرة جديدة. فهناك مجموعة من المجلات يعود تاريخها إلى عام 1963 بأغلفة متعددة وأخرى مقسمة.

في ذروتها، كان لدى مجلة “ردبوك” أغلفة متعددة، واحد لنسخ المشتركين وآخر للنسخ المطروحة للبيع بأكشاك بيع الصحف. فهناك أفكار تنجح في جذب انتباه المشترين في أكشاك الصحف وتقودهم إلى شراء المجلة. وهذا التركيز الإضافي ليس ضروريًا للمشتركين الذين لديهم بالفعل علاقة قوية لسنوات مع المجلات.

ويستمر هذا التريند اليوم بقوة، وتعد مجلة InStyle مثالاً ممتازًا. ويحمل أحد الأغلفة المتعددة صورة للممثلة والمخرجة ريجينا كينج، بينما حمل غلاف نسخ أكشاك الصحف صورة أخرى لنفس الممثلة.

وفي يناير 2021، حمل غلاف مجلة InStyle صورة الرئيس السابق باراك أوباما على غلاف نسخ المشتركين، وصورة الممثلة جودي كومر، على نسخ كشك الصحف.

لكن سؤالاً جديدًا يطرح نفسه في العصر الرقمي.. هل يجب أن يكون هناك غلاف آخر لترويض وحش السوشيال ميديا؟

تعرف السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب، بالتأكيد قوة غلاف المجلة لأنها كانت عارضة أزياء محترفة لسنوات عديدة. ولكن بصفتها السيدة الأولى، لم تمنح هذه الفرصة خلال السنوات الأربع التي قضتها في البيت الأبيض. وتساءل تقرير معهد بوينتر عما إذا كان هناك تواطؤ بين رؤساء التحرير لتجاهل ميلانيا، أم أن الأمر ينبع من خوف المجلات من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي؟

لا يزال غلاف المجلة المطبوعة أداة قوية، عندما حمل غلاف مجلة تايم صورة الرئيس السابق دونالد ترامب كشخصية العام في عام 2016، كان سطر الغلاف: “رئيس الولايات الأمريكية المنقسمة”. ومع ذلك، عندما اختارت التايم الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس كشخصية العام 2020، كان سطر الغلاف يقول “قصة أمريكا تتغير”.

ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن قادرة على إجبار رؤساء تحرير المجلات على تغيير رأيهم وإنتاج أغلفة لتهدئة جمهور الشبكات الاجتماعية.