فيس بوك ينتقد "المعضلة الاجتماعية" المعروض على نتفليكس

محمد إسماعيل الحلواني

أصبحت شركة فيس بوك أولى منصات التواصل الاجتماعي التي تنتقد عرض فيلم “المعضلة الاجتماعية” للمخرج جيف أورلوفسكي على نتفيلكس.

جاء ذلك بعد أن قدّم الوثائقي المصنوع باحترافية شديدة للجمهور حالة مُقنعة للغاية مفادها أن كافة الشبكات الاجتماعية تستخدم سلطتها بشكل غير مسؤول، وتساهم في تقسيم المجتمع بمعلومات مضللة تنتهي بالإدمان، وتساهم في كل شيء من الإبادة الجماعية إلى التحريض على الانتحار.

نرشح لك : “المعضلة الاجتماعية”.. هل خرجت السوشيال ميديا عن السيطرة؟


وفي رد تصويبي، اعتبرت شركة فيس بوك الوثائقي مثالاً حيًا “للنظر إلى قضية الشبكات الاجتماعية من منظور ضيق، ومعالجة القضية بشكل غير عادل، ومحاولة تقديم منصات التواصل الاجتماعي ككبش فداء لمشاكل موجودة بالفعل في المجتمع ولم تخلقها منصات التواصل”، وقالت الشركة إن الوثائقي يعتمد على الإثارة لإثبات وجهة نظر صانعيه.

ذكرت مجلة Edex Live أن وثائقي “المعضلة الاجتماعية” أحدث موجات عالمية من ردود الفعل حول تأثير الشبكات الاجتماعية على حياة البشر ومستقبل البشرية.

قالت فيس بوك في بيان من صفحة واحدة: “بدلاً من تقديم نظرة دقيقة على تفاصيل عمل شركات تكنولوجيا التواصل، فإن الوثائقي تعمد تقديم نظرة مشوهة لكيفية عملنا بهدف تقديمنا كـ”كبش فداء” للمشكلات المجتمعية الصعبة والمعقدة”.

تابع البيان: “لقد تجاهل صانعو الفيلم وجهات نظر ورؤى العاملين حاليًا في شركات التكنولوجيا كما لم يتضمن آراء أي من الخبراء الذين يتبنون وجهات نظر مختلفة للرواية التي طرحها الفيلم. كما أن صانعي الفيلم لا يعترفون – بشكل نقدي أو غير ذلك – بالجهود التي تبذلها شركات التكنولوجيا بالفعل لمعالجة العديد من المشكلات. وبدلاً من ذلك، اعتمد الفيلم على تعليقات أولئك الذين ابتعدوا عن “مطبخ” شركات التكنولوجيا ولم يكونوا في داخلها منذ سنوات عديدة”.

وركزت انتقادات فيس بوك التي جاءت في بيان من صفحة واحدة، ونشرتها فيسبوك على سبعة نقاط أثارها أورلوفسكي وهي: الإدمان والذكاء الاصطناعي والخوارزميات والبيانات والاستقطاب والانتخابات والمعلومات المضللة.

شاهد الجمهور فيلم “المعضلة الاجتماعية” لأول مرة على نتفيلكس في يناير 2020. وأشار “كريس لندال” في تقرير نشرته مجلة IndieWire إلى أن الفيلم بينما يغطي مجموعة مذهلةً من الموضوعات والتشعبات، تتمثل إحدى النقاط الرئيسية التي تم تناولها في فيلم أورلوفسكي، باستخدام المقابلات مع المديرين التنفيذيين التقنيين السابقين، في أن نموذج الأعمال الذي تتبناه منصات الشبكات الاجتماعية وهو في الأساس جذب انتباه المستخدمين لأطول فترة ممكنة ثم بيع مقل عيونهم للمعلنين، وهذا التحليل حرفيًا هو ما رجح حدوثه “يارون لانير”، عالم الكمبيوتر الأمريكي.

وقال لانير: “إنه التغيير التدريجي الطفيف، غير المحسوس في سلوكك وإدراكك، فأنت تتحول إلى السلعة والمنتج، لا شيء آخر على الطاولة يمكن أن نسميه المنتج. هذا هو الشيء الوحيد المتاح أمامهم لكسب المال: إنهم يعتمدون على تغيير عاداتك ومفاهيمك ومبادئك وكيف تفكر، بل وتغيير هويتك”.

ورفض بيان فيسبوك النقاط التالية والتي أثارها الوثائقي:

– إن فيسبوك عبارة عن منصة مدعومة بالإعلانات، مما يعني أن بيع الإعلانات يتيح لنا أن نوفر للآخرين القدرة على الاتصال مجانًا.

– يسمح هذا النموذج للشركات الصغيرة ورواد الأعمال بالنمو والتنافس مع أكبر العلامات التجارية من خلال إيجاد عملاء جدد بسهولة أكبر.

– ولكن حتى عندما تشتري الشركات الإعلانات على فيسبوك، فإنها لا تعرف من أنت.

– نزود المعلنين بتقارير حول فئات الأشخاص الذين يشاهدون إعلاناتهم وكيفية أداء إعلاناتهم، لكننا لا نشارك المعلومات التي تحدد هويتك الشخصية ما لم تمنحنا إذنًا.

– نحن لا نبيع معلوماتك أو بياناتك لأي شخص. يمكنك دائمًا رؤية “الاهتمامات” المخصصة لك في تفضيلات إعلانك.

– وإذا كنت ترغب في إلغاء أو حذف حسابك على فيسبوك، فالقرار النهائي هو قرارك أنت.

– تصوير الخوارزميات والذكاء الاصطناعي على أنها تقنيات “مجنونة “قد يكون مناسب تمامًا للأفلام الوثائقية القائمة على أساس نظرية المؤامرة ولكن الواقع أقل إمتاعًا بكثير.

 

نرشح لك: “المعضلة الاجتماعية”.. وثائقي نتفليكس يكشف كيفية استغلال “السوشيال ميديا” لمستخدميها