التهمة تأليف كتاب.. تفاصيل التحقيق مع أربعة أثريين بمنطقة الخارجة

إسلام وهبان

في واقعة غريبة من نوعها، تم تحويل عدد من الباحثين ومفتشي الآثار بمنطقة الخارجة الأثرية للتحقيق، وذلك بعد تأليفهم لكتاب عن “معبد هيبس” بالوادي الجديد، الأمر الذي أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

نرشح لك: 30 كتابا للصحفيين خلال 2020


الواقعة بدأت حينما قام مدير المنطقة الأثرية بالخارجة، محمد إبراهيم أحمد، برفع مذكرة لتحويل كل من: علي محمد كبيش، كبير مفتشي آثار المخزن المتحفي بالخارجة، ومحمد عبد العظيم حسنين، مفتش آثار معبد هيبس، ود. عادل عبد الحميد عبده، مدير ترميم آثار الخارجة، ومحمد حسن جابر، مفتش آثار الخارحة، للتحقيق معهم واتهامهم باستغلال وظائفهم لتأليف كتاب عن معبد هيبس، وتصوير الأماكن الأثرية دون أخذ التصاريح اللازمة، وزعمه سطوهم على أرشيف المنطقة الأثرية وخيانة الأمانة.

 

 

واللافت أنه لا يوجد نص قانوني واضح، يحظر على الباحثين الأثريين تأليف كتاب في مجال تخصصهم، أو عن منطقة عملهم، فيقول د. أحمد بدران، أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، في تصريح خاص لإعلام دوت كوم، إنه يحق لأي أثري بخلاف عمله الإداري والوظيفي أن يكون له نشاط علمي وبحثي، وأن المنطقة أو المكان الأثري الذي يعمل به هو الأولى بهذا الجهد البحثي، مشيرا إلى أنه لا يوجد حجر على البحث العلمي في أي مجال، لكن من الضروري أن يقوم الباحث بالتواصل مع الجهات المعنية بإدارة النشر العلمي بوزارة الآثار لتقديم الدعم اللازم وإخراج الكتاب بالشكل اللائق، لكن لا يجوز لأي مدير منطقة أن يمنع أحد الباحثين عن ذلك، بل يجب أن يدعمه ويحفزه على ذلك.

 

 

وقد علم إعلام دوت كوم، من مصادر مطلعة أن الأربعة باحثين، قد أرسلوا طلبا للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، للإحاطة بقدومهم على تأليف كتاب عن معبد هيبس، وطلب تدقيق كل ما ورد فيه من معلومات ومراجعتها من قبل إدارة النشر بوزارة الآثار، الأمر الذي يؤكد على توجه الباحثين للقنوات الشرعية لنشر كتابهم.

المصادر أوضحت أيضا أن الباحثين الأربعة استندوا في تأليف كتابهم لعدد كبير من المصادر والمراجع الموثقة والتي من بينها كتاب “الصحراء المصرية.. جبانة البجوات في الواحة الخارجة” للعالم الأثري الكبير أحمد فخري، وغيرها من المراجع المتوفرة بالمكتبات المواقع الأثرية والمواقع المتخصصة في الآثار عبر شبكة الإنترنت، وهذا ما يخالف ما ورد في اتهامات مدير المنطقة لهم باستغلالهم لأرشيف المنطقة الأثرية وخيانة الأمانة.

لم ينسب الباحثين في كتابهم أي جهود لترميم منطقة آثار الخارجة، أو أي جهود تطوير تمت بالمنطقة كما يزعم مديرها، كما أنهم وجهوا الشكر في مقدمة كتابهم للمنطقة الأثرية والجهود التي بذلها القائمين عليها، لكن هل لا بد أن يشكروا بالاسم مدير المنطقة؟! وهل توجيه الشكر نفسه يكون بتوجيه آيات العرفان لأسماء بعينها، أم بإظهار هذه الجهود والكتابة عنها والتعريف بها في مثل هذه المؤلفات؟!

حتى الآن لم يقم الباحثين الاربعة بنشر الكتاب بشكل فعلي، رغم أنه لا يوجد تهمة في نشره، فقد قاموا فقط بطباعة عدد من النسخ الأولية لتجميع المادة المكتوبة ومراجعتها وعرضها على الجهات المختصة وليس لنشرها ولا بيعها ولا لتحقيق مجد شخصي كما يتهمهم مدير منطقة آثار الخارجة، ليبقى السؤال مطروحا.. هل تأليف الكتب والأبحاث العلمية تهمة بحق أصحابها تستوجب التحقيق؟! وما الضرر الواقع على المنطقة الأثرية ومديرها إذا قام مجموعة من الشباب بتأليف كتاب يحمل أسمائهم وليس منسوبا إلى المنطقة؟!