طارق الشناوي: الغائبات الثلاث!

من الذى يملك القرار فى حضور أو غياب نجم؟ إنه الجمهور، سوف تقرأ كثيرا من التبريرات: «ابتعدت لأن السوق ردىء»، سواء كان ممثلا أو مخرجا أو كاتبا، فى العادة لا أحد يعترف بالحقيقة، ورغم ذلك فإن الغياب من الممكن أن يتحوّل إلى قوة دفع على شرط القراءة الصحيحة للواقع، هناك دائما أسلحة الدفاع عن النفس التى تنشط فى لحظات الضعف، وتبدأ بإنكار الحقيقة وحتى إشعار آخر.

البعض فى حالات نادرة يغيب بإرادته مثل يحيى الفخرانى، الذى لا يزال إحدى الأوراق الرمضانية الجاذبة، وهو هدف لشركات الإنتاج، لكنه منذ 6 سنوات اختار أن يحضر عاما ويغيب عاما، بينما نور الشريف بسبب ظرفه الصحى الطارئ غاب عامين، محمود عبد العزيز علاقته بالدراما التليفزيونية لم تكن أبدا دائمة، التى تعنى إطلالة رمضانية سنوية بقدر ما هى أقرب لزيارة خاطفة، وقام بالزيارة العام الماضى فى «جبل الحلال».

هل غياب يسرا وليلى وإلهام هو قرار خاص بهن أم أنه السوق؟ تستطيع أن ترى إرادة السوق، حيث لم يعد الطلب بنفس الإلحاح، خصوصا أننا نرى فى نفس التوقيت صعود أسماء أخرى، صاروا طقوسا رمضانية، وعلى الفور فإن الوجه الآخر للصورة هو فى اختفاء أسماء راسخة، تلك هى سنة الحياة، وهذه هى شريعة الحياة الفنية.

ويظل عادل إمام يحمل لغزا، استمرار عادل حتى لو لم يقدم الجديد أو الباهر لا أستطيع أن أجد له مبررا سوى أنها إرادة جماهيرية تسبق المنطق، عادل إمام يعتلى القمة الرقمية، ليس لدىّ تفسير موضوعى، فهو مثلا هذه المرة فى «أستاذ ورئيس قسم» يعيش أضعف حالاته الفنية، لكنك قبل نهاية رمضان سوف تقرأ أنه تعاقد على المسلسل الرمضانى الخامس، الذى يكتبه أيضا يوسف معاطى، وهذه المرة سوف يعود إلى ابنه رامى مخرجا، وإذا كان أجر عادل قد ارتفع إلى 35 مليونا فإنه فى رمضان 2016 سوف يصل إلى 40 مليونا ليصبح النجاح الرقمى هو السلاح الباتر الذى يشهره فى وجه المعترضين، فهو مساحة من الحضور لدى الجمهور لا تخضع لأى معيار منطقى، وتنطبق عليه الحكمة الشعبية القديمة التى تجدها فى بيتَى الشعر: «مَلِكُ الملوكِ إذا وَهَبْ/ لا تَسْأَلَنَّ عن السببْ/ اللهُ يرزقُ مَن يشاءُ/ فَقِفْ على حَدّ الأدبْ».

ظهور عديد من النجوم يؤثر بالطبع على الخريطة، وهذا العام فقط انضم إلى البطولة المطلقة ثلاثة، هم: طارق لطفى (بعد البداية)، وعمرو يوسف (ظرف أسود)، وحسن الرداد (حق ميت)، كما أن محمد رمضان موجود منذ العام الماضى بعد «ابن حلال»، ورغم ذلك فهذا لن يؤثر على بقاء عادل إمام معتليا القمة، بينما فى البطلات لدينا نيللى كريم وغادة عبد الرازق ورانيا يوسف ومى عز الدين وهيفاء وهبى ومنة شلبى، وانضمت هذا العام دنيا سمير غانم. غابت هند صبرى هذه المرة، لكنها حاضرة بقوة على المائدة الرمضانية، الخريطة ليست كادرا ثابتا، فهى دائمة التغيير، النجمات الثلاث الغائبات مأزقهن مع اختلاف الدرجة هو الثبات فى الاختيار، يكررن نفس النوع، وعندما يلتقين مع مخرج أو كاتب ينتمى إلى هذا الجيل يردن منه أن يفصل فستانا دراميا على مقاسهن. تابع مثلا يسرا مع تامر حبيب مؤلفا وخالد مرعى مخرجا، قدما لها نفس البضاعة الدرامية التى تعودت عليها فى «شربات لوز»، بينما مثلا تكتشف أن مرعى بعيدا عن يسرا يقفز فوق السور مع الكاتب محمد أمين راضى وآخرها «العهد»، المخرج خالد الحجر مع ليلى علوى يقدم لها «فرح ليلى»، لكنه بعيدا عنها قدم قبل سنوات حالة أكثر عصرية فى «دوران شُبرا»، الرقص على الإيقاع الدرامى الجديد هو الحل، فهل يسرا وليلى وإلهام على استعداد للرقص؟

نقلًا عن “جريدة التحرير”

اقرأ أيضًا:

تعرف على أطول 5 فواصل إعلانية في رمضان 2015‎

الذكرى السنوية الأولى لمنع مسلسل “أهل إسكندرية”

سباق مقاطع المسلسلات الساخنة بين TeN والحياة

20 ملاحظة على إعلان بيبسي الجديد

 للمرة الأولى رامز جلال بدون “ماسك” بسبب باريس هيلتون

لهذه الأسباب لم ننبهر بإعلان بيبسي

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا