ليه لأ.. ورش الكتابة واللعب بمشاعر المشاهد

مسلسل ليه لأ
إسلام وهبان

رغم عدم لحاقه بالموسم الرمضاني الماضي، استطاع مسلسل “ليه لأ” الذي أخرجته مريم أبو عوف، وأشرف على كتابته مريم نعوم، أن يلفت الأنظار إليه منذ الحلقات الأولى لعرضه على منصة “شاهد.نت”، وتصدرت العديد من مشاهده وأحداثه الترند عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال يونيو الجاري.

نرشح لك: تحكُّم أم “عالية” في “ليه لأ” ديكتاتورية أم خوف؟.. هالة صدقي تجيب


المسلسل من بطولة أمينة خليل ومحمد الشرنوبي، وهالة صدقي، ومريم الخشت، وهاني عادل، وعدد من الوجوه الشابة، وتدور أحداثه حول فتاة تقرر التمرد على أمها، ورفض الزواج بشكل تقليدي، والاستقلال عن أهلها والعيش في شقة مستقلة، لتتكشف لها الحياة بصورة مختلفة.

ولا يمكن إنكار الحالة التي خلقها المسلسل والتي ساعدت في وصوله لشريحة كبيرة من المشاهدين خاصة الأوساط الشبابية، وذلك لعدة أسباب أهمها أنه عرض رقميا عبر منصة “شاهد.نت” قبل عرضه تلفزيونيا، كذلك تقديمه في 15 حلقة فقط، وهو ما يتفق مع توجهات هذه الفئة العمرية التي تفضل عدم التطويل في الحلقات، وعدم وجود فقرات إعلانية مرهقة، وهو ما يجعله يقترب مما يشاهدونه عبر تطبيقات البث الرقمي العالمية مثل “نتفليكس” وغيرها، فضلا عن مناقشة العديد من القضايا التي تهم الشباب وتحديدا الفتيات مثل حرية المرأة والعنوسة وتأخر سن الزواج، ونظرة المجتمع للفتاة التي تقرر الاستقلال عن أهلها والحياة بمنزل آخر قبل الزواج، إلا أن صناع المسلسل لم يحاولوا أن يقدموا صورة قريبة من الواقع خلال مناقشتهم لهذه القضايا، بل قدموا صورة “من زمن تاني”.

بالتأكيد رسالة الفن هو أن يسمو بروح المشاهد، وأن يصل به إلى صورة أفضل من الواقع العبثي الذي نعيشه، وأن يكون هناك جزء خيالي أو غير واقعي بالعمل الدرامي، لكن من الصعب أن تناقش قضايا هامة وملحة بشكل غير واقعي، أو لا يراعي ولو نسبة معقولة من حقيقة المجتمع، وكأنك منفصل تماما عن حياته، أو تبيع الوهم للمشاهد!!

فالجميع يعلم أن فن التمثيل هو لعبة يعلم كلا طرفيها أنهما لا يقدمان الحقيقة كاملة ويرضى كل طرف بذلك، فمن الطبيعي أن يقبل المشاهد فكرة هروب البطلة التي تقوم بدورها الفنانة أمينة خليل، في عقد قرانها في اللحظات الأولى من المسلسل، وترفض الزواج من شخص لا تحبه، وفرضته عليها والدتها، لكنه من غير الطبيعي أن يجدها المشاهد بعد أيام ترغب في المشاركة في مسابقة، من شروطها أن تترك منزل والدتها وتعيش في شقة بمفردها!!

وبفرض تجاوزنا هذه النقطة، فالمسلسل لم يعرض مدى الصعوبات التي قد تواجهها فتاة جميلة وأنيقة، حين تنتقل للحياة في شقة في وسط البلد بمفردها، فلم يعرض مثلا مشهدا واحدا عن معاكسات الشباب لها خلال سيرها بشوارع وسط البلد، ولم يقدم صورة عن المعاناة التي قد تواجهها الفتاة للبحث عن عمل جديد. بالطبع لأصدقاء عاليا دور كبير في مساعدتها، لكن لم أشعر في أي مشهد بمدى المعاناة التي قد تحكيها كل فتاة مغتربة أو مضطرة للسكن بمفردها لظروف عمل أو غيره.

أيضا فكرة الحياة في منطقة وسط البلد، رغم محاولة صناع مسلسل “ليه لأ” أن يبرزوا بعض معالم المنطقة من خلال السير في شوارعها ليلا، أو الأكل من المطاعم الشعبية مثل مطعم “دهب”، لكن لم يظهر المسلسل مظاهر الحياة الحقيقية بوسط البلد، مثل الكافيهات والمقاهي الشعبية، أصوات رمي الزهر، كلاكسات السيارات، الزحام وحركة المرور البطيئة في أوقات الذروة، وغيرها من المظاهر التي لا يمكن لأي ساكن بهذه المنطقة أن يشاهدها أو ينغمس فيها مع الوقت، حتى أبناء الطبقات الأرستقراطية يحبون أن يستمتعوا بالجلوس على المقاهي مع أصدقائهم.

قد تكون مريم أبو عوف، قد نجحت في خلق عمل درامي شبابي مميز، بعد تجربة فيلمها الكوميدي الشبابي “بيبو وبشير”، واستطاعت أن تقدم عملا تلفزيونيا يعتمد بشكل أساسي على نجوم شباب، وخلق حالة خاصة من خلال العلاقات التي تجمع بين الأبطال، مثل علاقة أمينة خليل بصديقتها مريم الخشت، أو علاقة أمينة خليل بابن عمها صدقي صخر، أو أمها هالة صدقي، أو علاقتها بمحمد الشرنوبي، أو العلاقة العاطفية بين شيرين رضا وعمر الشناوي الأصغر منها سنا، وجميعها علاقات تعكس الكثير من التفاصيل والمعاني وتطرح العديد من التساؤلات، لكن في الوقت ذاته هناك أزمة في معالجة هذه الشخصيات وعلاقتها ببعضها دراميا.

حتى العلاقة العاطفية التي نشأت بين “عاليا” و”حسين”، رغم بهجتها وجنونها، إلا أنها تصدر صورة نمطية لعلاقات الحب، “نظرة فابتسامة فخروجة فدلال فسقوط في الحب”، فلم نجد صراعا بين عقل وقلب فتاة تحاول أن تثبت ذاتها، بعد أن تركت أهلها وخسرت مصدر رزقها، ورفضت الزواج من شخص تقليدي، وفي الوقت ذاته تجد شابا لطيفا وجذابا لكنه مرتبط بأخرى، فقط أراد صناع المسلسل أن يصدروا صورة رومانسية أشبه بالمسلسلات التركية، والحب بلا أسباب وبدون مقدمات، فقط تصرفات مجنونة ومشاهد تستفز مشاعر المراهقين وتجعلهم يحلمون بعلاقات مشوهة كهذه، لا يمثل الحب في نظرها سوى لحظات مجنونة ونظرات حالمة!!

غني تركي يا لوسي 🤣Share لو مش بتعرف تغني تركي

Geplaatst door ‎Mohamed El Sharnouby – محمد الشرنوبي‎ op Vrijdag 26 juni 2020

بلا شك أن المسلسل خطوة جيدة نحو أعمال درامية تعيد الشباب للدراما المصرية، ويناقش العديد من القضايا التي تشغل بالهم، ويظهر تشوها كبيرا في المجتمع والأسرة المصرية، لكن هذه الأعمال الفنية بمثابة المشرط الجراحي، تحتاج إلى حساسية شديدة في كتابتها ومناقشتها لأنها تؤثر بشكل كبير في عقول الشباب وتخلق صورة عن الحياة التي يرغب أن يكُن عليها بشكل أو بآخر، فهل تراعي ورش الكتابة الأسلوب والطريقة التي تناقش بها هذه الموضوعات؟ ليه لأ!!

يخرب بيت جمالهم! رأيكم إيه بالثنائي الجميل ده؟ تابعوا تفاصيل قصة عاليا وحسين في #ليه_لأ أولاً وحصرياً على http://onshahid.net/6180Gz38K#ShahidVIP

Geplaatst door Shahid op Zaterdag 20 juni 2020

 

مسلسل ليه لأ