تحكُّم أم "عالية" في "ليه لأ" ديكتاتورية أم خوف؟.. هالة صدقي تجيب

رباب طلعت

مزيج من الانتقادات ما بين الحب والخوف، الحنان والتسلط، الطيبة والقسوة، ومحاولة السيطرة على الأبناء وإجبارهم على الانصياع للأوامر وما تخفيه وراءها من إحساس صادق بـ “أنا شايفة أن ده لصالحك”، مبررة بأن: “أنا شيفاكي لسة الطفلة الصغيرة”، و”أنا عايزة أطمن عليكي”، وغيرها من المشاعر المتداخلة المكونة لشخصية “سهير”، التي تقدمها الفنانة الكبيرة هالة صدقي في “ليه لأ” بطريقة أقرب ما تكون للواقع، بل هي واقع أمهات كثيرات، نعرفهن جيدًا، بنفس الملامح ونفس الشخصية ونفس التصرفات، التي لا يمكن تصنيفها أبدًا بـ”الشر” بل هي “الأمومة” التي تقسو بفطرتها على الأبناء لأسباب كثيرة كلها نابعة من محبة خالصة.

 

نرشح لك: عمر السعيد عن دوره في “ليه لأ”: “خيانة أحمد لـ إنجي مبررة”

 

“سهير” ليس دور الأم الأول للفنانة هالة صدقي ابنة زيزينيا وأرابيسك ولا يا ابنتي العزيزة، وكلاسيكيات الدراما المصرية، التي تركت في وجدانها الفني صدق الأداء الذي سخّرته في تقديم نماذج مختلفة لـ”الأم” المصرية، أبرزها “فريدة” أم “بركة”، و”انشراح” في “ونوس”، و”سلمى” في “جوز ماما”، وأخيرًا “سهير” أم “عالية” في “ليه لأ”، لتصبح أحد أهم من قدموا دور الأم بشكل أقرب ما يكون للواقعية والمصداقية في الوقت الراهن.

“إعلام دوت كوم” تواصل مع هالة صدقي الفنانة والأم، أم “عالية” في “ليه لأ” وأم مريم ويوسف، للحديث عن أمومتها ما بين المسلسل والواقع، وحضور والدتها في شخصية “سهير”، وكذلك رأيها في إنتاج عمل يتناول السيرة الذاتية للفنان الراحل أحمد زكي، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:

1- أم “عالية” متزمتة وصارمة أكثر مما يجب، ولكنها تستسلم للأمر الواقع في النهاية، وأنا لست ضد أسلوب التربية الذي تسلكه “سهير” لأن هناك قواعد للتربية اتبعته مع ابنتيها سليم جدًا، ولكن أسلوب التعنت وعدم الحوار معهما هو المشكلة الرئيسية في علاقتها بهما.

2- علاقتي بـ”مريم” البالغة من العمر 11 عامًا، عكس علاقة “عالية” بوالدتها تمامًا، لأن بالرغم من صغر سنها، إلا أننا صديقتان مقربتان، نلعب ونمارس الرياضة سويًا، ونتحدث كثيرًا مع بعضنا.

3- فعلى عكس “سهير” اعتمد مع مريم أسلوب الاعتماد على النفس، فبالرغم من وجود من يساعدونا في الأعمال المنزلية، إلا أنني حريصة دائمًا على أن تنظف غرفتها بنفسها، وتدخل المطبخ للمساعدة في إعداد الطعام، وأطلب ممن يساعدونا في المنزل أن يتركوها تساعدهم في كل ما يتعلق بأمور النظافة والمطبخ لأن ذلك مهم جدًا في تكوين الشخصية سواء للبنت أو الولد على حد سواء.

4- أخاف على مريم ويوسف مثل بعضهما، ولكن الخوف على الولد من وجهة نظري دائمًا أكثر، لأن على الأغلب هو محاط بعدد أكبر من الأصدقاء، بعكس البنت، فدائمًا ما ينتابني شعور القلق عليهما، ولكن الولد بشكل أكثر.

5- ليس لدي أي مشكلة مع فكرة استقلالية أبنائي عني، ولكن هناك مشكلة في المجتمع الذي نعيش فيه، فإذا كنا نعيش في الخارج فإن قرار الاستقلال عن الأهل أمرًا عاديًا ومقبول مجتمعيًا، ولكن المجتمع الشرقي الذي نعيش فيه ينظر لهم “نظرة مش مظبوطة” لذلك فمن وجهة نظري أن فكرة استقلال الفتيات عن أسرهن في مصر فكرة غير مقبولة تمامًا، لأن مجتمعنا لا يزال ينظر للفتاة التي تعيش بمفردها “نظرة مش حلوة”، وتتحول لـ”مطمع” لضعاف النفوس، و”بيفتكروا فيها حاجات مش لطيفة”، لذلك فأنا لا أقبلها.

6- المشكلة ليست في الاستقلالية، بل في المجتمع، هو من يجب أن يغير نظرته لها.

7- والدتي لها الفضل الأول والأخير في تجسيدي لشخصية “سهير” أم “عالية” لأن بها ملامح كثيرة جدًا من أم “عالية”؛ نفس طريقة الكلام والحركات، وقد استعنت ببعض المواقف التي كانت تفعلها معي، مثلًا “مهما كانت زعلانة أو متضايقة السرير لازم يبقى فلة مفيش حد يطلع بالجزمة عليه”، كذلك كانت دائمًا حريصة على أن أتناول الطعام أولًا ثم تبدأ في عتابي بعدها.

8- أم “عالية” أكثر مرونة من والدتي رحمة الله عليها، فـ”عالية” مسموح لها بزيارة الأصدقاء، أنا “كان ممنوع أروح لصاحبتي أو حد من صحابي يجيلي البيت”، بالإضافة إلى أنه ممنوع الاتصال بي بعد الساعة الثامنة مساءً ومن يتصل بي بعد ذلك الوقت تعتبره كسرًا لقواعد التربية.

9- أنا كنت مثل “عالية” وأكثر، وكانت شخصية والدتي قوية جدًا، فكنت أخاف منها، ولكن بعدما تخرجت في الجامعة ونزلت سوق العمل، بدأت تعطيني القليل من الحرية، وعندما دخلت مجال التمثيل كانت ترافقني في التصوير، ووجودها كان أساسيًا في أي سفر وخلافه، لذا أنا أعلم شخصية “سهير” جيدًا، واستنبط الكثير من صفات أمي فيها.

10- شخصيتي اختلفت تمامًا بعدما أنجبت أبنائي، وتدريجًيا أصبحت أقرب لشخصية والدتي، وبعد وفاتها تحديدًا اكتشفت أنني أصبحت مثلها تمامًا، ولا أعلم كيف حدث ذلك، ولكني أصبحت هي.

11- مريم أبو عوف كانت متوقعة أن أكره الدور عندما عرضته عليّ ولكني أخبرتها أنه بالعكس تمامًا أنا متحمسة له جدًا، وقد أحببته بكل تفاصيله، ومقتنعة جدًا بكل كلمة تخرج من شخصية “سهير”.

12- أنا ضد إنتاج عمل يتناول قصة حياة “أحمد زكي” وهو نفسه كان سيرفض ذلك تمامًا لو كان حيًا الآن، خاصة أن حياته الخاصة كانت صعبة جدًا، فلا أرى أنه من المناسب عرض تفاصيلها في عمل فني، كما أنه ما كان سيحب ذلك أيضًا.

13– إذا ما اضطررنا لعمل المسلسل، فإن محمد رمضان مناسب لتجسيد شخصيته، لأنه ممثل قوي، بغض النظر عن انتقادات بعض الناس المعارضين له، إلا أنه يجب الاعتراف بأنه “ممثل قوي”، وما زلت أؤكد على عدم تقبلي لفكرة عمل عن “أحمد زكي”.

14- هناك فنانين في حياتهم بعض الدراما، ومن الممكن فعلًا تجسيدها في عمل فني، أنا لست ضد السير الذاتية بشكل عام.

15- هناك شخصيات تستحق أن نروي سيرتها الذاتية غير الفنانين والرياضيين، مثل العلماء والأطباء، وأقرب مثال الطبيب مجدي يعقوب، فأنا أتمنى أن نجعل الشباب يدركون أن النجاح ليس بأن يصبح فنانًا أو رياضي، بل هناك علماء وأطباء وغيرهم من القصص الملهمة، وذلك دور الإعلام والفن.