الجارديان: إعلانات المنصات تحول المشاهدة إلى معاناة

شبهت صحيفة الجارديان البريطانية إلحاح بعض منصات البث بإعلانات المحتوى ومقاطع الفيديو التشويقية على المستخدمين وحثها لهم على اختيار المحتوى التالي بسلوكيات بعض العاملين بالمطاعم والكافتيريات، الذين ما أن يلاحظوا اقتراب الزبائن من التهام آخر معلقة أو آخر رشفة حتى يسارعوا بإزالة كافة الأطباق والكؤوس والفناجين ويلقون بقائمة المشروبات والأطعمة على الطاولة، في إشارة، لكل لبيب، إلى أنه قد حان وقت التفكير في الطلب التالي.

نرشح لك: جو بايدن يطالب بمكافحة المعلومات المضللة على السوشيال ميديا

 

ولفت تقرير الجارديان إلى أن الإعلانات والمقاطع التشويقية تعد جزءًا مهمًا من تجربة المشاهدة خاصة في عصر المسلسلات والعروض والبرامج متعددة الحلقات، ولكن أن تزيد الإعلانات عن حدود المعقول، فهذا يحول المشاهدة إلى معاناة، ويوفر دليلاً على أن منصات البث لا تكترث بمتعة المشاهدة بقدر اهتمامها بإقناع المشاهد بالانتقال إلى المحتوى التالي، بطريقة تجارية قد تتحول إلى فجة إذا تزامن عرض الإعلانات مع لحظة تأمل أثناء المشاهدة، أو لحظة استمتاع بعمل فني بذل فريق العمل فيه جهدًا جبارًا ليخرج إلى النور ويمتع المشاهدين.

فيما خصت الجارديان بالذكر المحتوى الموسيقي الذي يتطلب الاستمتاع به في الغالب الإنصات والانتباه بشكل كامل.

وساق التقرير دليلاً آخر هو تزامن عرض الإعلانات والفيديوهات التشويقية مع إغراء المستخدمين برصيد ترويجي إذا استجابوا بالانتقال إلى المحتوى الجديد المقترح، شريطة أن يودّعوا المحتوى الذي اختاروه على الفور، ومما يزيد الأمر سوءًا أن يمني المشاهد نفسه على سبيل المثال بمتابعة فيلمه الأمريكي المفضل “قائمة شيندلر” فيفاجئ بأن الشاشة قد انكمشت فجأة إلى حجم أصغر من طابع البريد، ولتنزوي في أحد الأركان ليشاهد، مجبرًا الإعلان الذي اختارته خدمة البث، والأسوأ أن تمر الـ 10 ثوانٍ قبل أن يضغط المستخدم الزر الصحيح فيضطر آسفًا لتوديع فيلمه المفضل، ويجبر مرة أخرى على متابعة المحتوى الذي تقرره خوارزميات خدمات البث مثل نتفيلكس وبي بي سي آي بلاير وأمازون وغيرها.