"فيها حاجة حلوة" .. مبادرات مصرية في مواجهة كورونا

مروة رفعت

كعادتهم تلقى المصريون أنباء ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وانتشاره حول العالم بروح السخرية والدعابة التي اعتادوا عليها في الأزمات كنوع من التهوين على أنفسهم، بالضحك الذي يساعدهم على تخطي الأزمات ولا يهون منها.

وعلى الوجه الآخر ومع ظهور أول حالات فيروس كورونا في مصر، والدعوة لعدم الخروج من البيوت ظهر معدن المصريين الذي دائما ما يؤكد أن “فيها حاجة حلوة”، بعدد كبير من المبادرات سواء من جانب الحكومة أو المبادرات المجتمعية.

نرصد من خلال هذا التقرير عدد من هذه المبادرات التي أطلقها المصريون:

مبادرات الحكومة

تمثلت مبادرات الحكومة منذ بداية الأزمة في طمأنة المواطنين فيما يخص السلع ومخزون الدولة، الذي جاء على لسان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إنه يكفي لشهور قادمة.

ثم في تخفيض عدد ساعات العمل والإجازات للقطاع الحكومي والعام، وقرارات وزارة القوى العاملة بشأن العاملين بالقطاع الخاص للحد من تواجد المواطنين في الشوارع والحد من الزحام.

وكذلك إلزام البنك المركزي للبنوك بتأجيل كافة الاستحقاقات الائتمانية للعملاء، ودعم جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وكافة المشروعات الممولة من خلاله ومساندتها لحين انتهاء الأزمة، ومنح وزارة القوى العاملة منحة استثنائية للعمالة غير المنتظمة المسجلة لديها.

وكذلك القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء بشأن خفض سعر الغاز الطبيعي والكهرباء للصناعة، وتوفير مليار جنيه للمصدرين خلال شهري مارس وأبريل 2020 لسداد جزء من مستحقاتهم، وغيرها.

مبادرات مجتمعية

1- شباب قنا

كتب الشاعر فتحي عبد السميع عن مبادرة شباب في منطقة بمدينة قنا لتطهير بلدتهم بعد أن توفيت مصابة بكورونا، بسبب خطأ عدم عزل العائدين من رحلة السعودية، والسماح لهم بنشر الفيروس بمنتهى الحرية في أماكن إقامتهم.
قام الشباب بشراء ماكينة رش وكمية من الكلور، وراحوا يدورون طوال النهار، لتطهير المكان، ورش كل ما يمكن أن تصل إليه اليد.

;

2- شباب المنيا

أطلق مجموعة من شباب المنيا، مبادرة من أجل الوقوف بجانب الدولة لمواجهة فيروس كورونا، وذلك من خلال توزيع الجوانتيات والكمامات بشوارع المحافظة.

وانطلقت تلك المبادرات، فى عدد من القرى منها مدينة المنيا ومركز بنى مزار ومغاغة، وقال المشاركون، إنهم موجودين في الشارع من أجل مساعدة المواطنين في مواجهة فيروس كورونا، مطالبين كل الشباب في المشاركة من أجل القضاء على الوباء القاتل.

قام مجموعة من شباب قرية ريدة، برش المساجد بالمطهرات بالقرية واستخدموا منصات التواصل الاجتماعي في توعية المواطنين بخطورة المرض.


3- شباب الدقهلية

أطلق شباب محافظة الدقهلية، ومنظمات المجتمع المدني، عدة مبادرات للمساعدة في أعمال التطهير والتعقيم، لمساعدة الدولة في الإجراءات الاحترازية ضد انتشار فيروس كورونا المستجد.

تحمس أهالي قرى بلقاس بشكل كبير للمشاركة في أعمال التطهير، وساندتهم رئاسة المركز في النهوض بأعمال رفع القمامة من الشوارع، خاصة أن حالتي الوفاة بسبب كورونا تنتميان إلى المركز، فضلًا عن تسجيل عدد من الإصابات وعزل لـ300 أسرة عزلًا ذاتيًا.

3- تحدي الخير

تبادل عدد من مشاهير الفن والرياضة والشخصيات العامة المنافسة في تحدي الخير، الذي دعت إليه إحدى الجمعيات الخيرية، بهدف دعم الأسر المتضررة في مواجهة فيروس كورونا المستجد عن طريق التبرع أو التكفل بعائلات فقيرة.

ومن هؤلاء النجم الفنانة منى زكي، والفنان أحمد فهمي، وأحمد السقا، وتامر حسني، وغيرهم، وعدد من لاعبي كرة القدم شيكابالا، وطارق حامد، والنني.

4- مبادرات لمساعدة كبار السن

وفي ظل ما يشهده العالم من حظر ودعوة للالتزام في البيوت، بادر بعض المصريين عبر صفحاتهم استعدادهم لمعاونة المسنين الذين يعيشون بمفردهم أو الذين لديهم أولاد يعيشون خارج البلاد ولا يستطيعون العودة في ظل وقف حركة الطيران عالميا، وتوفير احتياجاتهم من الدواء والطعام.

5- الإفراج عن المساجين

دعا الكثير من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي للإفراج عن المساجين في قضايا تصلح لذلك، في محاول للتصدي لانتشار المرض في أماكن مزدحمة، وهو استجابت له الدولة، في قرارات بالإفراج نشهدها مؤخرا.

5- الجينات المصرية في كل مكان

ولم تقتصر المبادرات المصرية على مصر وحسب، ولكن جينات “الجدعنة” دفعت المصري ميسرة محمود(14 سنة) الذي يعيش في النمسا مع والديه منذ 6 سنوات، إلى إطلاق مبادرة لمساعدة كبار السن في النمسا لإحضار حاجاتهم حتى لا يتعرضوا للخطر بخروجهم، ولم يقبل أخذ أي أموال زيادة على ثمن الأشياء التي يحضرها لهم.

نرشح لك: لمكافحة كورونا.. أطباء المنصورة يطلقون “جروب” للاستشارات الطبية