كيف أعاد فيروس "كورونا" مي الخرسيتي إلى التريند؟

رباب طلعت

7 ملايين مشاهدة قابلة للتزايد سريعًا حققها الفيديو الأخير لمي الخرسيتي، خلال 24 ساعة، على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والذي تحدثت فيه عن “كورونا”، وأثار انتقادات واسعة على السوشيال ميديا، وتأييد من جانب آخر، لتصعد على قائمة الترند سريعًا، للمرة الأولى منذ سنوات. 

من هي مي الخرسيتي؟

مي الخرسيتي مصرية أمريكية، عُرفت منذ ما يقارب 5 سنوات من خلال الهاشتاج #ThinkMasry، والذي كانت تنتقد فيه الرجل المصري، ثم عادات الشعب المصري، على السوشيال ميديا، كما اشتهرت بسبب تحدي فقدانها 80 كيلوجرام من وزنها، حيث كانت تزن 150 كيلو، وقررت الاهتمام بالرياضة والأكل الصحي، فكانت لكثير من الفتيات “نموذج” مثير للإعجاب، وللرجال أيضًا، صرحت من قبل أن لديها أبناء، وكانت تعيش في المملكة العربية السعودية ومنها سافرت وهي صغيرة إلى أمريكا مع أسرتها، كما قالت إنها متخصصة في مجال العلاج النفسي.

بدايات الشهرة والانتقال إلى التلفزيون

بعد انتشار فيديوهات مي الخرسيتي عبر “فيس بوك”، وشهرة مي الخرسيتي، بدأت تتجه إليها أعين معدي البرامج، لتظهر كضيفة تتحدث عن فيديوهاتها، وحياتها، كيوتيوبر، ولا شيء أكثر.

عامي 2016، و2017، كانت أعوام شهرة مي الذهبية في مصر، حتى إنها قررت الاستقرار في مصر، وعدم العودة إلى أمريكا، بالرغم من أنها كانت تؤكد على أنها أحد علمائها، وحضرت العديد من الدراسات في مجال علم النفس بها.

قرار عودة الخرسيتي إلى مصر، فتح لها باب الدخول إلى عالم الإعلام كمقدمة برنامج وليس كضيفة فقط، حيث تعاقدت في نوفمبر 2017، مع قناة القاهرة والناس، لتقديم برنامج “إيجابيزم”، الذي أثار العديد من الانتقادات، بسبب أسلوب طرحها للقضايا التي قدمتها فيه، ليس ذلك وحسب، بل هاجمها الكاتب منعم زيدان، الذي كتب تجربته معها في كتابته لأول حلقة من البرنامج وكانت عن المخدرات، متهمًا إياها بأنها كانت متحاملة بشكل كبير على المجتمع، وتتعمد إظهار المخدرات أكثر من الحالات الإيجابية، كما أنه انتقد أسلوبها في التعامل مع الطبقات الفقيرة أثناء التصوير، معبرا عن استيائه وزميله المخرج عبدالله الكفراوي، من استبعادهما من البرنامج، واستكماله بمخرج آخر مصري أمريكي يوافق على رؤيتها.

استنوا برنامج #إيجابيزم مع المصرية جدا #مى_الخرسيتى قريبا وحصر…

استنوا برنامج #إيجابيزم مع المصرية جدا #مى_الخرسيتى قريبا وحصريا على #القاهرة_والناس

Geplaatst door ‎القاهرة والناس‎ op Maandag 13 november 2017

فضيحة قناة القاهرة و الناس و برنامج ايجابيزم و مى الخراسيتى كلمني صديقي المخرج عبدالله الكفراوي.. عن موضوع أني…

Geplaatst door Monim Zidan op Woensdag 30 mei 2018

عرضت القاهرة والناس البرنامج في رمضان 2018، ولم يستمر طويلا، ولم يحقق صدى، وبدأت الأضواء تنحسر تدريجيًا عن “الخرسيتي” إلى أن ظهرت العام الماضي في فيديو جديد، تروي فيه حادث تعرضها للاختطاف في مصر، وتهديدها بالقتل، والذي لم يلق تفاعلا كبيرا أيضا حيث حقق إلى اليوم 109 آلاف مشاهدة فقط.

لو كان محاولة خطفى و تهديدى بالقتل فى مصر كارت ارهاب، فا الف شكر يا ولاد ال****#ThinkMasry +١٨

Geplaatst door May Elkharsity op Woensdag 24 oktober 2018

كورونا والعودة للترند

في محاولة ناجحة لـ”ركوب الترند” من جديد باللفظ الدارج حاليًا، خرجت مي على متابعيها بلايف حقق 7 ملايين مشاهدة ونصف، خلال 24 ساعة، تحدثت فيه فيروس كورونا، مهاجمة خوف الشعب المصري من المرض، وتحدثت عنه كأنه دور “أنفلونزا”، مُسفهة من ظاهرة التكالب على شراء المطهرات والكمامات كإجراء وقائي من “كورونا”.

#كورونا#ThinkMasry

Geplaatst door May Elkharsity op Zondag 15 maart 2020

 اللايف لم يكن الأول، حيث سبقه آخر بخمسة أيام تقريبًا رددت فيه نفس المعلومات والكلمات، ولكنه لم يلق الصدى نفسه، كونه كان أقل حدة، من الآخر، ولكن كلاهما كان يتحدث عن المؤامرة الأمريكية ضد العالم بشكل عام والصين بشكل خاص، لزعزعة الاقتصاد العالمي، والوقوف على رأسه من جديد، بعد تفاقم مديوناتها للصين، وهي نظرية المؤامرة التي يحبها الكثيرين، بالتالي وجدت جمهورها المستهدف والمنخدع بما قالته.

مصر و الكورونا و العالم #ThinkMasry#Coronavirus

Geplaatst door May Elkharsity op Dinsdag 10 maart 2020

محتوى مضلل وتأثير خطير

بالرغم من ظهورها بحالة ارتباك واضحة، ونبرة صوت هجومية، واستخدامها لجمل استهزائية بالشعب المصري مثلًا: “أنتوا يا مصريين بتستخدموا كمامات.. ده احنا بنشم عوادم السيارات واحنا ماشيين.. ده أنا اللي جاية من فلوريدا مبستخدمهاش”، إلا أن الكثيرين صدقوها وانتشر “الفيديو”.

الخطر الحقيقي من تصديق الفيديو وانتشاره هو الاستهانة بفيروس كورونا الذي تسبب في ارتباك عالمي، واتخذت كافة الدول تدابير احترازية، وقرارات صارمة، للحد منه، ليس لأنه فيروس قاتل -إلا لذوي المناعة الضعيفة- ولكن لسرعة انتشاره وإصابة الآلاف بالعدوى منه، وهو ما يضيع مجهود الدولة في السيطرة عليه، بعدة قرارات منها تعطيل المدارس، ومناشدة المواطنين بعدم الخروج إلا للضرورة، والالتزام بطرق الوقاية منه والتي على رأسها استخدام المعقمات، الأمر الذي انتقدته ووصفته بأنه مؤامرة لزيادة جشع التجار واستغلالهم، كذلك الاعتقاد بأن فيروس كورونا خدعة أمريكية للنيل من الصين، وهو الأمر الذي نفاه سفير الصين في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أنه اعتقاد غير منطقي نظرًا لتأثر أمريكا نفسها به، واشتباه إصابة الرئيس الأمريكي ترامب به، قبل أن يؤكد سلبية النتيجة.

تلك الادعاءات للأسف، صدقها الكثير بالفعل، نظرًا لحديثها عن أنها “اتربت هناك” وتعلم جيدًا طرق الإعلام الأمريكي في إشعال الأزمات، والكذب على الجمهور، وجعله يؤمن بما يريد، في إشارة منها إلى أن “كورونا” ليس شيء سوى خدعة إعلام، لافتة إلى أن الـCNN “بيبوسوا صوابع رجليها” لكي تعمل معهم لتضليل المصريين ولكنها رفضت ذلك، وفضلت العمل مع طارق نور، أحد صناع الإعلام في مصر، وتقصد هنا تعاقدها معه منذ عامين لتقديم برنامجها الذي لم يكتمل عرض باقي حلقاته من الأساس.

بجانب أسلوب “التحذير” من الخطة الأمريكية للسيطرة على العالم، خداعها له، والاستهزاء بخطورة الفيروس الذي أعلنته منظمة الصحة وباءً، استخدمت “الخرسيتي” “الترهيب” بالقرآن الكريم، حيث عكفت على المقارنة بينه وبين جواز السفر الأمريكي، قائلة: “أنتوا مزعلين القرآن الكريم منكم وهجرتوه، أنتوا بتتفتنوا بالباسبور ده وسايبين التراب على القرآن.. ده اختبار إيمان”، في تناقض تام مع تباهيها نفسها بجنسيتها الأمريكية والذي ظهر في عدة جمل مثل “الكلام ده محدش هيعرف يجيبه غير اللي عايش هناك واخترق حاجات كتير هناك أنا من العلماء هناك ادخلوا على جوجل واسألوا مين مي الخرسيتي”، بالإضافة لقولها: “أنا تربية هناك”، و”أنا اللي جاية من فلوريدا مبلبسش كمامة”.

نرشح لك: حرب بيولوجية والمهدي المنتظر.. تعرف على أشهر خرافات فيروس كورونا