"حدوتة مرة".. نمبر وان في الأخطاء واللامنطق

إيمان مندور أخطاء مسلسل حدوتة مرة

من الصعب الحكم على جودة عمل درامي من عدمه بمجرد متابعة الحلقات الأولى منه، لكن تبقى تلك البداية مؤشرًا هامًا للحكم على كثير من الأشياء، لا سيما فيما يتعلّق بأداء الأبطال ورصد أخطاء العمل سواء الإخراجية أو حتى في الأحداث والقصة نفسها، وهو ما يمكننا ملاحظته في مسلسل “حدوتة مرة” للفنانة غادة عبد الرازق.

بعد عرض الحلقات الخمس الأولى من المسلسل يمكننا القول أنه يتصدر قائمة مسلسلات رمضان 2019 في الأخطاء واللامنطق، فضلا عن الأداء “العادي” وربما الأقل من المتوقع لكثير من الفنانين الذين ظهروا حتى الآن، باستثناء الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة والفنانة وفاء صادق.

تبدأ أحداث العمل عام 1959 بولادة “مُرة السيد غراب”، وتتوالى الأعوام في مشاهد سريعة في الحلقة الأولى حتى تكبر الطفلة، لتظهر غادة عبد الرازق مع أطفالها الثلاثة عام 1992، وتتضح جوانب كثيرة لمعاناتها بسبب والدتها. لكن في الحقيقة عامل الزمن لا دلالة عليه في المسلسل سوى أنه كُتب على الشاشة، لا الأجواء ولا الملابس ولا الديكور ولا حتى السيارات “موديل 2018” التي ظهرت في خلفية أغلب المشاهد تشير إلى فترة التسعينيات.

هذا بالتأكيد بعيدًا عن كون غادة عبد الرازق لا تبدو إطلاقًا كشابة في عمر الثالثة والثلاثين، فضلًا عن طفلتها التي يقول والدها إن عمرها لم يتعد الشهرين في حين أنها لديها أسنان ومن مظهرها يبدو أنها لا تقل عن عمر 9 أشهر. والتي في أحد المشاهد يعلو صوت بكائها وصراخها بعد أن باعها والدها لكن صورتها على الشاشة لا يظهر فيها أي بكاء بل تجلس صامتةً تنظر لمن حولها فقط.

أما الحدث الأكثر لفتًا للانتباه هو مشهد حشو دمى أطفال بـ”القش والزلط” وتكفينها لدفنها بدلًا من أطفالها، أليس من المنطق أن من حملوا تلك الدمى باعتبارها جثث الأطفال لا بد أن يشعروا أن ما يحملوه ليس لحمًا طريًا بل “زلط وقش”؟ وأن يتم الكشف عن وجوههم عند الدفن؟ أليس من المنطق أنه عندما تضع صغارها في صناديق مغلقة منذ الصباح حتى منتصف الليل سيموتون بسبب عدم وجود الأكسجين اللازم للتنفس؟

 

مع كل محور جديد في الأحداث تتزايد الأسئلة حول منطقية ما يراه المشاهد؛ كيف تضع “مُرة” مكياجًا كل يوم رغم أنها تركت قريتها ولم تأخذ معها أي شيء سوى الأموال؟ وكيف تنام وتستقيظ وشكلها ومكياجها لم يتأثرا؟ أما “تاتو الحواجب” فلم يكن منطقيًا أيضًا بالنسبة لتلك الفترات الزمنية القديمة، ويجعل المشاهد يتعجب دومًا من العلاقة العكسية بين الزمن والحالة الاجتماعية ومظهر الفنان على الشاشة. ومن حيث منطقية الأحداث، كيف أخبرت حنان بأن سلطان ألقي القبض عليه رغم أنه لم يسبق أن رأتهما سويًا أو ما يدل على المعرفة بينهما؟

وعلى غرار “حسنات الفنان محمد رمضان” التي لفتت انتباه المشاهدين في مسلسل “نسر الصعيد” في كونها غير ثابتة في أماكن محددة في وجهه، فعلت غادة عبد الرازق نفس الأمر وظهرت في بعض المشاهد بثلاث حسنات في وجهها ورقبتها، ومرات عديدة باثتنين فقط في رقبتها، وأحيانًا بدونهم جميعًا أصلا.

 

كل هذه الوقائع وأكثر في الحلقات الخمس الأولى فقط، لا ندري هل ستظل الأمور على ذات الحال في الحلقات المتبقية أم مع عودة الزمن في المسلسل لوقتنا الحالي سيكون الأمر أكثر منطقية وتختفي تلك الأخطاء؟.. ننتظر الإجابة في الحلقات المقبلة بالتأكيد.

نرشح لك: 9 أشياء من موضة التسعينات في “زلزال” محمد رمضان

شاهد: نجوم خطفهم الموت في سن صغيرة

أخطاء مسلسل حدوتة مرة