محمد عبد الرحمن: الذين ماتوا ثم عادوا بالجرافيك

هل يحق لأسرة علاء ولي الدين الإعتراض على عودته في رمضان؟
لماذا لا يتم استغلال هذه التقنيات في انتاج مواد غير إعلانية؟

نقلا عن جريدة المقال

تفتح ثورة الغضب التي أطلقها معتز ولي الدين شقيق الفنان الراحل علاء ولي الدين ضد ظهور شقيقه في إعلان رمضاني من جديد ملف حماية الملكية الفكرية وكيف أدى التطور التكنولوجي في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني إلى تداول تساؤلات غير مطروحة من قبل خصوصا فيما يتعلق بحق استخدام المُبدع نفسه لا إنتاجه الفني، فالمتعارف عليه أن قوانين الملكية الفكرية تُركز على حماية الإبداع الفني من كتابة وألحان وأداء وغير ذلك في حياته وبعد وفاته حيث يقوم الورثة بتحصيل المقابل المادي الذي ينتج عن إعادة استغلال ما خلفه المبدع وراءه من رصيد فني، لكن لازال الأمر يحتاج للمزيد من الدراسة والتدقيق فيما يتعلق باستخدام الشخص نفسه وهو الإتجاه الجديد الذي نتج عن تطور استخدام تقنيات الجرافيك من جهة وظهور تقنية مستقلة أخرى هي “الهولوجرام” التي يمكن أن تجعلك تشاهد النجم يرقص ويغني كما حدث مع مايكل جاكسون في حفل شهير نظمته شركة سوني بعد وفاة نجم البوب العالمي وبطريقة قد تشكك من يتفرج في أن جاكسون لازال على قيد الحياة، لكن تنفيذ هذا الحفل بتلك الطريقة لم يمر إلا بعد موافقة الأسرة والتنسيق معها خصوصا وأن للأسرة بالأساس حق استغلال الكلمات والصوت والألحان، أما حق استخدام الشخص نفسه فرغم أن القوانين تم وضعها قبل “الهولوجرام” لكنها وبما فيها القانون المصري استبقت “الهولوجرام” و”الجرافيك” بالتأكيد على عدم استخدام صورة الفنان إلا بعد الرجوع له أو لمن يمثله وذلك حسب المادة 178 من القانون 82 لسنة 2002، بالتالي فإن موافقة الورثة والتنسيق معهم شرط أساسي لتنفيذ الإعلان أو العمل الفني الذي يتم فيه استعادة شخص رحل عن عالمنا سواء كان فنان أو غير ذلك، وبالمنطق فإن لا يحق مثلا لأي صاحب محل تجاري أيا كان نشاطه أن يفتح محلا ويسميه “علاء ولي الدين” أو “فؤاد المهندس” وإذا كانت ظهور الأخير في إعلان العام الماضي قد مر بسلام سواء بموافقة الأسرة أو عدم اعتراضها، لا يعني هذا ظهور “علاء ولي الدين” أو أي فنان راحل أخر دون الرجوع لأسرته، حتى لو كان المبرر أن سيظهر عبر مشهد في فيلم “الناظر” تم شراء حقه من الشركة المالكة لحقوق الفيلم، وإذا كانت هذه النوعية من الإعلانات ستكون “موضة” لسنوات مقبلة فالمطلوب أن تتدخل الجهات المعنية وخصوصا نقابة الممثلين من أجل تنظيم هذه العملية مبكراً خصوصا وأن المحاكم في مصر لاتزال بعيدة عن سرعة إنجاز الفصل في هذه النوعية من القضايا، وحتى الآن لاتزال الشركة المنتجة للإعلان مصممة على المضي قدما رغم اعتراض شقيق علاء ولي الدين، لكن سؤال أخر يطرح نفسه بقوة في ظل حُمى النوستالجيا التي تجتاح مصر هذه الأيام، هل يمكن الاستفادة من نجومنا الراحلين في إعلانات أو مواد توعوية لتشجيع الشباب والأطفال مثلا على سلوكيات معينة أو للجذب السياحي أو للترويج الثقافي بعد موافقة الورثة طبعا، بمعنى أخر لماذا لا تستفيد من التقنيات الجديدة سواء شركات المياه الغازية و خطوط المحمول التي يوافق على تنفيذ طلباتها نفس الفنانين الذين عملوا مع الممثل الراحل والذين لا يهتمون بمراعاة مشاعر أشقاءه ولا يكترثون بمعرفة رأي الجمهور في عودة الفنان المتوفى عبر الجرافيك .

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضا : 

محمد عبد الرحمن :القوة الناعمة التي لا يشملها الوفد المرافق للرئيس 

محمد عبد الرحمن : سيدي الرئيس .. You’ve Got Mail

محمد عبد الرحمن: House Of Cards…سفاح في البيت الأبيض

محمد عبد الرحمن: برامج “وشها وحش”..أم الأعمار بيد الله؟

 محمد عبد الرحمن: عودة التسريبات ..نعيب الإخوان والعيب فينا

 محمد عبد الرحمن: السيسي ..قبل “الزند” وبعده   

 محمد عبد الرحمن : تجديد الفيلم الديني

  .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا