سامح فايز: “Best seller” ليس كتابًا نقديًا واستعنت بهذه الجهات في كتابته

نرمين حلمي كتاب Best Seller

صدر حديثًا بالمكتبات، كتاب “Best Seller.. حكايات عن القراءة”، للكاتب الصحفي سامح فايز، عن الدار المصرية اللبنانية، بعد مشاركته في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2019.

حكايات كثيرة من أهل الصنعة الثقافية ذاتها.. عن توجهات متشعبة في أنماط القراءة المعاصرة، ومحاولات توثيقية دقيقة لزمن تأثر بالتكنولوجيا واَليات النشر الحديثة، وظواهر وتوجهات الكتابة والقراءة والنقد الأدبي.. صناعة الكتاب والنشر في اَخر 10 سنوات، وتحقيقات موثقة بشهادات روادها.

بساطة العرًاب الدكتور أحمد خالد توفيق، ثقة وشغف الكاتب أحمد مراد، أصالة نجيب محفوظ مع الكاتب أشرف العشماوي، والكثير من التفاصيل التي تأخذك في رحلة عبر “Best Seller” تدور بين أروقة المكتبات ودور النشر والمؤسسات الصحفية وكل المعنيين بالمشهد الثقافي في مصر والعالم العربي.

حاور “إعلام دوت أورج” سامح فايز لمعرفة المزيد حول كواليس عمله على هذا الرصد الصحفي، وأبرز المعوقات التي واجهته في البحث، والكثير من التفاصيل نبرزها خلال السطور التالية:

1- الكتاب يهتم برصد اتساع رقعة القراءة، وزيادة عدد الكُتاب والناشرين، بغض النظر عن الجودة وتقيمي النقدي للمسألة، حيث أنني قمت بدوري فيه كصحفي وليس ناقدًا، وإن أعربت عن وجهة نظري في هذا الاتساع وزيادة عدد دور النشر، خارج إطار عملية الرصد في الكتاب، فأنا أرى أن هذه حالة صحية جدًا؛ لأن مجال صناعة الكتاب يطور ويرتقي بنفسه، وهو أمر ليس بمزاج الكاتب أو الناشر أو القاريء، لأنك تشكل وعيًا، وكلما أرتقى الوعي، أرتبط ذلك بارتقاء اختياراتك معه أيضًا.

2- استغرقت 5 أعوام في البحث والكتابة في ” ”Best Seller، فقد كتبت أول موضوع فيه في 30 سبتمبر 2014.

3- جاءتني فكرته بالمصادفة أثناء مشاهدتي لحلقة من برنامج “ممكن” على قناة CBC، التي استضافوا فيها مجموعة من الكُتاب الشباب المشهورين على السوشيال ميديا وكانت كتبهم تبيع اَلاف النسخ، ولفت انتباهي وقتذاك أن النقاد ومحرري الثقافة لا يعرفوهم، فبدأت أتتبع الظاهرة من وقتها واكتشفت أن السوشيال ميديا وانتشارها بعد 2011 تحديدًا، بدأت تخلق عوالم موازية للعوالم الثقافية الموجودة بالفعل؛ بمعنى أن النقاد في عالم والكُتاب في عالم اَخر منفصل، وكان ذلك هو الدافع لاستكمالي رحلة رصد الظواهر المختلفة المتعلقة بحركة الكتابة وصناعة النشر.

4- كنت أرى أثناء تحضيري للكتاب، أن القاريء المستهدف هو القاريء العادي، والأكاديمي، والمحرر الثقافي؛ لأن الهدف هو رصد وضع هام؛ يهم كل أطراف القضية، سواء كان القاريء أو صانع الكتاب أو المؤلف.

5- حرصت على رصد أهم الظواهر في الكتاب، دون أن أبدي رأي في أي منها، ولا أوجه القاريء أيضًا نحو فكرة معينة، فأنا لا أريد أن يقول القاريء مثلاً أن “أدب الرعب حلو أو وحش”، لكنني أريد أن يعرف أن هناك ظواهر متعلقة بالقراءة والكتابة سيطرت على المشهد في الفترات الأخيرة، ويدرك أسباب تلك السيطرة ولماذا توجهت الناس لقراءة تلك الأنواع؟، فكان هذا يهمني أكثر من ذِكر رؤيتي النقدية في الأوضاع ذاتها، كأنني أقدم كتابًا توثيقيًا، أسجل فيه اللحظة للتاريخ.

6- مصطلح “”Best Seller هو الأكثر انتشارًا في الفترة الأخيرة؛ حيث أصبحنا نقول “عالم الـبيست سيلر”، بسبب هذا الانتشار الكبير؛ بمعنى أن أي كاتب خرج من رحم السوشيال ميديا أو اي توجهات للقراءة أو ظواهر للنشر متأثرة بالسوشيال ميديا حتى لو لم يكن ضمن الأكثر مبيعًا، أصبح يطلق عليها اصطلاحًا “عالم الأكثر مبيعًا”، وهو ما جعلني اختار تسمية الكتاب بـ “.”Best Seller

7- فضلت أن تكون “حكايات عن القراءة” وليست “تحقيقات عن القراءة” على غلاف الكتاب؛ لأنني لا أريد أن أعطي الكتاب طابعًا أكاديميًا أو معقدًا، فأنا أريد أن أقدم معلومة، سعيت للحصول عليها، في شكل قالب بسيط وسلس، يسهل على القاريء العادي أن يستفيد منه فور قراءته، ولتجد كل الشرائح المستهدفة غايتها في الكتاب.

8- أكثر المعوقات التي واجهتني في البحث هي “الأرقام”؛ حيث أنني واجهت أزمة كبيرة جدًا في الحصول على الأرقام والمعلومات الموثقة؛ حيث إنه لا يوجد أية جهة رسمية أو من مؤسسات المجتمع المدني، مصرية أو عربية، مهتمة برصد الأرقام والبيانات والإحصاءات المتعلقة بحركة القراءة وصناعة الكتاب والنشر.

9- استعنت بترجمة دراسات وأبحاث للنشر أجنبية وليست مصرية؛ ومن ثمً أعمل مقاربة ما بين الأرقام الأجنبية والوضع في مصر، مثل استعانتي بتقارير صادرة عن اتحاد الناشرين الدوليين، فضلاً عن مواقع أجنبية أخرى.

10- هناك بعض الظواهر الثقافية التي رصدتها ولكنني لم أوردها في الكتاب؛ لأنني وجدت أنها ستكون جدلية أكثر من كونها مفيدة، فقررت حذفها منه.

11- الحوارات الموجودة مع الكُتاب الثلاثة: أحمد خالد توفيق، وأحمد مراد، وأشرف العشماوي، بالملحق في نهاية الكتاب، كانت في إطار رحلة الـ 5 أعوام؛ حيث أنني أثناء رصدي لتوجهات القراءة، كان يصادفني مثلاً اسم “خالد توفيق” باعتباره الأشهر تواجدًا وسط الشباب والأكثر انتشارًا عبر السوشيال ميديا، وكان من الطبيعي أن أجري حوارًا صحفيًا معه وقتذاك؛ حتى أفهم منه سبب كونه الأكثر انتشارًا وتواجدًا في أوساط الشباب، وتكررت المسألة مع “مراد” و”العشماوي”.

12- اختياري لأولئك الكُتاب بالتحديد؛ لأنهم يمثلون شرائح متعددة؛ فـ أحمد خالد توفيق يعتبر العرًاب والأب الروحي لهذا العالم، وأحمد مراد يمثل الشباب، وأشرف العشماوي يمثل شريحة مختلفة أيضًا من القراء.

13- قررت أن أضيف فصلاً اَخر لـ أحمد خالد توفيق، بعد رحيله، لأنني رأيت نقطة تحول مهمة جدًا في “عالم الـ “Best Sellerكان يجب أن يتضمنها الكتاب، كما أنني رأيت أن هذا الفصل بمثابة تقدير له ولدوره ومكانته؛ فرحيله أدى إلى “رَبكة” كبيرة في أوساط الكتاب والقراء، و”هزة” لم يتوقعها أحدًا أبدًا.

14- لم أحبذ أن أنهي الكتاب بخاتمة معينة؛ لأنني لا أريد أن أقول رأي في الكتاب، أنا كنت أرصد الظواهر فقط، ورأيت أن الحوارات هي خير نهاية للكتاب.

15- أهتم كثيرًا بصناعة النشر وتوجهات القراءة وصناعة الكتاب بشكل عام، وأميل للشغل الصحفي في هذه المنطقة، وبالتالي يمكن أن يكون هناك كتاب اَخر في السنوات المقبلة، يتناول نفس المنطقة ولكن من زوايا مختلفة، لأنه عالم واسع وكبير، يمكن أن يتم تناوله بمقاييس مختلفة.

نرشح لك: الأكثر مبيعًا بـ 40 دار نشر في معرض الكتاب 2019

شاهد: يوم مش عادي في ضيافة الإعلامية رنا عرفة

كتاب Best Seller كتاب Best Seller

كتاب Best Seller