6 أسباب تجذبك لقراءة "كحل وحبهان" لـ عمر طاهر

نرمين حلمي

صدرت حديثًا رواية “كحل وحبهان” للكاتب عمر طاهر ، عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، والتي تعد الرواية الأولى لـ “طاهر”، بعدما قدم عدة مؤلفات أدبية متنوعة من الكتابة الحرة، خلال الأعوام الماضية.

“يقولون الطبخ فن. سرق الطبخ من كل فن شيئًا: سرق من الموسيقى التناغم الذي يصهر عناصر مختلفة في نغمة واحدة بطولة الجمال فيها جماعية، ومن الرسم بهجة الألوان، ومن السينما اقتسام خيالك مع الاَخرين، ومن الكتابة الواقعية السحرية، ومن كرة القدم الإثارة، ومن الشعر التكثيف، ومن الديكور مائدة تُشعرك أناقتها بأُلفة تُحرر المشاعر، ومن النحت الصبر، ومن العطور مهارة التسلل إلى الوجدان، ومن المسرح طريقة استدراج الجمهور للتصفيق”.

هكذا تحدث “طاهر” عن علاقة الأكل عامة والطبخ خاصة بكل أنواع الفنون المختلفة، على لسان بطله بالتزامن مع قرب نهاية سياق أحداث روايته. ناهيك عن الشعور بالجوع الذي حتمًا ولا بد أن يراوغك أثناء وبعد الانتهاء من قراءة الرواية، هناك 6 أسباب تجذبك لقراءتها، وهو ما يستعرضه “إعلام دوت أورج” خلال السطور التالية:

1– كتابة عمر طاهر تتميز عادة بأنها تيمة مصرية بسيطة؛ تبتعد عن التكلف في الحوار، والمبالغة في الألفاظ، والتعالي في النصائح، وهو ما يظهر بوضوح بداية من ارتباط سعادة بطل الرواية “عبد الله”، بذهابه إلى حفلة محمد منير وسعيه لتحقيق ذلك طول أحداث الرواية، فضلاً عن سمات عائلته والأشخاص المحيطين به. تشعر بأنك تقرأ رواية شرقية مصرية جدًا، بعيدة عن الموجة الغربية التي تترك ظلالها على بعض الأعمال الفنية الحالية سواء أدب أو سينما أو دراما.

2– أسلوب وصف مختلف وسرد مبتكر لحياة بطل الرواية “عبد الله” أو “سيسكو”، كما يناديه البعض وسط الأحداث، وطريقة تفكيره “بوصفات الأكل وتوابله وبهاراته”، وتأملاته ورؤيته الخاصة تجاه ما يحاوطه من أشخاص وأشياء يحبها أو يكرهها، باستخدام حاستي التذوق والشم؛ هو الأمر الذي جعل من تلك الرواية قالبًا أدبيًا مميزًا.

3– الانتقال من “الذاتية” إلى “العامة”؛ فبالرغم من أن القصة التي تتناولها الرواية ليست جديدة أو مبتكرة؛ حسبما تتناول قصة حياة رجل عادي، تتخللها لحظات حب ووحدة وغربة، إلا أن الأسلوب المتبع في الحكي يجعلك تقحم ذاتك فيما تقرأه؛ بدلاً من تطبيقه على بطل الرواية فقط، مثلما كتب “طاهر” على لسان “سيسكو”: “لا يوجد ما هو أشهى من طعام استقر لفترة داخل فخارة في النار، تمامًا كالتجارب التي تسوي جاذبية الواحد على مهل”.

نرشح لك: سبب كتابة عمر طاهر لرواية “كحل وحبهان”

4– ابتكار التشبيهات المستوحاة من عشق الكاتب للأكل لا يمكن أن تراها في مكان اَخر، على سبيل المثال؛ فيذكر “سيسكو” داخل الرواية أنه كان يلعب مع خاله لعبة مبتكرة اخترعاها معًا، مسماه بـ “الناس والرائحة”، والتي شملت وصفهم للشخصيات الشهيرة من خلال الرائحة فقط؛ فتحدثا عن أن “رائحة عبد الحليم حافظ هي تلك الرائحة العُشبية الرقيقة التي تنطلق عقب قص الحشائش وتقليم الأشجار وقصقصة فروعها، أمًا ليلى مراد رائحتها فانيليا، وسعاد حسني رائحتها كراميل محروق، وريا وسكينة رائحتهما تشبه الرائحة المنبعثة في أعقاب محاولات فاشلة لإشعال وابور الجاز”، وغيرهم.

5– ثمة شعور بالحنين والونس والشجن والسعادة يصطحبك في الرواية؛ نظرًا لسرد الرواية بين زمنين مختلفين؛ الأول في حياة “سيسكو” الطفولية وما بها من أحداث مراهقة مرتبطة بنشأته وتربيته وعائلته و قصة حبه لـ “سحر”، والثاني بعدما نضج وصارت له حياة أخرى وتحديات أخرى وحب اًخر متمثلاً في “صافية”، إلا أن عشقه للأكل هو السمة المشتركة ما بين الزمنين باختلاف أحوالهما.

نرشح لك: سبب غياب عمر طاهر عن الدراما والسينما

6– الاستمتاع في المقام الأول؛ إن كنت منقطعًا عن القراءة منذ فترة طويلة، أو ترغب في قراءة رواية مكتوبة بأسلوب سهل وسلس بعيدا عن التعقيد لتشجعك على القراءة من جديد، فهي خير مثال لذلك؛ حيث إنها رواية غرضها الأساسي إبراز فائدة أخرى لـ “الطعام” وعلاقة الإنسان به، بعيدًا عن فوائده الغذائية المعروفة للجميع، من خلال الاستمتاع بـ “الأكل” في كل جوانب حياتك واختياراتك وتعاملاتك مع الاَخرين.

نرشح لك: شاهد: برومو رواية “كحل وحبهان” لـ عمر طاهر

القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية 2018

شاهد| أبرز الأحداث التي شغلت الوسط الثقافي خلال عام 2018