"كأنه إمبارح".. قصة نجاح مسلسل هربت تفاصيله

هبه سمك

مر عشرون عامًا على خطف “علي” لكنها ما زالت تتذكره وكيف تنساه وهي الأم التي يمر عليها كل يوم فتتذكر ما حدث كأنه امبارح.. هذه باختصار قصة “إلهام” مع ابنها “علي” التي يبتسم لها القدر الزائف بعودة ابنها الضائع لكن  خلف تلك العودة المفاجأة تنكشف الكثير من الأمور، والمفاجآت.

حقق المسلسل منذ بداية عرضه نسبة مشاهدة عالية، وعلى الرغم من عرض المسلسل على قناة مشفرة وتكشّف تفاصيل أحداثه، إلا أن ذلك لم يؤثر على نسب المشاهدة عندما عرض على قناة cbc المفتوحة، والدليل الإعلانات التي تصل إلى ساعة تقريبا في الحلقة الواحدة، إلى جانب نسب المشاهدة المرتفعة على اليوتيوب، وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع عرض كل حلقة.

نرشح لك: كيف تعاون عصام كاريكا مع منير والهضبة في “هيتس التسعينيات”؟

لماذا نجح “كأنه إمبارح”؟

-القصة مقتبسة من فورمات أسبانية لمسلسل اسمه “البحث عن لوكس”.. وغالبا القصص المعتمدة على الغموض والتشويق ما تجذب الجمهور، خاصة أن مسلسل”كأنه إمبارح” نجح في خطف انتباه المشاهد مع بداية عرض الحلقات. فحلقة تلو الآخرى تنكشف مفاجأة جديدة وهو ما أتقن صنعه ورشة كتابة المسلسل التي تشرف عليها الكاتبة الكبيرة مريم نعوم.

-عرض المسلسل خارج السباق الرمضاني، منحه فرصة مشاهدة مرتفعة، خاصة أن الجمهور ينتظر عرض الجديد دائما.

-البطولة الجماعية المعتمدة في أغلبها على عنصر الشباب، حيث يضم المسلسل العديد من الوجوه الشابة أبرزهم: محمد الشرنوبي، وخالد أنور، وهدى المفتي وأسماء جلال وحازم إيهاب، ومايان السيد، وديانا هشام وآية سماحة، إسلام جلال، هاجر أحمد، داليا شوقي الأمر الذي أعطى للأحداث روحًا متجددة

– واحدة من العوامل التي أصبحت تجذب نسبة ليست قليلة من “الاندر إيدج” للعمل الدرامي هو وجود عنصر الشباب، خاصة عندما يربط بينهم قصص الحب المتشابكة:

علي ولينا:

يقع علي في غرام لينا منذ أن عرفها، فتشعر  هي الآخر  بمشاعر متناقضة اتجاهه فكيف تحبه وهو شقيقها، تنكر تلك المشاعر وتقرر الارتباط بمالك، لكن عندما تعلم أن علي ليس شقيقها تتأكد أن مشاعر الحب لم تكن كاذبة.

مروان وأروى وليلى:

علاقة طائشة تربط مروان بأروى لكنه يعرف معنى الحب الحقيقي عندما يقترب من ليلى.

سارة ورامز: علاقة حب يقف بينها ظروف المعيشة الصعبة.

 

 أدوار لامعة

خالد أنور “مروان”: نجاح جديد يحققه في مشواره الفني القصير، فقدم شخصية “مروان” باتقان، فهو الشاب المستهتر تارة في تصرفاته، لكنه لم يستهتر قط بمشاعره الصادقه اتجاه أمه، وحبيبته، ترجم مشاعر الغيرة من شقيقه ببراعة، تلك المشاعر التي تحولت بسلاسة إلى مشاعر ثقة بمرور الأحداث.

وفاء صادق: باتقان قدمت دور “نانسي”، تلك الأم الطبقية التي تستفزك بتحكمها في كل أفراد عائلتها، والتي لا ترى في نفسها الخطأ ابدا.

ترى من موهبة وأحلام طفلها الصغير تفاهات، لأنها بدون مقابل.. أما ابنتها الدلوعة “أروى” فحلمها بالارتباط بـ “مروان” لابد أن يتحقق أيا كانت الوسيلة، ولما لا فهو ابن عائلة ثرية.

داليا شوقي “ناهد”: على الرغم أنها وجه جديد، إلا أنها كانت مصدر فرحة، وبهجة في المسلسل، قدمت دورها ببساطة، جسدت شخصية الفتاة المولعة بفن “الرقص”، التي لا يعنيها العادات والتقاليد، في نفس الوقت هي الأخت والصديقة لابنت خالتها “ليلى” التي تقف إلى جانبها وتدعمها نفسيا.

محمد أبو الوفا “توفيق الأعرج”:جسد بنجاح شخصية الأب الجشع، الطماع الذي لا يكترث بمصلحة أولاده، فكل همه الفلوس فقط لا يخشى مواجهة الكبار فليس لديه ما يخاف عليه سوى القرش.

توفيق الأعرج بيخش في صفقة جديدة ضد "علي"!

توفيق الأعرج بيخش في صفقة جديدة ضد "علي"! #كأنه_امبارح | CBC Egypt

Posted by CBC Egypt on Sunday, November 25, 2018

لبنى ونس “أم رامز”: على الرغم أن مساحة دورها في المسلسل لم تكن كبيرة إلا انها اتقنت تقديم دور الأم فقدمت واحدا من أفضل المشاهد في المسلسل عندما واجهت “رامز” بحقيقة انه ليس ابنها وطلبت منه في مشهد مبكي ألا يتركها.

إقرار نجاح المسلسل لا يعني بالضرورة أن العمل الدرامي من الناحية الفنية كان أفضل ما يكون والدليل:

أبطال ولكن…..

محمد الشرنوبي: يمكن وصف أدائه بالجيد الباهت.. لم ينجح الشرنوبي في ترجمة المشاعر المختلطة التي من المفترض أن يمر بها خلال أحدث المسلسل فلم نلاحظ تحول تدريجي في شخصية “علي” التي قدمها خاصة أنه انتقل من المعيشة في الحارة الفقيرة إلى القصر الكبير، حتى لم ينجح أيضا في ترجمة مشاعر الحب بصدق اتجاه “لينا”، فبدت ملامحه ثابتة في أغلب الوقت.

من أفضل المشاهد التي قدمها “الشرنوبي”، غالبا التي كانت تجمعه بخالد أنور “مروان” خاصة مشهد المواجهة عندما علم الأخير أن “علي” ليس شقيقه.

كذلك المشهد الذي جمعهم في رحلة “السفاري”

رانيا يوسف: لم تترك بصمة قوية في الدور الذي قدمته، فضلا عن التحول المفاجئ، وغير المبرر الذي حدث في شخصية “إلهام” التي جسدتها، في الجزء الأول من المسلسل كانت السمة الغالبة على شخصيتها الضعف، لكن فجأة تحولت “بقدرة قادر” لشخصية قوية تلقت صدمات متتالية بثبات سواء بمعرفة حقيقة وفاة ابنها، أو معرفة خيانة زوجها “راجي”.

أحمد وفيق: نبرة صوت واحدة، مشاعر ثبايتة.. لن تجد اختلافا كبيرا في تعامله مع زوجته عن حبيبته.. ربما يكون جيدا في مشاعر الانفعال والغضب، لكنه لم يوفق في ترجمة مشاعر الحب، والحزن، يمكن وصف أدائه بـ “العادي”، والذي كان يتطلب مجهودا أكبر من ذلك خاصة أنه شخصيته محورية في المسلسل.

المنطق الغائب

 شهد المسلسل كثير من الأحداث غير المنطقية منها:

_ الحبكة الأساسية للمسلسل ضعيفة.. فكيف لرجل يحب زوجته أن يتركها تعيش في عذاب نفسي لمدة 20 عاما على أمل عودة ابنهم “علي” وهو يعلم انه متوفي، وبدلا من أن يخلصها من هذا العذاب بالمصارحة أحضر لها ابن مزيف .. وعندما علم الجميع بالحقيقة، لم يقتنع أحد بحجته، فكيف للمشاهد أن يقتنع إذن؟

_ قدم الفنان جمال عبد الناصر دور “كمال” ضابط الشرطة السابق، الذي يرفض السفر إلى زوجته وابنته في الخارج، ومتمسك بمساعدة عمه وابنته.. ولم يظهر جانب آخر في شخصية “كمال” مع تلك الأسرة التي لم تطل سوى في مشهدا واحد وهو يحدثهم عبر “سكايب”.

ثانيا: لم يكن من المقنع أبدا أن يكون ظابط سابق معروف عنه الذكاء، عندما يأتي إليه شاب ويدعي انه “علي” -لمجرد أنه معه السلسلة التي كانت مع الطفل الصغير وقت خطفه- فيأخذه من يده بدون تحري ويذهب به لأسرة “إلهام” فجأة ويقدمه على انه ابنها..وعندما يبدأ في التحري ويكتشف الحقيقة يندم أنه تسرع!!

-عُرض مشهدا أقل ما يوصف عنه إنه ركيك، وتقليدي.. في أول مواجهة جمعت بين زوجة “راجي”، وعشيقته “بسمة”، كان الحوار بينهما أشبه بكيد “النسوان” فكل طرف يريد أن يثبت للآخر أن “راجي” هو من يحبه.

-في النهاية بعد تكشّف المصائب التي ارتكبها “راجي” بمساعدة صديقه “فريد”، قرر “كمال”، ظابط الشرطة السابق أن يقف بجانب “راجي” بشرط أن يساعدهم في الإيقاع بـ “فريد”، وبدت النهاية وكأنها لابد أن تكون لطيفة حتى لا يتألم “مروان”، و”لينا” على أبيهم ” الفاسد، الخائن، القاتل”!!!

نهاية مفتوحة، ومطالبات بجزء ثاني يفسر الكثير من الأحداث غير المقنعة، والبعض يريد لقصص الحب التي بدأت في النهاية أن تكتمل.. أيا كان علينا التأكيد أن الاهتمام بتفاصيل القصة يضيف ثقل للعمل الدرامي، حتى لا يصبح مجرد مسلسل فارغ المحتوى.

12 تصريحًا لمخرج “ليل خارجي”.. أبرزها عن قناته الإلكترونية “فورتي”

شاهد: نجوم مصر في معرض النحاتّة مي عبد الله