كيانات إعلامية وهمية.. آخرهم مهرجان "ميديا كوين"

ابتسام أبو الدهب

إقامة المهرجانات بكافة أنواعها سواء كانت فنية، ثقافية، إعلامية، وغيرها، تعد خطوة هامة في الترويج لدور مصر الحيوي في دعم الفن والميديا، ولكن ليس كل ما أطلق عليه “مهرجان” كان مفيدًا. بل هناك مسابقات واحتفاليات، خاصة في المجال الإعلامي، تقام و تسئ له أكثر مما تثريه.

كل فترة، تنتشر ظواهر غير مفهومة في مجال الميديا، تحتاج إلى تفسير، أشخاص مجهولين، أو كيانات غير معروفة، تطلق على نفسها صفة الإعلام أو الصحافة، دون أي اعتبارات للمهنة، لتحقيق “شو” وللفت الأنظار إليها، أو بغرض تحقيق أرباح نتيجة النصب وتجميع الأموال من الشباب.

نرشح لك: 4 أفلام مستوحاة من كوميكس “مارفل” تتصدر قائمة الأكثر بحثًا بجوجل

ميديا كوين.. مهرجان لاختيار ملكة جمال الإعلاميات

يوم السبت الماضي، انطلقت فعاليات مهرجان -غير معروف- يسمى ملكة جمال الميديا “ميديا كوين”، في أحد الفنادق بالقاهرة، لاكتشاف المواهب الإعلامية الشابة.

المهرجان، مثله مثل سابقيه من الكيانات التي تطلق على نفسها صفة “الإعلام”، أقام أول دورة له لاختيار ملكات جمال الميديا، بالإضافة إلى تنظيمه مسابقات لاختيار إعلاميات شباب للعمل في مجال الميديا.

وتحت عنوان “نجاح ساحق لميديا كوين”، “أكبر مهرجان في مصر والعالم” في الميديا، اتسمت التغطيات الخبرية للمهرجان بالمبالغة، هذا بالإضافة إلى أن هذه الأخبار ليست منشورة على المواقع الإخبارية المعروفة في مصر.

المبدعات العرب.. مهرجان مزيف

هذه المسابقة تذكرنا، بمهرجان مماثل ،أقيم تحت عنوان “مهرجان الإسماعيلية للمبدعات العرب” أو “المونديال الدولي للإعلام-المبدعات العرب”، شهر نوفمبر الماضي، وأثار جدلًا واسعًا، بسبب استغلاله أسماء وشعارات المؤسسات الصحفية القومية، دون علمها، وذلك لإضفاء نوع من الرسمية والترويج له، وأيضًا لظهور الإعلاميات -المزعومة- بملابس عارية وغير لائقة، تعطي انطباعا مهينا عن الإعلام المصري.

بعد إقامة المهرجان المثير للجدل، أعلن المجلس الأعلى للإعلام، يوم 22 نوفمبر، أنه سيخاطب اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة حتى لا يقام أي مهرجان يخص الإعلام دون موافقة سابقة من المجلس، وذلك للتصدي لإقامة مهرجانات مجهولة تسيء للإعلام.

ورغم ما واجهه مهرجان المبدعات العرب، أقيم مهرجان ملكة الميديا، أول أمس، لصاحبه ومنظمة المخرج تامر المصري، وبإعلان “بوستر” حمل أسماء المؤسسات الصحفية والإعلامية (قناة الرافدين، الحدث اليوم، مصر الحياة، الأهرام المسائي، جريدة أنباء اليوم، الوطن اليوم).

نقابات وهمية

الأمر لم يتوقف حد إقامة المهرجانات والحفلات، إنما تعدى لإنشاء نقابات كاملة وهمية؛ فعلى سبيل المثال، منذ أكثر من عام تقريبا، تخصصت مؤسسة تحت عنوان “نقابة الصحفيين والقنوات الفضائية”، في عمل كارنيهات عضوية بمقابل مادي كبير، دون أن يكون المشترك خريجًا أو دارسًا للإعلام أو له علاقة بأي جهة صحفية أو إعلامية، بل كان يتم استخراج عضويات لأصحاب الشهادات المتوسطة والإعدادية.

تم إغلاق مقر النقابة المزيفة في الدقي، شهر يونيو الماضي، و ألقت إدارة مباحث الأموال العامة القبض على صاحب النقابة، رائد الشيمي، وتم التحفظ على بطاقات وأوراق تحمل اسم نقابة الصحفيين، جميعها مزورة.

نقابة وهمية أخرى متخصصة في إصدار كارنيهات إعلامية، على الرغم من عدم اعتمادها رسميًا من الهيئات المنظمة للعمل الإعلامي في مصر، تسمى “نقابة الإعلاميين الإلكترونيين”. بمقابل مادي تصدر النقابة بطاقات العمل بالإعلام، ولإغراء المشتركين، تدرج من ضمن امتيازات الحصول على الكارنيه بند “امكانية حضور المؤتمرات الرسمية، ومنها مؤتمرات الشباب التي تقام بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي”.

النقابة تعتمد على تصريحات واعتمادات ليست لها أي صلاحية لمزاولة العمل الإعلامي، وبالإضافة إلى إصدارها كارنيهات مزيفة، تطبع شهادات تخرج من كلية الإعلام تعليم مفتوح، و المعروف أن هذه الكلية مغلقة منذ سنوات عدة، ولذلك تُصدر الشهادات ويكتب عليها سنوات ما قبل إغلاق الكلية.

جرائد ومؤسسات

“الكارنيه الصحفي”، حلم يراود الكثيرين لدرجة استعدادهم لدفع أي مبالغ في سبيل امتلاكهم بطاقة تعترف بهم صحفيين وإعلاميين، ويعد هذا يعد انتحالًا للشخصية في المقام الأول، وانتهاكًا من المؤسسة للقوانين، ورغم ذلك تنتشر المراكز التي توفر الكارنيهات “المضروبة” مقابل مبالغ مالية.

من تلك المؤسسات على سبيل المثال، جريدة “الساعة” الإلكترونية، توفر برنامج لاحتراف الصحافة في 8 أيام فقط، ولصناعة صحفي متميز يستطيع الدخول لعالم الصحافة بكل سهولة. يحصل الدارس على شهادة باللغتين العربية والإنجليزية من أكاديمية الساعة الدولية للعلوم والإعلام، بالإضافة إلى الكارنيه بشرط دفع الرسوم الخاصة به.

“غير مهنتك في البطاقة لـ صحافة وإعلام”، رسوم الاشتراك للدارس بمفرده 1000 جنيه، وفي مجموعة بمبلغ 800، في سبيل أن يصبح الشخص صحفيا محترفا خلال مدة تدريب 80 ساعة. وكأنه لا أهمية للدراسة أو العمل لسنوات طويلة كما يفعل الصحفيين الحقيقين حتى يصبحوا محترفين بالفعل.

جريدة أخرى تسمى “الواقع الوطني”، تنظم برنامج أيضًا للصحافة المتخصصة، وتوفر كارنيه، وإمكانية الانضمام لعضوية (نقابة الإعلام المتخصص)، وأشياء أخرى، وذلك في 6 أيام فقط، بمقابل تعدى 1000 جنيه بقليل.

شاهد: في يوم الشاي العالمـــي.. كيف أصبح الشاي جزءًا من حياة المصريين!