حميدة أبو هميلة تكتب: يا هند

أكره جدا أن تصيري خبرا يا هند ، أكره جدا أيضا أن أكتب عنك أصلا بدلا من أكتب لكِ.. موت الأصحاب هو بروفة كاملة ونهائية لموتنا، حقيقة نلف وندور حولها، لذا نحن مفجوعون في رحيلنا وليس رحيلك وحدك.. الأصدقاء يشبهوننا أكثر من الأهل، حقيقة أخرى لا نلتفت لها أبدا.

وأصدقاء المهنة الواحدة هم الأكثر قربا، سنوات من الهموم والأحلام والخطط المشتركة، ماذا تحقق منها ياهند؟ لم يكن لديكِ وقت حتى لتسألي نفسك السؤال أو تبحثي عن إجابة، كنت تلهثين من هنا إلى هناك، ذهابا وعودة، بحماس ونشاط وأمل، أخيرا السلام الكامل..

نريد أن نطمئن على موت الصديقة، هل كان الأمر مؤلما؟، هل كان الموقف مفزعا، هل غادرتي الدنيا وأنتي خائفة؟، أكثر ما يقلقني هو أن موتك لم يكن هادئا، كان المشهد مروعا وقابضا أمامك.. هل موتكِ كان من هول “الخضة” أم من فداحة الإصابة؟.. أريد أن أطمئن فقط يا هند.

كل شيء ناقص يا هند، التندر على قصص “التريند”، وجهة نظرك الساخرة لما يجري، كل ما يمر على التايم لاين ولا يتبعه تعليق منك “إنبوكس” أمر جارح جدا يا هند، إنه يذبح..

المفارقة أنك أنت من تمرين على التايم لاين الآن، هل ستشاركيني صورك أيضا، وقصتك الأخيرة؟، هل أنتظر الحديث المتسع والمتشعب والمليء بالنكت والرموز التعبيرية الساخرة، تماما كما فعلتِ قبل رحليك بدقائق؟، دقائق فقط فصلت بين هند التي كانت تضحك وتسترسل في الحديث، وبين هند التي غابت إلى الأبد، لماذا لم تخبريني بما يحدث أمامك وبقلقك هذه المرة، مثل كل التجارب والأزمات التي وجدنا لها حلا سريعا، لماذا لم تطلبي النصيحة؟، لم تكن ستجدي ولكن كنت أتمنى وداعا يليق فقط يا هند، صدقيني كنت فقط أريد أن أودعك على قدر المحبة.

التكنولوجيا كانت تكذب هذه المرة يا هند.. الكل كان يؤكد أن هند لم تعد موجودة، بينما “الماسنجر” يقول أن “hend mousa” أون لاين.. إذن هل سترسل لي سكرين شوت من كوميكس مضحك الآن؟، انتظرت وانتظرت، فلم تأت إلا قصص حزينة تؤكد “خبرك” الأخير بمنتهى القسوة، تفاصيل مروعة يا هند لا تتوافق أبدا مع بشاشتك وهدوئك.. الدعاء بالرحمة والغفران لن ينقطع يا هند لك ولكل الأحبة هناك.ِ

شاهد: تشييع جنازة الصحفية هند موسى