حسام عبد القادر يكتب: عجول الشيخ خالد الجندي

حسام عبد القادر

رغم اعتراضي على كثير من آراء رجال الدين وما يقدمونه من صورة تسيء للإسلام والمسلمين أمام العالم، إلا أنّني لا أحب الخوض في هذه الآراء لأني لست متخصصا، فألتزم الصمت دائمًا على أمل أن أجد الرد من أهل التخصص إن وجدوا، ليردّوا على هذا اللغط المستمر تجاه مجتمعنا من منظور رجال الدين.

إلا أن حديث “الشيخ” خالد الجندي في إحدى حلقات برنامج “لعلهم يفقهون” فاق المدى، ولا يمكن السكوت عليه، ولا بد أن يكون لدينا رغبة مجتمعية حقيقية تجاه كل هذا الهراء الذي يجعل العالم يضحك علينا، وهذا هو رابط الحديث

لو عندك مريض أو ابتلاء.. اسمع هذه القصة الحقيقية من الشيخ خالد الجندي

لو عندك مريض أو ابتلاء.. اسمع هذه القصة الحقيقية من الشيخ خالد الجندي#لعلهم_يفقهون

Posted by dmc TV on Thursday, September 20, 2018

 

“لو عندك مريض أو ابتلاء، اسمع هذه القصة الحقيقية من الشيخ خالد الجندي”.. تحت هذا العنوان استمعنا إلى الشيخ خالد الجندي فماذا قال لا فض فوه؟. قال “إن أخاه الدكتور الحسيني، أجرى تشيك أب (أي فحص طبي)، فوجد الأطباء أنّ لديّه أوراما عديدة ومشكلة في الغدد اللمفاوية، وهو أمر خطير جدا، فذهبوا إلى عدة أطباء فأجمعوا أنّها مشكلة كبيرة وتحتاج إلى مسح ذري وأشعات وغيرها من الإجراءات الطبية”.

نرشح لك: محمد هشام عبية يكتب: المذنب.. كل هذه المتعة في “لوكيشن” واحد

وأضاف الجندي “مجرد ما سمعت ذلك، طلبت منهم ألا يتحركوا ولا يفعلوا أي شيء، فلابد أولًا أن يتم ذبح عجل، وبالفعل تم ذبح العجل، بعدها ذهبنا للدكتور فطلب أخذ عينة، فقلت لهم قبل أخذ العينة اذبحوا عجلًا ثان الآن، لأنّي سوف أفعل مثلما فعل جد النبي عبد المطلب لابنه عبد الله، وسوف أدخل المزاد!”. ثم قال موجها كلامه للمشاهدين “عندك مريض.. ادخل المزاد واذبح”.

وأوضح أنّ العينة كانت ستستغرق عدة أيام، فقال لأسرة أخيه “سمعتم عن اللطيفية”، فتعجبوا ما هي، فقلت لهم أن تقولوا اسم الله “اللطيف” عدد 4444 مرة، ولا تسألوني لماذا هذا العدد، لأن من جربوها قبلنا قالوا هكذا، ثم في ليلة ظهور نتائج العينة ذبحنا العجل الثالث، وتم توزيع اللحوم على الأقارب والفقراء. ثم طلب من طفلة عمرها سبع سنوات أن تدعو للمريض، وذهب لعجوز فوق السبعين وطلب منه أن يدعو للمريض.

وظهرت النتيجة، وبقدرة قادر لم يوجد أي أثر لأي أورام نهائيا في المريض، ثم وجّه خالد الجندي كلامه للمشاهدين وللمشايخ الذين يجلسون إلى جانبه في البرنامج ويستمعون باهتمام، قائلا: “يقوم البعض بتخصيص بادجت (ميزانية) ليعالج في أوروبا بالملايين، ولا يوجد داخل هذا البادجت ذبائح لله، وطعام للغلابة”.

إلى هنا انتهت حكاية خالد الجندي، والجميع ممن حضروا القصة في الاستوديو ومن المشاهدين، تأثروا بالقصة وبالمعجزة التي تمت بفضل العجول الثلاثة، وكبروا وهللوا.

نرشح لك: التنمر.. حرام على دينا الشربيني حلال على ساديو ماني

قام الجندي برشوة الله سبحانه وتعالى بثلاثة عجول، وبعدد 4444 ذكر اسمه سبحانه وتعالى اللطيف ودعوة طفلة وعجوز، ولم يذكر لنا ماذا يفعل من لا يملك ثمن العجول، ثم لماذا لا نلغي إذن المستشفيات والطب ونستبدلهم بذبح العجول، ويمكن أن نصدّر الفكرة أيضا للعالم ونكسب ثوابا في كل المرضى، وقد يدفعهم هذا لدخول الإسلام، ولا بأس أن يذهب الجندي في جولات إلى كليات الطب ويعطيهم محاضرات يرددون فيها أسماء الله الحسنى، بدلًا من المحاضرات التافهة التي يتلقونها دون أي داع في الطب وعلومه.

والله لقد حزنت على ما وصلنا إليه، وما يقدمه رجال الدين الذين يطلقون على أنفسهم العلماء، فهم يرسخون لمبادئ ليست من الإسلام في شيء، وينشرون ثقافة التواكل والجهل، ومع الأسف بسبب الجهل والأميّة وأميّة المتعلمين قبل أميّة الأميين، يجد هؤلاء كثيرا من التابعين إما عن جهل أو عن منفعة أو مصلحة وأحيانا نوعًا من النفاق، صحيح نحن أمّة ضحكت من جهلها الأمم.

لست ضد الدعاء ولا إخراج الصدقة على المريض بكل تأكيد، ولكن هل هكذا تدار حياتنا وهكذا نعالج مرضانا، ثم نعود ونتعجب لماذا يضحك العالم علينا، ويستهزأ بديننا والعياذ بالله.

مع الأسف، والله حزين على ما وصلنا إليه ونحن في عام 2018، والعالم يتحدث عن روبوت يجري عملية جراحية كاملة، وعن اكتشافات وتقدّم علمي مبهر، ونحن نتحدث عن ذبح العجول حتى يشفي الله المريض. لا أستطيع إلا أنّ أقول حسبي الله ونعم الوكيل.

حديث الكاتب والناشر كريم الشاذلي على هامش حفل توقيع كتاب “الملك والكتابة ” للكاتب محمد توفيق