"رصد جماهير السينما في مصر".. كيف أثرت تغيرات السوق على أنماط المشاهدين؟

نرمين حلمي

قام مشروع بحثي معنون بـ “رصد جماهير السينما في مصر”، بدعم مِن مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون “اَفاق” والمورد الثقافي، بالرصد والتدقيق في العادات والأنماط المرتبطة بالمشاهدة الجماعية للأفلام وتجارب الجمهور في الذهاب إلى السينما، والعلاقة التي تربط مؤسسات السينما المختلفة بجماهير السينما، وامتد البحث على مدار عامين تقريبًا؛ بدءًا مِن يونيو 2016 وحتى أوائل عام 2018.

“هل فقدت جماهير الدول الناطقة بالعربية حماسها لثقافة السينما في مُجملها؟”.. انطلق هذا المشروع البحثي على أصداء ذلك السؤال، الذي طُرح أثناء اجتماع الجمعية العمومية لشبكة “ناس”، خلال مهرجان برلين السينمائي الدولي، في فبراير 2016، إلى أن تطور المشروع؛ بالتعمق في السؤال الذي أثير عن علاقة الجماهير بالسينما.

شمل المشروع مرحلتين للبحث؛ استمرت الأولى ما بين إبريل وأكتوبر 2017، وعقدت خلالها 14 جلسة نقاشًا جماعيًا مع افراد مختلفين مِن جماهير السينما في سبع مدن، هن: “أسيوط، والمنيا، وبورسعيد، وطنطا، ودمياط، والإسكندرية، والقاهرة”، وجُمع خلالها ستمائة استبيان غطت المناطق الكبرى في مصر.

نرشح لك: أفلام شهر سبتمبر بدور العرض المصرية

تم إجراء مجموعتي للنقاش بكل مدينة؛ واحدة خاصة بالنساء وأخرى بالرجال؛ كما ركزت الدراسة على مَن هم بين سن الثامنة عشر والثلاثين، ثم بدأت المرحلة الثانية في نوفمبر 2017، بمراجعة المعلومات التي تم جمعها مِن خلال مجموعات النقاش والاستبيانات،
كما شملت تلك المرحلة سلسلة مقابلات مع أفراد مِن خلفيات متعددة في التوزيع والعرض السينمائي، ومع باحثين وباحثات في المجال.

اختتم هذا المشروع بصدور كتاب معنون بـ “رصد جماهير السينما”، معرفًا بأنه مشروع بحثي، قامت به الكاتبة الصحفية نور الصافوري، ونشرته شبكة الشاشات العربية المستقلة أو البديلة “ناس”، بالتعاون مع مجلة “الفيلم”؛ ويتاح قراءته باللغتين: العربية والإنجليزية، من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بموقع “ناس”، أو من خلال الكتاب المُوزع مع مجلة “الفيلم”، العدد الخامس عشر، يوليو 2018، كما أن اللقاءات مسجلة ويمكن الاستماع إليها عَبر موقع “ناس”.

يحمل الكتاب أيضا بعض الصور لمواد من أرشيف نادي سينما القاهرة، ومجلة “الكواكب”، وصور لقاعات وفعاليات سينمائية عقدت في القاهرة خلال الأعوام الخمس الماضية.

وفيما يلي يوضح “إعلام دوت أورج” أبرز النقاط التي طرحت في هذا البحث:

– نوادي السينما

تعمق البحث في فهم العلاقة التي تربط الجمهور بالسينما؛ بعد إعطاء لمحة تاريخية عن إنشاء “نادي السينما” وبدائل دور العرض السينمائي، فضلاً عن طرح عدة تساؤلات، أشارت إجاباتها إلى فهم بعض الأسباب التي أدت إلى انخراط نوعية معينة مِن الجمهور لبعض الأفلام بعينيها، كما أدت للتطرق إلى الحديث عن أسباب انتشار “نوادي السينما”.

مع زيادة الإقبال على مشاهدة السينما في مصر عَبر التاريخ، أدى ذلك إلى زيادة عدد دور العرض الموجودة، ولم يكتفِ الجمهور بذلك؛ بل فكروا في إنشاء دور عرض بديلة مثل “نادي السينما”؛ لمواجهة موجة النقد المؤسسي الذي ظهر في تاريخ الكثير مِن المخرجين، في مصر وفي عدة دول مختلفة، مثل الذي ظهر في مسيرة مخرجين مثل: دزيغا فيرتوف، وهو مخرج أفلام وثائقية شهير مِن الاتحاد السوفيتي، وفي كتابات وأفلام جماعة السينما الجديدة في مصر
خلال فترة الستينيات والسبعينيات، والحركات المشابهة مثل الموجة الجديدة في فرنسا ورومانيا.

نرشح لك: 5 أفلام مصرية مرشحة لتمثيل مصر في “الأوسكار”

وفي السياق ذاته، تحدث يوسف الشاذلي، مدير سينما “زاوية” في منطقة “وسط البلد”، بالقاهرة، التي تعمل بشكل مستقل عن شركات التوزيع الكبرى، عن أن ثمة حاجة إلى الحفاظ على المساحة التي تخلقها “زاوية” وهي على حد قوله مساحة تمتد إلى ما هو أبعد مِن السينما حيث تصبح مكان للقاء ومساحة للجدل حول الأفكار والعمليات التي نصبح من خلالها ذواتًا، أي إدراك شكل وجودنا كأفراد في المجتمع.

مؤسسات مثل “زاوية” و”مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة” وغيرها مِن المؤسسات السينمائية، تساهم في تشكيل جماهير وجماهير مضادة، ليس فقط فيما له علاقة بالسينما وإنما فيما له علاقة بفضاء وجودنا. وهي تساهم أيضًا في تكوين وتثبيت الحراك المدني القائم على مساحات التلاقي والنفور بين تلك الجماهير ومِن خلال تخيلها لهياكل إدارية جديدة تساهم في تكوين خبرات بديلة لاتخاذ القرارات.

امتد تأثير “نادي السينما” إلى المحافظات النائية والمناطق؛ التي لا تنعم برفاهية وجود دور عرض سينمائي؛ مثل ما حدث في “بني سويف”، بالتزامن مع صدور قرار إغلاق اَخر دار سينما في مدينتهم منذ سنوات، قرر طلبة جامعة “بني سويف” إنشاء “نادي سينما” تحت إشراف الباحثة السينمائية مروة عبد الله، على ألا يكونوا مجرد مستهلكين بل أيضًا منتجين، تدعمهم معرفتهم بأدوات التكنولوجيا، كما هو الحال دومًا في الحديث عن جماهير هذه الأيام، وقد اتخذوا موقفًا تجاه نقص التنوع في عروض الأفلام المتاحة لديهم.

تأرجح حال “نوادي السينما” مثل حال العديد من دور العرض السينمائي في القاهرة والمحافظات الأخرى؛ وفقًا لتأثرها بالعوامل الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية على مرً الأزمنة، ولكنها استطاعت أن تعود بقوة مرة أخرى إلى المشهد الثقافي المصري؛ كأحد المنافذ التي تمثل فرصة رحبة للمشاهدة الجماعية للأفلام والنقاش حولها، مع بداية الألفية الجديدة.

-جمهور المشاهدة الجماعية

بالحديث عن نوادي السينما، ودور العرض السينمائي، والفرق بينهما وبين مشاهدة أفلام عَبر
أي مِن المنصات الإلكترونية الحالية، ومن خلال اَراء بعض المشاركين في البحث الميداني، يسرد البحث أنواع مختلفة مِن جماهير السينما، وأنماط مشاهدة الأفلام وأسبابها؛ وهو الأمر الذي استطاع بالتبعية أن يوفر بعض المعلومات، التي تفيد المؤسسات في توقع عادات وتصرفات جماهير السينما، وبناء استراتيجيات مستدامة للتواصل مع الجمهور والتفكير بشكل مُحكم وفعال في عملية بناء جماهير متنوعة للمجال السينمائي.

“الأفلام التي أحبها هي الأفلام التي أود دائمًا مشاهدتها في دور السينما وليس على شاشة الكمبيوتر أو التليفون. أود حينها أن أعير انتباهي للفيلم وأن أقلل مِن مصادر تشتيت الانتباه”..كان هذا أحد اَراء الرجال المشاركين في مجموعة نقاش خاصة بالرجال، بين سن 25 و30 عامًا، في بورسعيد، والذي يميز نوعية المشاهدة السينمائية عن غيرها.

نرشح لك: هل يشاهد جمهور تامر حسنى أفلام محمد رمضان؟

الحقيقة أن هناك مراكز بديلة لدور العرض السينمائي، أوضح البحث أنها لم تنشغل فقط بتوفير ساحة عرض مناسبة للأفلام، بل اهتمت أيضًا بخلق مكان يحافظ على تاريخ السينما ويتناوله في عدة مجالات وجلسات للنقاش، مثل مركز “سيماتك – مركز الفيلم البديل” في القاهرة، والذي اختير اسمه في الأساس؛ وفقًا لكلمتي: “سيما”، و”سينماتك” التي تعني مكان يحافظ على السينما ويخلق سياقات لتناول وزيارة هذا التاريخ، إلى جانب عرض الأفلام وتوفير الورش المختلفة، بحسب ما ذكرت ياسمين دسوقي، المديرة الفنية لـ “سيماتك”، في حوارها مع “الصافوري”، ضمن الحوارات المنشورة داخل البحث؛ مشيرة إلى أنهم ينشغلون دائمًا بتخيل طبيعة الجمهور المستهدف لـ “سيماتك”.

تناول البحث عدة عناصر تسهل على المؤسسات السينمائية إدراك طبيعة ما يحتاجه الجمهور، في مثل تلك العروض، مثل اختيارهم لتوفير ترجمة بعض الأفلام الأجنبية إلى العربية وغيرها من الإمكانيات والتقنيات، التي تسهل وسيلة التواصل بين الجمهور والفيلم، وتساعد المؤسسات في اختيار أماكن مناسبة، إذا رغبت في التوسع وافتتاح فروع أخرى لها في أماكن ومحافظات مختلفة، لإتاحة سياقات إجتماعية متعددة و مريحة واَمنة لتجربة المشاهدة الجماعية، سواء للجمهور الحالي أو المحتمل في المستقبل.

نرشح لك: موقع Festival Scope.. شاهد أهم الأفلام وأنت في مكانك

-بناء الجمهور

اعتمدت مجموعات نقاش البحث الميداني المختلفة، على استخدام تقنيات “السرد القصصي والإيحائي”؛ للحصول على إجابات غنية بالتفاصيل، فضلاً عن الكشف عن القيم والسلوكيات
التي يظهرها الأشخاص في تجاربهم مع السينما؛ والتي أدت إلى سرد المشاركين والمشاركات، حكايتهم وهم يتذكرون اَخر مرة ذهبوا فيها إلى قاعة عرض سينما، فضلاً عن إبداء اَرائهم حول أحد الأفلام وتفسيرهم لسبب شعورهم بالقرب من بطل الفيلم أو شخصيات العمل الرئيسية.

ظهر في التحليل الإحصائي لنتائج البحث الميداني، الذي أعده مكتب الإستشارات التسويقية والإدارية “فاي نولدج” في القاهرة، التشابهات والأنماط السلوكية المشتركة داخل هذا الجمهور؛ والذي يعد أمراً مهمًا للغاية من أجل دراسة السوق وجمهوره جيدًا، فالرعاة والمستثمرين بحاجة للتأكد مِن معرفة مؤسسة السينما بالسوق، الذي يمارس النشاط بداخله، قبل التعاون مع تلك المؤسسات، بحسب ما أشارت إباء التمامي، خبيرة التسويق والإدارة والتخطيط، والمستشارة الميدانية لمشروع البحث.

تابعت “إباء” موضحة أنهم يريدون دائمًا أن يكون لدى المسؤولين والمسؤولات عن عرض الأفلام أو توزيعها أرقامًا واضحة عن قاعدة الجمهور القائمة وعن الجمهور المحتمل، كما يريدون أن يروا أن لديك خطة استراتيجية؛ للحفاظ على قاعدة الجمهور القائمة وللوصول للجمهور المحتمل.

للتعرف على أدوات البحث الميداني والعرض الإحصائي لمخرجات البحث المقدم “هنا

-نماذج جمهور السينما

كان تقسيم المجموعات على حسب السن والنوع الإجتماعي مفيدًا؛ لتوضيح عدة جوانب عن اختيارات تجربة الذهاب إلى السينما، حيث يعتاد الطلبة من سن الجامعة مثلاً الربط بين الذهاب إلى السينما وأنشطة أخرى يقومون بها مع الأصدقاء غالبًا أثناء عطلة نهاية الأسبوع.

أما الأشخاص ما بين سن الخامسة والعشرين والثلاثين، سواء كانوا رجالاً أو نساء، غالبًا ما يكونون مخطوبين أو متزوجين؛ وبالتالي الذهاب إلى السينما بالنسبة لهم نشاط يأخذ الطابع العائلي أو يكون نشاطًا مرتبطًا بالزوجة أو الخطيبة، كما ذكرت سيدة في التاسعة والعشرين مِن عمرها في إحدى المجموعات في الإسكندرية، أن تجربتها في الذهاب إلى السينما، ستتحسن بشدة إن كانت هناك حضانات متصلة بدور العرض، تستطيع أن تترك فيها أطفالها
الصغار فترة مشاهدة الفيلم، والعودة لأخذهم بعد انتهائه، ورددن سيدات أخريات في مجموعات نقاش أخرى اقتراحات مشابهة.

ولكن أوضحت مجموعات نسائية تقل أعمارهن عن 30 عامًا، سبب عدم ذهابهن إلى السينما بكثرة؛ بسبب التحرش الجنسي، كما أثرت الاعتبارات الإقتصادية على الردود أثناء النقاشات؛ فالمجموعات الأصغر في السن كانت في الأغلب تحصل على المال من الأمهات والاَباء، وبدوا أكثر استعدادًا للبحث عن عروض أفلام مجانية، بالمقارنة مع مجموعات الأكبر سنًا،
التي زاد فيه ذِكر ضيق الوقت؛ كسبب لعدم الذهاب إلى السينما والاحتياج إلى تقليل مصروفات الأسرة، كسبب لتقليل النشاطات الترفيهية التي يقومون بها.

نرشح لك: أسماء الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة

هناك عدد من العوامل المشتركة الأخرى التي تؤثر على قرارات وسلوكيات غالبية الجماهير وعلى عادات المشاهدة والذهاب إلى العروض. خارج العاصمة تصبح اختيارات مشاهدة الأفلام أقل فأقل حيث تمر أشهر عديدة قبل أن تُعرض أفلامًا جديدة في دور السينما، في بعض المحافظات مثل “أسيوط” لا توجد دور سينما قابلة للاستخدام من الأساس. في محافظات أخرى مثل “دمياط”، تقع دور السينما في المنتجعات السياحية مثل رأس البر، وقد تم مؤخرًا افتتاح دور جديدة في أحياء غنية مثل دمياط الجديدة، على أطراف المدينة القديمة، والتي لا يزورها إلا أفراد قليلون.

وحين سُئل المشاركون والشاركات عن مشاهدتهم لـ “الأفلام الأجنبية”، كانت الأغلبية تتحدث عن أفلام هوليوود الناطقة بالإنجليزية؛ إلا أنه مع التعمق في الحديث ذكر البعض أفلام بوليوود، والأفلام التركية، كما ذكرت قلة السينما الفرنسية والإيطالية. وكان هذا الأمر مفاجئًا وغريبًا؛ لتطرق الحديث إلى أفلام بوليوود والأفلام التركية؛ لأنه من شبه المستحيل العثور على عروض لتلك الأفلام في دور السينما المصرية اليوم، بالإضافة إلى ذلك، خارج المدن الكبيرة مثل القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، لا تعرض دور السينما الأفلام الأجنبية على الإطلاق؛ لأنها غير مجهزة تقنيًا بشكل مناسب؛ لعرض صيغ مختلفة مِن الأفلام، وبالتالي لا تشاهد الغالبية الأفلام التركية وأفلام بوليوود في السينما، وإنما على شاشة التلفزيون، كما أصبح للمسلسلات التركية المدبلجة مثلاً شعبية كبيرة في مصر خلال السنوات الماضية.

يصعب الجزم بإذا كانوا يعتبرون مشاهدة تلك الأفلام على شاشة التلفزيون، بمثابة عرض سينما بالنسبة لهم، ولكن مما لا شك فيه أن عددًا مِن المشاركين والمشاركات، ذكروا أنهم أحيانًا يخفضون الأضواء ويصنعون الفشار في المنزل، حول شاشة التلفزيون؛ في محاولة لمحاكاة حالة المشاهدة أثناء عروض السينما.

وفيما يتعلق باختيار الأفلام، فالقصة هي عامل الجذب الأساسي لغالبية الجمهور؛ البعض يُفضل قصصًا تتصل بحياتهم الشخصية، بينما يفضل البعض الاَخر قصصًا تسمح لهم بالهروب مِن روتين حياتهم اليومية.

نرشح لك: “الأوسكار” تؤجل قائمة “الفيلم الشعبي” منعًا للنزاعات

أظهر العمل الميداني أيضًا أن هناك اختلاف بين سلوكيات وتعامل الجمهور إزاء دور السينما التجارية وأماكن قاعات السينما البديلة مثل “زاوية”، حيث روى محمد سعيد، مدير موقع سينما “زاوية” بالقاهرة، والذي لديه خبرة سابقة أيضًا في إدارة دور سينما تجارية في القاهرة، بعض القصص التي رأها بنفسه قبل أو بعد عرض أي مِن الأفلام؛ والتي كانت أحدهم مرتبطة بعرض فيلم “هدية من الماضي” للمخرجة كوثر يونس عام 2015، حيث كان هناك عددًا مِن الجمهور يأتي إلى العرض، وبعد مشاهدته يشتري عددًا مِن التذاكر؛ ليتركها بالمجان لمَن سيأتي بعدهم لمشاهدة الفيلم.

سلط البحث أيضًا الضوء على اَليات التمويل الخاصة بالمهرجانات السينمائية ودور العرض السينمائي، وعلاقة الجمهور بمؤسسات السينما منها بعض تأملات الأشخاص في تفاعلهم مع السينما، من خلال اللجوء إلى السيرة الذاتية، مثل ما تظهر القصص والذكريات عن تجربة الذهاب إلى دور السينما في أشكال منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي، وأحيانًا في مذكرات منشورة، مثل كتاب “أنا والسينما” للكاتب إبراهيم عبد المجيد، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية عام 2018، والذي قام مؤلفه بالنظر في علاقته بالسينما ولكن في نفس الوقت متخطيًا ذلك، ليشمل طرحه نقاشًا حول الثقافة في نطاقها الأوسع.

كل ما يميز تلك الكتابات أنها شخصية ومشحونة بالمشاعر، تميل إلى اعتبار التفاعل مع السينما جزءًا مِن رحلة شخصية وقد يكون هذا مؤشرًا على تغيرات أكبر طرأت على علاقة الجماهير بالسينما.

-الخلاصة

ليس لمشروع “رصد جماهير السينما: مصر” خلاصة نهائية، أو حتى حزمة مِن الاستنتاجات، بل أشارت “الصافوري” أنه يجب أن تظل موضوعاته محلاً للنقاش المستمر، اَملة أن يقود المسار الذي اتخذه هذا المشروع إلى رؤية بعض العقد الشائكة التي تلتف حول الدراسة المعنية بتجربة الذهاب إلى السينما وبأنماط جماهير السينما في عصرنا الحالي.