17 تصريحا لـ هشام الخشن.. أبرزها عن كواليس كتابته لـ "حدث في برلين"

أدار الندوة: إسلام وهبان

أعدها للنشر: نرمين حلمي

استضاف “إعلام دوت أورج” الكاتب والروائي هشام الخشن، لمناقشة روايته الجديدة “حدث في برلين”، الصادرة مؤخرًا عن “الدار المصرية اللبنانية”، والتي تدور أحداثها في الفترة ما بين نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، وتتمحور الفكرة الرئيسية للرواية حول معاناة النازيين وهروبهم بعد هزيمة هتلر وانهيار ألمانيا، وملاحقة اليهود لهم وعمليات الاغتيال التي تمت بحق الكثير منهم.

نرشح لك: “حدث في برلين”.. كيف أعاد هشام الخشن قراءة التاريخ بشكل مغاير؟

حضر الندوة نخبة من الكُتاب والنقاد والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي وهم: الإعلامي خالد منصور، والكاتب أحمد مدحت، والشاعر والسيناريست أشرف توفيق، والكاتب الصحفي والسيناريست محمد هشام عبية، والشاعر أحمد شبكة، والكاتبة الصحفية نضال ممدوح، والكاتبة مي سعيد.

وفيما يلي أبرز تصريحات “الخشن” عن كواليس كتابته ل “حدث في برلين” وأعماله الأدبية السابقة:

1– استلهمت فكرة رواية “حدث في برلين” من قصة دكتور ألماني نازي، كان مجرمًا يقوم بقتل اليهود بعد حقنهم، وقد جاء إلى مصر هربا من ملاحقة اليهود له بعد انهيار ألمانيا وسكن بمنطقة “الحسين” باسمه المصري “طارق”، وعندما توفى بمرض بالسرطان، أتفق ابنه على دفنه في مدافن الصدقة باسم وهمي؛ وهو الأمر الذي أحال دون وصول اليهود إلى جثته، ومن ثمً بحثت في قصص النازيين، الذين أتوا إلى مصر وبدأت السير وراء خيط الرواية.

2– لفظة “ستراديفاري” ارتبط معناها بما فوق الكمال؛ عندما بحثت عن أصل الكلمة، وجدت حكاية تنص على أن هناك اَلة كمان لـ ” أنطونيو ستراديفاري” مفقودة بالفعل في الواقع، وكان ملازمًا لذهني دومًا أن أكتب عن تلك الحكاية في أية من رواياتي؛ وهو ما نفذته في “حدث في برلين”.

3– كتبت رواية “حدث في برلين” في ثلاثة شهور، ولم أقرأ أي من الكتب العربية أثناء كتابتي للرواية، ولكن أثناء بحثي وتحضيري وتجهيزي للرواية الذي استغرق قرابة عامين، قرأت عدة روايات تستخدم فكرة القفزات ما بين التواريخ والتقسيمة  بين الأزمنة والأماكن؛ وهو تكنيك كتابة غربي، أعجبني ونفذته في متن “حدث في برلين” مع بعض الإضافات.

4– منذ بدأت الكتابة، وأنا أؤمن تمامًا أن الإنسان “رمادي”؛ لا هو أبيض ولا أسود؛  ولذا تجد نفسك تحب شخوص رواياتي وتكرهها في نفس الوقت، مثل شخصية “ليليان” في “حدث في برلين” تارة تكرهها حينما تجدها متواطئة في التسهيل لما حدث لليهود في ألمانيا وإبلاغها عن تحركاتهم، وتارة تتعاطف معها لما تعرضت له بعد ذلك.

5– رواية “حدث في برلين” كانت مكتوبة بترتيب مغاير لما اَلت إليه؛ حيث إنها كانت تعتمد على بداية مشوقة أخرى؛ من خلال خطف “أيخمان”، غير البداية الحالية المتمثلة في مشهد مزاد الكمان، فضلاً عن ترتيب الفصول بشكل اَخر؛ ولكني فضلت تغييرها لتقسيمة الأزمنة والتواريخ وإبقاءها على هذا الحال.

6– لدي خط محدد في كتاباتي للتعبير عن مساوئ البشر مع بعضهم البعض، خاصة المرأة ولذا سر اختياري لتكون البطلة سيدة؛ للتعبير عن المعاناة التي تواجهها السيدات عبر الأزمنة، فضلا عن كون المرأة كائن ثري للكاتب يساعدة في خلق مشاهد وأحداث مختلفة؛ مثل المشهد الذي صور حجم المعاناة التي تعرضت لها “ليليان” أثناء عبورها الحدود في إيطاليا؛ فالكتابة بالمرأة تعطي لك مساحة أكثر للتعبير.

7– السبب وراء استخدام حديث إذاعي في أحد مشاهد “حدث في برلين” وليس حوارًا تلفزيونيًا؛ هو أن الرواية كلها “أصوات”؛ بها صوت “كمان” وصوت الراوي و4 أصوات لشخوص أخرى؛ فإذا فتحت أي جزء من أجزاء الرواية؛ ستعرف على الفور مَن الذي يتحدث.

8– كلمات كل فصل من رواية “حدث في برلين” تتراوح ما بين 950 لـ 1050 كلمة، ولا يوجد أي فصل أقل أو أكثر من ذلك.

9– مشهد النهاية في “حدث في برلين” تغير تمامًا؛ حيث أنها كانت تنتهي بمشهد اَخر وبنهاية سعيدة في المستشفى أثناء زيارة “ليلى” لـ “جريتا”، ولكنها زادت فصلاً وتغيرت للنهاية الحالية؛ بعدما قرأت زوجتي الرواية وعلقت على أنها تريد تغيرها لنهاية أخرى؛ نظرًا لأنها نصف فلسطينية، وأرادت ألا يظهر اليهود بهذا النقاء.

10– كل ما كان يحدث قبل القبض على “أيخمان”، كان بمثابة مطالبات لحقوق اليهود الذين قتلوا في ألمانيا فقط، دون إثارة لقضية “الهولوكوست”؛ بحسب ما كانت النظرة محدودة جدًا قبلها، حيث إن قصة “أيخمان” كانت بداية المطاردة والمطالبة بتعويضات لليهود.

11– لم تتناول الرواية فقط النظم السياسية بألمانيا بل تم الإشارة لنظام عبد الناصر من خلال شخصية “كامل” ونفوذه.

 

12– لا أحب الإسهاب في الكتابة والوصف الزائد في بعض المشاهد؛ حتى لا أفقد تركيز القارئ، فضلاً عن أنني أحبذ أن يكون القارئ شريكًا في النص ويتجاوب معه؛ فكل نهايات رواياتي مفتوحة، إلا “حدث في برلين”.

13– أفضل الكتابة بأسلوب بسيط بعيدًا عن استخدام المصطلحات اللغوية المعقدة؛ ففي كل إجاباتي أقدم لغة سهلة للقارئ، إلا أنني قررت أن أتخلى عن هذا خلال رواية “تلال الأكاسيا”، ولكني لن أكررها مجددًا، بالإضافة إلى إنني اتخذت قرارًا بألا تزيد أية رواية من رواياتي عن 250 صفحة؛ وفقًا لمتطلبات العصر الذي نعيشه حاليًا.

14-كتبت “7 أيام في التحرير” من خلال تجربتي الخاصة وما عشته حينذاك، أمًا سبب التطرق للأوضاع السياسية في أعمالي سواء كان في “7 أيام في التحرير” أو “جرافيت” أو “حدث في برلين”؛ لأننا لا يمكن أن نتغاضى عنها بشكل تام؛ فهى تمسنا بشكل أو باَخر في كل أوجه الحياة ونتأثر بها.

15– ليس لدي فكرة أنفذها للعمل على جزء ثانِ من رواية “جرافيت”، ولا أنوي على تقديم أي أجزاء ثانية من رواياتي السابقة.

16– بخلاف الرسالة الأساسية للرواية، كانت هناك رسالة فرعية حاولت أن أقدمها بين السطور وهو انتهاء كل الأنظمة الغاشمة ولو بعد حين مثلما حدث مع نظام النازي.

17– منشغل الآن بترجمة “حدث في برلين” أكثر من تحويلها لعمل درامي، وأعتقد تحويل هذه الرواية لفيلم أو مسلسل مصري سيكون صعبا بعض الشيء لكون أغلب الأحداث قد تمت خارج مصر.