ياسر أيوب يكتب: أيهما أفضل الآن المدرب المصري أم الخواجة؟

تحتمل كرة القدم وتقبل كل الآراء ووجهات النظر.. وتمنح هذه اللعبة الجميلة أيضا للجميع الحق فى إبداء آرائهم لكنها لا تمنح فى المقابل أى أحد الحق فى أن يكون وحده صاحب الصواب أو مالك الحكمة واليقين.. وبهذا المنطق يحق لى الاعتراض على الاستعانة الآن بمدرب أجنبى أيا كان اسمه أو مكانته لمنتخبنا القومى بعد هذا الذى جرى فى المونديال الروسى.. فالأسباب المطروحة طول الوقت للتعاقد مع أى من هؤلاء المدربين الأجانب أهمها الاستفادة من الخبرة الدولية لمزيد من تطوير الكرة المصرية ومنها أيضا الوجاهة الكروية أو تقديم الدليل للجماهير المصرية بأن اتحاد الكرة لا يتأخر ولا يبخل بأى إمكانات مادية من أجل منتخب مصرى قوى.

نرشح لك: ياسر أيوب يكتب: ماذا بعد الخروج المخزي من المونديال؟!

منتخبنا الآن يحتاج أولا إلى إعادة وضع الأسس الكروية الصحيحة قبل الاستعانة بأى مدرب أوروبى.. يحتاج إلى إعادة بناء إدارى وفنى ونفسى أيضا قبل أن يأتى الخبير الأجنبى ليجد أمامه منتخبا على استعداد للتطوير والطموح.. ولست هنا أتحدث عن انتقاء لاعبين أو خطط لعب وإنما عن الفكر الحاكم لهذا المنتخب واللوائح والنظام الصارم الذى سيدار به هذا المنتخب إداريا وفنيا أيضا.. فالمدرب الأجنبى الآن قد يكون عظيما ورائعا فى خبراته وتجاربه لكنه سيصطدم بواقع مهلهل يميل إلى الفوضى والأهواء والضغوط النفسية والإعلامية، وبالتالى يكون راتبه الضخم مجرد مال تمت بعثرته فى الهواء.

ومن العبث أن يجرى اختصار تجربة منتخبنا فى المونديال الروسى الحزينة والمخجلة فقط فى كوبر.. وبالتالى لا يتطلب الأمر أو يحتاج إلى مجرد استبدال كوبر بأى مدرب خواجة آخر.. فهذا ليس ضمانا على الإطلاق لتغيير أحوال المنتخب أو حتى تعديلها وتحسينها لنملك أحلاما كروية مشروعة وقابلة للتحقيق.. وقد أكون مخطئا لكنه اجتهاد ربما كان صحيحا وواقعيا أيضا.

ولست أكتب ذلك دفاعا عن مدرب مصرى بعينه كما قد يتخيل ذلك بعض المقتنعين دائما بأنه لابد أن تكون هناك أسباب أخرى خفية لأى كتابة أو كلام.. وأتمنى أن يبدأ اتحاد الكرة بمدرب مصرى يجمع هذا الشتات المبعثر ويضع حدا لأى فوضى وعبث ومجاملات وضغوط.

وفى نفس الوقت سياسة جديدة لاتحاد الكرة تعتمد أكثر على العلم والطب الرياضى الحديث بكل ما يلزمه من تحاليل وتحديد غذاء وتدريب وإعداد بدنى ونفسى وتحويل المنتخب إلى مؤسسة مستقرة قبل التعاقد مع أى خواجة.