تفاصيل صراع الأجيال في إعلام دوت أورج

إيمان مندور – إسلام وهبان

نحاول في إعلام دوت أورج أن نجتهد يوميًا في تدعيم الروابط التي تجمع فريق العمل، لتكون تجربة الموقع ليست رائدة في التخصص والمواد الصحفية المقدمة فقط، ولكن في العمل الجماعي أيضًا، لذا تتشابك العلاقات وتتنوع فيما بيننا، سواء زواج أو خطوبة أو صداقة أو زمالة، لتنتهي بشعار واحد مميز في النهاية وهو “أسرة إعلام”.

ولأنه لا مفر من الخلافات والشد والجذب، لا سيما إذا علمتم أن فريق تحرير الموقع في اجتماع لا ينتهي أبدًا لأنه منعقد أونلاين طوال الوقت، كنا ننهي أغلب النقاشات الجدلية بيننا دومًا بالسخرية من انقسامنا لفريقين؛ جيل 80 وجيل 90، هذا يسخر من صغر سن ذاك، والأخر يراه “دقة قديمة”، إلى أن يتدخل رئيس التحرير -الذي ينتمي لجيل السبعينات- وينهي حوار “العيال اللي شغال”.

نرشح لك : كرم جبر: نسبة العمالة الزائدة في الصحف 70%

وبعمل إحصائية بسيطة وجدنا أن 50% من فريق الموقع من مواليد الثمانينات ونصفه الآخر من مواليد التسعينات، الأمر الذي يخلق بيننا الكثير من المواقف المتعلقة بالفجوة الزمنية بين الجيلين في الكواليس، فترتبط أغلب المواد الصحفية المُقدمة للجمهور -رغم جديتها- بذكريات وأحاديث ساخرة لا يعلم عنها القرَّاء شيئًا، لكنها تظل عالقة في ذاكرة فريق العمل.

وعليه، إذا أقررنا حقيقة أن العمل الصحفي يجعلك تتعرف يوميًا على عشراتٍ من المصادر والشخصيات الهامة التي ربما لم تكن تعرف عن بعضها أي شيء، فتزداد خبرتك بالتقادم، فلن يجعلنا ذلك نغفر لأحد المحررين اكتشفنا مصادفةً أنه لا يعرف الفنان صلاح قابيل أو أديب كخيري شلبي، أو معلق رياضي مثل كابتن محمد لطيف، والسبب الوحيد هو أن المحرر ينتمي لجيل التسعينات ولم يشاهد أو يتابع هؤلاء من قبل.

أيضًا فوجئنا ذات مرة خلال حديثنا بصالة التحرير “الافتراضية” أن إحدى الزميلات –ولن أشير إلى أنها تشاركني كتابة هذا الموضوع الآن واسمها مكتوب أعلاه- لا تعلم شيئًا عن الفنان شفيق جلال رغم أن لقبها المتداول بيننا على اسم أشهر أغنياته، وبعد وابل من السخرية والتهكم من باقي الزملاء الأكبر سنًا، أهداها رئيس التحرير بطريقته الساخرة أغنية “أمونة”، لتنبهر بها لأنها تسمعها لأول مرة، لكن بعد إيه !

نرشح لك : شفيق جلال.. رحل تاركًا “أمونة” بلا جواب

ولأن منهج إعلام دوت أورج هو تكوين صحفي شامل، يتمكن من الكتابة في مجالات عدة، مع تميزه بالتأكيد في أحدها عن الأخرين، نجد صعوبة بعض الشيء في فعل ذلك في المجال الثقافي، وتحديدًا مع صغار المتدربين بالموقع -والذين ينتمون لأواخر التسعينات- فهم يعرفون جيدًا الروائي الراحل أحمد خالد توفيق، وأغلب أعماله الأدبية، بل ويحفظون مقولاته عن ظهر قلب، لكن في نفس الوقت لا يعرف بعضهم أديبًا مثل عبد الرحمن الشرقاوي أو الروائي مكاوي سعيد، فذات مرة سأل الزميل إسلام وهبان، رئيس القسم الثقافي، أحد المتدربين حديثي التخرج عما فهمه من أحد العناوين التي نشرت بالقسم الثقافي بالموقع وكان “زهرة البستان تقيم العزاء الثاني لمكاوي سعيد”، ليكون رده: “ممكن تكون واحدة لقبها زهرة البستان بتعمل عزاء لفنان أو واحد مشهور اسمه مكاوي سعيد!”… معلش يا إسلام.

ومع تطور مبدأ “ما اوعاش عليه ده” في الموقع، تحوّلنا من فريقي 80 و90، إلى فريق “واحد مش عارف والباقي بيشرح له”، ولم نعد نستغرب من يتواجدون بيننا ولم يروا من قبل فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، ولا يعرفون شخصية فاطمة تعلبة في مسلسل “الوتد”، أو فيلم “30 يوم في السجن” ولم يستمعوا إلى مونولوجات ثلاثي أضواء المدينة، أو أن إحدى المحررات كانت في “الدَرْس” في الثانوية العامة، وقت تنحي مبارك وخطاب اللواء عمر سليمان الشهير.

وللإنصاف جيل 90 لا يعاني فقط من الجهل ببعض الشخصيات والأعمال الفنية أحيانًا، لكن من اندهاش بعض المتدربين الجدد حينما يعلمون السن الحقيقية لمسؤولهم المباشر -الجاد في التعامل- خلال العمل، إذ يكون بعضهم أكبر سنًا منه، فنجد رسائل من نوعية: “إيه ده بجد ده سنك؟! على كده أنا أكبر منك بكذا سنة.. بس مش باين من تعاملاتك”، لينتهي الأمر بقيام الصحفي الصغير سنًا بإخفاء عمره الحقيقي في بداية أي تعاملات، لكن ما يلبث أن ينكشف أمره بسبب “قلش” رئيس التحرير المستمر.

وعلى النقيض، يصطدم جيل الثمانينات بالأعمال الفنية التي تربى عليها جيل التسعينات خاصة افتكاسات قناة “سبيس تون” وما قدمته لهذا الجيل من أفلام ومسلسلات كرتونية، وبعض المطربين الجدد والفرقة الغنائية التي ظهرت مؤخرًا، لكن ما يجعل الأمر أكثر متعة وفكاهة هو التحديات والإيفيهات التي يذكرها رئيس التحرير خلال الشيفتات وسؤاله عن قائل هذا الإيفيه وفي أي عمل فني، ويفوز هو بالتحدي في أحيانٍ كثيرة وعن جدارة، ويبدأ بعدها بحملة تهكم وقلش من العيار الثقيل على فريق العمل “اللي كله أندر إيدج”.