شيرين حجازي: "بُرقع الحيا" يوثق تجربتي الحقيقية.. وصعوبة "شرق12" الأبيض والأسود

شارك العرض المسرحي الراقص "بُرقع الحيا" ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان إيزيس الدولي للمسرح والتي تُعقد في الفترة من 16 إلى 22 مايو الجاري بالقاهرة.

"بُرقع الحيا" عرض مسرحي راقص يحاور ويحلل فكرة امتهان المرأة للعمل الفني والنمطية عن العاملات بالقطاع الفني سواء بالتمثيل أو الرقص أو الغناء وأنهن خلعن بُرقع الحياء.


حاور "إعلام دوت كوم" مُخرجة العرض وصاحبة فكرته شيرين حجازي عن تفاصيله، وكيف جاءتها فكرته، وأبرز الصعوبات التي واجهتها، ومُشاركتها في العرض كمُخرجة وصاحبة الفكرة وكراقصة ومصممة ومنفذ ملابس أيضا، وكيف وجدت مُشاركة العرض بفعاليات الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، وتفاصيل مُشاركتها في فيلم "شرق12" والذي يُشارك في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ 77، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:


ـ فكرة "بُرقع الحيا" جاءت عن تجربة حقيقية عشتها أثناء تأسيسي لفرقة رقص شرقي فوجدت معظم من يريدون تعلم الرقص الشرقي لأنفسهم فقط ولا يريدون ممارسته أمام المجتمع فأول أوديشن قمت به تقدم لي 70 فتاة منهم 40 لا يفضلن الظهور بوجوههن أمام الجمهور.

ـ عند تأسيسي لـ "عوالم خفية" كفرقة رقص شرقي مُستقلة اصطدمت بالصورة الذهنية الراسخة بأذهان الكثيرين عن الرقص الشرقي وحصره في الرقص بالكباريهات وأمام الرجال وهم يشربون الخمور ولكن هذه صورة خاطئة فالرقص الشرقي هو الرقص التاريخي المصري وفن راقي وأصل كل أنواع الرقص التي ظهرت فيما بعد.

ـ نشأنا وتربينا على مدرسة بديعة مصابني كأول راقصة قدمت الرقص المُعاصر فكانت تمزج رقصات من كافة أنحاء العالم وتمزجه بالرقص الشرقي فقامت بعصرنة الفن الذي قدمته ومزجته بالفلامنكو والجاز، وهدفي من "عوالم خفية" هو الرقص في الأفراح والشوارع والمسارح وأي مناسبة وبأي مساحة وفي كل مكان طالما أن هذا المكان يتوافق مع أفكاري وأهدافي وأهداف الفرقة التي كونتها.


ـ قررت أن أصنع لنفسي فرصة عمل وتقديم فكرة ليست موجودة حتى لا أنتظر مكالمة عمل من أحد، كما أن فكرة "عوالم خفية" تقديم رقص شرقي بعدد من الراقصات فالرقص الشرقي قديما كان يقدم تابلوهات جماعيه على عكس ما يُقدم حاليا فنجد أن ظهور راقصة واحدة وخلفها الباند "رقص سلو".

ـ الفتيات يردن أن يرقصن أي نوع من الرقص إلا الرقص الشرقي لذلك حرصت أن يكون أول عرض لـ"عوالم خفية" عما حدث معنا في التأسيس "مطبخ عوالم خفية" كيف بدأنا وما واجهنا فقدمت "بُرقع الحيا".


-وضعت أكثر من خط درامي فنجد أن هناك خط مرتبط بالفتيات اللاتي لم تستطعن الاستمرار بالرقص واهتممت كثيرا بهذا الخط في هذه النسخة تحديدا وطرحت هذه الإشكالية بشكل واضح وصريح وكيف يخضعن الفتيات للأمر الواقع، والخط الدرامي الثاني كان عن فن الرقص ذاته وكيف يكون امتهانه هلاك ومحبط واخترت مكاتب الكاستينج كمثال لذلك فيتعاملون معنا وكأننا "شوال بطاطس" يختر منه ما يُريد ولست معترضة لأننا نسوق للمنتج ولكن طريقتهم محبطة للغاية.

ـ العرض يتحدث عن وجهة نظر الراقصات ويعرض أكثر من وجهة نظر ويحدث 3 مكالمات من الخارج يلخصن وجهة نظر الدوائر القريبة من هؤلاء الراقصات.

-اخترت الدائرة التي تريد الاستفادة من فرقة في بداياتها وتتعاون معها دون مقابل والدائرة الثانية هي الدائرة الداعمة للفن ولكنها تعنصر عليه "فوجدت إحدى الأمهات قد تواصلت معي وشكرتني على الفيديو المنتشر لابنتها ولكنها طلبت مني إزالته لأن والدها عندما شاهده قال لها (يا خسارة تربيتي) فهي تريد أن ترقص ابنتها ولكن أي نوع آخر غير الرقص الشرقي" والدائرة الثالثة لها علاقة بالمؤسسات الثقافية والصعوبات التي واجهتنا معها لمجرد أننا فرقة هادفة للربح.


ـ أخذنا 3 شهور بروفات وسبق الـ 3 أشهر عامين لتدريب الفرقة على الرقصات داخل العرض فمن الممكن أن تأخذ الرقصة التي مدتها 5 دقائق أشهر عديدة في البروفات والتحضيرات لها حتى تخرج بشكل نظيف ولطيف وتكون كل العارضات فيها تتحركن بنفس الحركة ونفس أطول فالرقص ليس كما يعتقد الكثيرين أنه مهنة من لا مهنة له كما أنه ليس "هز وسط" فقط ولكنه التزام ومسئولية.

ـ "بُرقع الحيا" عُرض للمرة الأولى بالنسخة السابعة من "ليلة الرقص المعاصر" بمسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون وكان من المفترض أن يُعرض في المسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية ولكنهم اعترضوا على أن الافتتاح به عرض رقص شرقي على الرغم من أن الجامعة لديها فرقة فلكلور رقص شرقي.

ـ سعدت كثيرا بترحيب أكاديمية الفنون بنا وبالعرض وبعرض "برقع الحيا" للمرة الأولى على مسرح نهاد صليحة لأنه صرح فني عظيم وترحيبهم بنا دليل على أننا نسير على الطريق الصحيح كما أنهم يريدون أن نعرض مرة ثانية ونعقد تعاون معهم وعمل عرض مشترك بيننا وبين الأكاديمية ويكون هناك تبادل مع الطلاب.


ـ العرض يطور من ذاته والنسخة التي عرضت ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة مختلفة عن التي عُرضت في نهاد صليحة من حيث المحتوى وعدد الراقصات فالعرض بمرور الوقت يطرح بشكل جديد و"يهضم" بشكل مختلف.

ـ أسعد بكافة ردود الأفعال التي تأتي حول العرض فجميعها جميلة والجمهور يحكي أن العرض والفرقة يتطوران وهذا يسعدني للغاية لأن الاستمرارية هي التي تجعلنا نحافظ على مكانتنا وليست التريندات فالتريندات عمرها قصير للغاية والواقع هو الذي يقول ذلك فإذا لم يكن لدينا فكرة نطرحها كل فترة سينسانا الجمهور.

نرشح لك: مشيرة خطاب تشارك مهرجان إيزيس في رصد تجارب المبدعات تحت القصف

ـ أحرص على تصميم وتنفيذ ملابس العارضات بنفسي لأنه يكون لدي صورة محددة أريد إيصالها والملابس تلعب دورا هاما في ذلك فلا استهين بها وبدورها الهام في إيصال ما أريده من العرض والرقصات.


ـ ليس لدي مشكلة في أن يتعامل أحد مع الفن الذي أقدمه على أنه حرام فالـ"الحرام والحلال ليس أزمتي" بل أزمتي الحقيقية هي التعامل مع فني أو مع الرقص الشرقي على أنه شيء تافه وهذا ما كنت أريد إيصاله من العرض وأنه إذا اختلفت الآراء حوله يجب أن يُحترم الجهد المبذول فيه وأن لدينا هدف ثابت نسعى إليه بخطوات ثابتة ولا نسعى للشهرة ولا لرؤية أجسامنا لكن أحرص كثيرا على أن يكون البطل الدراما وليس جسد الفتيات.

ـ أشارك في فيلم "شرق12" للمُخرجة هالة القوصي كمنفذة ملابس فقمت بتصميم الدراما الحركية والرقصات لبعض المشاهد في الفيلم المرتبطه بالرقص والتعبير الحركي.

نرشح لك: بعد تكريمها في مهرجان إيزيس.. تفاصيل عرض "أنا وجهي" لـ عواطف نعيم

ـ تواصلت معي المخرجة هالة القوصي منذ عامين لعمل أوديشن لإحدى الفتيات من "عوالم خفية" واختارت بالفعل فايزة شامة بعد إجراء أكثر من اوديشن لها وقمنا بعمل بروفات للفيلم لمدة عام كامل واستغرق تصويرة عدة شهور.

ـ تصميم الملابس كان للمخرجة هالة القوصي ونفذتها أنا لأنها كانت على يقين بأني سأنفذ ما تريده بكافة تفاصيله واختيارنا للملابس كان من الضروري أن يكون به درجات اللون الرمادي لأن الفيلم لم يصور ديجتال بل كان سيعرض بالأبيض والأسود.

ـ الصعوبة كانت في عمل تصميمات وملابس لفريق عمل سيشاهده الجمهور في النهاية بالأبيض والأسود وليس بالألوان كما اعتاد لذلك كُنا نعمل على التصميم أكثر من درجة اللون.

نرشح لك: نرمين حبيب: "في يوم وليلة" مسرح جسدي نناقش فيه رؤية الجيل للتحول الاجتماعي