نرمين حبيب: "في يوم وليلة" مسرح جسدي نناقش فيه رؤية الجيل للتحول الاجتماعي

تصوير: بسام الزُغبي

أعلن القائمين على مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة عن أن عرض "في يوم وليلة" سيتم عرضه في افتتاح الدورة الثانية من المهرجان والمُقرر إقامتها في الفترة من 16 إلى 22 مايو الجاري بالقاهرة.

"في يوم وليلة" عرض مسرحي راقص عن أربع سيدات في سن الثلاثينات والأربعينات، يُناقشن في قالب ساخر رؤية هذا الجيل للتحول الاجتماعي الذي نعيشه هذه الأيام، كما يطرح الأفكار التي تشغل المجتمع حول جسد المرأة ووضعها الاجتماعي وعمرها ويسترجع أيام الطفولة، فتحكي فيه بجسدهن قصص من الذاكرة تحاول من خلاله الحفاظ على بعض من ملامحها.

حاور "إعلام دوت كوم" مُخرجة العرض ومُصممة الاستعراضات به نرمين حبيب، عن تفاصيل العرض الحركي "في يوم وليلة"، وكيف جاءتها فكرته، ومشاركتها فيه كراقصة ومصممة استعراضات ومخرجة أيضا، ومعايير اختياراتها لباقي العارضات، وكيف تجد مشاركة العرض بفعاليات الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، وماذا عن تفاصيل ورشة "مزج بلدي" التي تقدمها أيضا ضمن فعاليات المهرجان، وما الهدف منها، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:

ـ فكرة "في يوم وليلة" جاءت من تجربة شخصية بحتة فعمري 35 عاما وهناك فجوة زمنية وقع فيها جيل التسعينيات فمرتبطين بثقافة واجتماعيات هذه الفترة ففكرت في هذه الفجوة من منظور الحياة اليومية والتحديات التي تواجه هذا الجيل واللغة التي يتحدثون بها والقضايا الفنية التي يريدون طرحها.

ـ لا نقارن بيّن جيل التسعينيات وما بعد الألفية بل نلقي الضوء على الفجوة والتغيرات التي نواجهها في حياتنا اليومية من أكثر اتجاه ولم نقل إن هناك جيل أفضل من الآخر فالعرض حركي وله علاقة بالمسرح وتم تناوله بشكل كوميدي.

ـ حرصت في اختياري للعارضات اللاتي شاركن في العمل أن يكون عمرهن متقارب فجميعنا يتراوح عمرنا ما بين 35 لـ 45 عاما حتى تكون لغتنا واحدة وتواجهنا نفس التحديات.


ـ تربطني علاقة صداقة قوية بباقي العارضات وهذه الصداقة تنعكس على العرض فعندما يراه المشاهد يشعر وكأنه "قعدة ستات يدردشن مع بعضهن" عن ذكرياتهن والزمن حاليا من خلال الحديث والتعبير عن وجهة نظرهن في أمور مختلفة.

ـ نتنقل ما بين مشاهد فردية لكل عارضة على حدى ومشاهد جماعية حتى نستطيع إثبات هوية كل سيدة، فكل شخصية في العرض لها تاريخها وهويتها الخاصة بها فلا نُريد تعميم شيء يتبعه الأربع عارضات فكل عارضة لها بصمتها الخاصة في الجسد وطريقة الحديث وفي الرقص أيضا.


ـ العرض متنوع يتضمن رقص وتمثيل وجانب ارتجالي بجانب الكلام ما جعلنا نعقد بروفات ترابيزة كثيرة ونتحدث في كافة التفاصيل حتى يخرج "الأسكربت" أو السيناريو بشكل جيد وصداقتنا سهلت علينا الأمور الفنية كثيرا والنقاط الصعبة.

ـ "في يوم وليلة" مسرح جسدي جزء منه له علاقة بالمسرح الحديث أو المعاصر لكونه يُعاصر الأحداث التي نعيشها حاليا فيجعلنا نسعى دائما العمل على قضايا جديدة ومختلفة لندخل به موتيفات لها علاقة بالأحداث الجارية.


ـ أشارك كراقصة في عروض كثيرة منذ أكثر من 13 عاما ورغم ذلك في كل مرة أقف فيها على خشبة المسرح أشعر برهبة وتوتر شديدين ولكن بعد الدخول في الشخصية أتحد مع زميلاتي في العرض فتكون هناك طاقة تجمعنا ببعضنا ومع طاقة الجمهور تحدث حالة توحد فنية جميلة للغاية استمتع بها كثيرا.

ـ مشاركتي في عرض"في يوم وليلة" كمصممة استعراضات وراقصة ومخرجة ليس سهلا على الإطلاق فعندما أقف على خشبة المسرح لأقدم دوري أجد ذهني مشغولا بالتقنيات من إضاءة وموسيقى مما يُشكل ضغطا كبيرا.


ـ المرة الأولى التي عرضنا فيها كانت على مسرح "نهاد صليحة" وتفاجئنا بالتفاعل الكبير وأن معظم الجمهور كان من جيل ما بعد الألفينات وكانوا سعيدين كثيرا بالتعرف على مادة فنية مختلفة وثقافة واجتماعيات لفترة زمنية مختلفة وبذلك استطعنا أن نجمع الجيلين في تيمة فنية واحدة.

ـ من أكثر ردود الأفعال التي لمستنا كثيرة كانت من فنانة قديرة جاءت وشاهدت العرض مع الجمهور وقالت لنا أضحكتونا وأبكيتونا وعند تحيتنا للجمهور كانت تبكي كثيرا لحنينها لوقت محدد في حياتها افتقدته ولا تستطيع الرجوع له.

ـ ورشة "مزج بلدي" هي برنامج تدريبي أعمل عليه من وجه قبلي لـ وجه بحري وله علاقة بالفنون الأدائية خاصة فنون الحركة والرقص المُعاصر وأسعى بقدر الإمكان الخروج لمناطق خارج القاهرة لأن هذه المناطق خاصة الصعيد والدلتا تقل فيها الخدمات الفنية المقدمة وعندما تواصل معي القائمين على مهرجان "إيزيس الدولي لمسرح المرأة" لتقديم ورشة ضمن فعاليات الدورة الثانية لم أجد أفضل من هذه الورشة لأقدمها تحت مظلة المهرجان لأنني أعلم أن له جمهوره الكبير وهذا شئ عظيم.

ـ الورشة للسيدات فقط حتى نطمئنهن أن هناك مساحة آمنة يستطعن التحرك فيها دون قيود والورشة ليست للراقصين المحترفين بل هي مقدمة للسيدات اللاتي يُردن تحرر أجسادهن بشكل صحي والشعور بالسعادة أثناء الحركة.

ـ نعمل من خلال الورشة على الوعي بالجسد بشكل عام وأحاول دمج الرقص المُعاصر بالرقص البلدي ونقوم بعمل حركات خاصة بانحناءات الجسد ومنها منطقة الحوض ففي بعض الأحيان نشعر بتشنجات في مناطق بجسدنا فنسعى لفكها من خلال توجيهات بسيطة مرتبطة بالسلامة والمساحة ثم نعطيهن مطلق الحرية في الحركة بعد المرور على التسخين وتصميم الحركة والكلام وكيف يكون هناك حكي مع الحركة فالورشة هدفها كيفية عمل حركة بطريقة صحية بحيث تُعمل عضلاتها بدلا من الحمل على مفصل بعينه وأقوم بشرح ذلك نظري وعملي.

ـ أوجه تحية كبيرة لكل القائمين على مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة لأننى أعلم جيدا أن إقامة مهرجان فني ليس سهلا على الإطلاق سواء من الجانب الإداري أو المادي كما أنهم يقدمون عروض دولية وخاصة بمسرح المرأة وهذا أمر نادر وجوده في مصر لذلك أرى أنها فكرة عظيمة وأتمنى تكرارها بشكل أو بآخر وألا يقتصر على القاهرة فقط بل يأخذ متسع أكبر فهناك مواهب كثيرة في المحافظات نتمنى تسليط الضوء عليها وتشجيعهم على تطوير أنفسهم.

نرشح لك: تقديم المونودراما ليس سهلا.. وفاء الحكيم تتحدث عن "ودارت الأيام"