حزب معارضة أحمد مراد!

إسلام وهبان

جائزة جديدة وجدل جديد يتكرر كلما صدر للروائي أحمد مراد عمل أدبي أو حصل على جائزة أدبية، مثل جائزة الدولة للتفوق التي حصل عليها في مجال الآداب، والتي أثار فوزه بها جدلا واسعا في الأوساط الثقافية.

مقعد دائم بقوائم الأكثر مبيعا

على مدار العشر سنوات الماضية، استطاع مراد أن يحجز لنفسه مقعدا دائما بقائمة الأكثر مبيعا من خلال رواياته، وأن يصبح أحد أبرز وأشهر الكتاب في مصر والوطن العربي.

ورغم كل الجدل الذي أثير حول رواياته وأسلوبه في الكتابة إلا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أنه كاتب ذكي استطاع الوصول إلى شرائح أوسع من القراء، بل وأصبح سببا في دخول أجيال جدد لعالم الرواية، وذلك بفضل أسلوبه الخاص الذي يعتمد على التشويق والإثارة، ولغته البسيطة، واحتواء رواياته على قدر كبير من الاقتباسات التي يفضلها القراء ومستخدمو السوشيال ميديا.

الأكثر حظا في تحول رواياته لأعمال فنية

في شتاء 2007 كانت البداية لأحمد مراد في عالم الرواية، حيث صدرت عن دار “ميريت” للنشر والتوزيع، رواية “فيرتيجو”، والتي اشترتها دار الشروق بعد ذلك، كما تم ترجمتها للإنجليزية والإيطالية والإسبانية، وبعد ذلك النجاح تم تحويل الرواية لمسلسل تلفزيوني، في رمضان 2012، بطولة هند صبري، ونضال الشافعي، ويسرا اللوزي، وأحمد حاتم، وسلوى خطاب، كتب السيناريو محمد ناير، وأخرجه عثمان أبو لبن، فيما غنى تترات البداية والنهاية الفنان حسين الجسمي، كما فازت بجائزة البحر الأبيض المتوسط في الثقافة عام 2013.

نرشح لك – أحمد مراد يفوز بجائزة التفوق في الآداب لعام 2017

الرواية الأشهر لأحمد مراد كانت “الفيل الأزرق”، والتي صدرت أواخر عام 2012، وكانت بوابة دخول عالم “البيست سيلر”، وذلك بعد أن نالت الرواية الأكثر مبيعا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2013، كما وصلت للقائمة القصيرة بجائزة البوكر للرواية العربية عام 2014. والتي تحولت لفيلم سينمائي يحمل نفس الاسم عام 2014، ليكون أول عمل يدخل من خلاله مراد عالم السينما، وأخرجه مروان حامد، فيما تولى أحمد مراد كتابة السيناريو، وشارك في البطولة كريم عبد العزيز، وخالد الصاوي، شيرين رضا، ونيللي كريم، ولبلبة، ومحمد ممدوح. حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 35 مليون جنيها. بعدها قام بكتابة سيناريو فيلم الأصليين الذي أحدث ضجة وقت عرضه أيضا.

كذلك رواية “تراب الماس”، التي صدرت عام 2010، وتدور أحداثها في أجواء من الغموض والجريمة، حيث يقع بطل الرواية ضحية لجريمة قتل غامضة، يتبدل عالمه بعدها، وتتكشف له العديد من الحقائق، ويصبح القتل بابا لكشف سلسلة من عمليات الفساد وسطوة السلطة. ورغم تأخر تحويلها لعمل سينمائي لأكثر من 7 سنوات بسبب مشاكل إنتاجية، لكن مراد أعلن عن بدء تصويره خلال الأشهر الماضية وسيكون من بطولة آسر ياسين ومنة شلبي ومحمود حميدة، وإخراج مروان حامد.

موسم صيد القراء

ورغم أن روايتي “1919” و”أرض الإله”، لم تحظى أيا منهما بنفس النجاح الذي حصلت عليه رواياته السابقة، إلا أنه خرج على قرائه برواية “موسم صيد الغزلان”، نهاية العام الماضي ليتصدر قائمة الأكثر مبيعا، ويعود إلى قاعدته الجماهيرية، مع مساحة أكبر من الجدل حول القضية التي تتناولها الرواية، فضلا عن فوزه في أكثر من استطلاع للرأي كأفضل رواية في 2017.

نبرة الرفض وعدم الاعتراف التي تعلو من جانب معارضي ومنتقدي أحمد مراد في الوسط الثقافي، رغم كل ما حققه خلال العشرة سنوات الماضية واستمراره في تقديم إنتاج أدبي وفني يقبل عليه الجماهير بهذا الشكل، من الواضح أن هذه النبرة ستظل مستمرة ومتكررة مع كل إنجاز أو جائزة يحصل عليها، ويبدو أن مراد لن يستطيع التخلص من هذا الجدل ونزعة عدم الاعتراف من قبل حزب المعارضة في المستقبل القريب..